إسرائيل تستثمر في قضية “مخدرات الأسد”

أطلق وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين تصريحات في مؤتمر دولي أشار في جزء كبير منها إلى مساعي إسرائيل لـ”استثمار قضية المخدرات الخاصة بالنظام السوري”.

وجاءت تصريحات كوهين في المؤتمر الدولي الذي دعا إليه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن لمعالجة تهديد المخدرات الصناعية، يوم أمس الجمعة.

ودعا الوزير الإسرائيلي بحسب ما نقلت وسائل إعلام يوم السبت إلى “تشكيل تحالف إقليمي لوقف التوسع في إنتاج المخدرات وتهريبها في سورية”.

وأضاف أن “آفة المخدرات تؤثر على العديد من البلدان في منطقتنا، مما يؤدي إلى تدهور كثير من الشباب إلى الإدمان، وحياة الجريمة، وفي كثير من الأحيان إلى الإرهاب”.

وحمّل كوهين مسؤولية تهريب حبوب الكبتاغون للنظام السوري، ووصفه بأنه “الجاني الرئيسي”، وأنه “يجب أن يحاسب على أفعاله من خلال فرض عقوبات كبيرة”.

“نظام توزيع المخدرات”

وهذه هي المرة الأولى التي تدخل فيها إسرائيل على خط القضية الكبرى التي باتت تحكم العلاقة المستجدة بين النظام السوري والدول العربية.

كما تحكم هذه القضية أيضاً طريقة التعاطي الغربية مع النظام، ولاسيما أن حبوب الكبتاغون الخارجة من مناطق سيطرته باتت تصل إلى بقع متنوعة من العالم.

وفي أثناء كلمته في المؤتمر الدولي أطلق كوهين على النظام السوري وصف “نظام توزيع المخدرات”.

وقال: “على الدول المعتدلة في المنطقة حشد قواها ومواردها ومحاربة الظاهرة”، مضيفاً أنه “عرض على المشاركين في المؤتمر المساعدة الإسرائيلية في مجالات كشف المخدرات وتعزيز المعابر الحدودية ومحاربة توزيع المخدرات”.

وقارن الوزير الإسرائيلي النظام السوري بتنظيم “داعش”، وأنه “نظام مزعزع للاستقرار ورعاية الإرهاب وتهريب المخدرات”.

ويخضع نظام المخدرات في سورية لسيطرة الأخ الأصغر لبشار الأسد، ماهر الأسد والفرقة الرابعة مدرع في قواته، بحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”.

وتمس تجارة المخدرات جميع جوانب النظام السوري، مع تورط العديد من رجال الأعمال البارزين وكذلك وكيل إيران في لبنان “حزب الله”.

“فرصة فريدة”

وتشير وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن إسرائيل باتت تنضم إلى قائمة متزايدة من الدول التي تشعر بالقلق من إنتاج النظام السوري للمخدرات وتهريبها.

ويقول تحليل لصحيفة “جيروزليم بوست” إن انخراط إسرائيل في القضية “يعطيها فرصة فريدة للتكامل الإقليمي في السياسات المتعلقة بمواجهة تهريب المخدرات”.

ويضيف أن “الولايات المتحدة تدعم اتفاقيات إبراهيم والقضايا التي تمس المنطقة، ولتحقيق هذه الغاية، يمكن أن تكون مواجهة المخدرات وسيلة لإسرائيل للعمل مع الدول الأخرى”.

“الأردن، على سبيل المثال، حريص جداً على وقف تهريب المخدرات، وأرسل وزير خارجيته إلى دمشق الأسبوع الماضي لمناقشة هذا الموضوع وأصدرت الوزارة بياناً في نهاية الأسبوع”.

وحضر الاجتماع الذي يسلط الضوء على تجارة المخدرات كجزء من “التحالف العالمي الجديد” دول مثل السعودية والإمارات والمغرب وغيرها.

ويرى تحليل الصحيفة أن “هذه كلها دول رئيسية مسؤولة عندما يتعلق الأمر بتعزيز الاستقرار والمصالح المشتركة في المنطقة”.

ويتابع أن “كوهين الذي عاد مؤخراً من اليونان أضاف صوتاً مهماً إلى البلدان التي تشعر بالقلق بشأن تجارة المخدرات في المنطقة”، وأن “هذه كتلة أساسية أخرى ستكون حيث تلعب إسرائيل دوراً مهماً في التكامل الإقليمي”.

وما سبق يعني “أن إسرائيل تنضم إلى الأردن ومصر ودول الخليج والمغرب فيما يتعلق بهذه المخاوف. هذا هو الشكل الدبلوماسي الجديد حيث تستمر الولايات المتحدة في إظهار القيادة الإقليمية، ولكن حيث تأخذ دول المنطقة زمام المبادرة”، حسب “جيروزليم بوست”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا