المنخفضات الجوية ضاعفت تحديات طلاب وطالبات جامعات إدلب وحلب

أرخت العواصف الثلجية وموجات الصقيع التي ضربت مناطق شمال غربي سورية قبل نحو 10 أيام بظلالها على سير العملية التعليمة، إذ فاقمت معاناة طلاب الجامعات، الذين كانوا يمرون بفترة امتحانات “أصعب” من سابقتها بسبب الظروف الجوية، حسبما روى بعضهم.

الطالب علي السيد، وهو طالب سنة ثانية في كلية الطب البشري في “جامعة حلب في المناطق المحررة”، يتحدث لـ “السورية نت” عن مصاعب واجهته خلال فترة العاصفة الثلجية، خاصة أنه يقطن في منطقة بلبل بريف عفرين، بينما تقع جامعته في مدينة مارع شمالي حلب، ما يضطره إلى قطع مسافة 80 كم.

مسافات طويلة محفوفة بالثلوج

يقول علي، أحد مهجري حمص، إنه أثناء العاصفة الثلجية توقفت حركة المواصلات في الشمال السوري، ما دفعه إلى استخدام دراجته النارية للوصول إلى الجامعة، حيث كان عليه تقديم امتحانات لم تؤجلها الجامعة، بينما أجّلت بعضها الآخر.

كذلك هو الحال مع الطالب حافظ ترمان، الذي يدرس في كلية العلوم السياسية بمدينة مارع بريف حلب، بينما يقطن في أطمة شمالي إدلب.

يقول حافظ لـ”السورية نت”، إن طريقه للجامعة يستغرق 3 ساعات، لكن أثناء العاصفة الثلجية لم يذهب للجامعة، واضطر لحضور المحاضرات عن بعد، مشيراً إلى أن كلّيّته علقت الدوام لمدة أسبوع وأجلت الامتحانات، إلا أن الظروف الجوية استمرت لأكثر من أسبوع وهو ما شكّل “ضغطاً” عليه للذهاب إلى الجامعة.

شمال سورية..العاصفة الثلجية تنكئ جراح المخيمات مجدداً(صور)

أما الطالب عبد الرحمن مصطفى، فقد قال إنه يضطر في كثير من الأحيان إلى المشي قرابة 6 كم للوصول إلى جامعته في اعزاز، بسبب سوء الأحوال الجوية وانقطاع حركة سير المركبات.

ويتحدث عبد الرحمن لـ”السورية نت” عن معاناة دراسية من نوع آخر خلال موجات البرد، وهي اضطراره للجلوس في غرفة واحدة مع جميع أفراد عائلته والدراسة في جو مزدحم بسبب توفر مدفأة واحدة في المنزل، ما أدى لتراجع مستواه التعليمي كما يقول.

طلاب المخيمات ومعاناة إضافية

في المخميات، التي كانت الأكثر تأثراً بالعاصفة الثلجية الأخيرة، يعيش الطلاب معاناة “مضاعفة”، حسبما يروي الطالب محمود درويش، أحد مهجري بلدة تلمنس لـ”السورية نت”.

محمود الذي يقطن في مخيم جبل الدويلة بكفرتخاريم شمال غربي سورية، ويدرس في جامعة إدلب، يقول إن جامعته تبعد عن المخيم مسافة 9 كم، ما اضطره للتغيب عن المحاضرات خلال العاصفة الثلجية الأخيرة، التي ترافقت مع الامتحانات الجامعية.

ويضيف: “عندما حدثت عواصف ثلجية تغطت منطقتنا بالثلوج، ما اضطرني لترك الدراسة والتفرغ لتدعيم خيمتي كي لا تسقط فوق رؤوسنا بفعل الثلوج الكثيفة”.

وتابع: “في أيام الصقيع أخرج في وقت باكر قبل الامتحان بساعات، أصل لقاعة الامتحان ولا أستطيع أن أحمل القلم من شدة البرد. الحقيقة أننا نعيش أوضاعاً مأساوية لا أحد يراعيها لا في الجامعة ولاحتى في المخيم الذي تسكنه 350عائلة، حيث تسرب أغلب الطلاب من المدرسة بسبب ضعف الدعم، ويعمل غالبيتهم بجمع الحطب من الأحراج المجاورة من أجل التدفئة”.

“كن دفئاً لهم”..مبادرة لإغاثة مئات العائلات المتضررة بالعواصف الثلجية

قرارات التأجيل “مفاجِئة”

خرج الطالب مجد الأحمد في الساعة السابعة صباحاً، من يوم 23 يناير/ كانون الثاني الفائت، نحو جامعته كالمعتاد، لتقديم امتحان في كلية الاقتصاد بجامعة إدلب التي يدرس فيها، لكن عند وصوله للجامعة تفاجأ بقرار تأجيل الامتحانات مدة 3 أيام، بسبب العاصفة الثلجية.

يقول مجد، الذي يسكن في أطراف مدينة الدانا، إن قرار التأجيل صدر قبل موعد الامتحان بساعة، وهو ما لم يعلمه الكثير من الطلاب في جامعته، ما اضطرهم لقطع مسافات طويلة بين الثلوج المتراكمة.

وكانت جامعة “حلب في المناطق المحررة”، أعلنت أيضاً تأجيل الامتحانات في الفترة بين 22 و25 يناير/ كانون الثاني الماضي، في جميع الكليات والمعاهد التابعة لها، بسبب الظروف الجوية.

أعباءٌ ترهق الطلاب والطالبات

وإذا كانت المعاناة التي عاشها طلاب وطالبت خلال فترة العواصف الثلجية مؤقتة، فإن بعض هؤلاء يواجهون تحديات “طويلة الأمد”، تتمثل بمصاريف السكن والقسط الجامعي ومصروف المواصلات وطباعة المقررات، حسبما يقول الطالب صالح حوراني، المنحدر من كفرنبودة شمالي حماة لـ”السورية نت”.

وكذلك يتحدث الطالب ياسر ملوحي، من مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، عن معاناة الطلاب في الشمال السوري، بقوله:”اضطررت أنا وعائلتي إلى الانتقال لمدينة مارع بالقرب من الجامعة التي أدرس فيها، من أجل تخفيف مصاريف المواصلات والسكن، رغم أن المنزل الذي نسكن فيه غير صحي وتنتشر فيه الرطوبة، لكن اضطررنا للسكن فيه بسبب ارتفاع إيجارات المنازل الجيدة في المنطقة”.

وينسحب نفس الأمر على رزان، وهي طالبة طب بشري تنحدر من ريف إدلب، والتي تسكن مع طالباتٍ آخريات في سكن مشترك، قرب مارع.

يُشار إلى أن عدد الجامعات في الشمال السوري وصل إلى 15 جامعة بين عامة وخاصة، تضم آلاف الطلاب، وسط عقبات عدة تواجههم أبرزها الاعتراف الدولي بالشهادات الصادرة عن تلك الجامعات.

المصدر السورية نت
قد يعجبك أيضا