تحقيق يكشف قتل “التحالف” للعشرات في دير الزور بقنابل ضخمة

كشف تحقيق لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، مقتل عشرات الأشخاص في بلدة الباغوز شرق سورية في مارس/آذار 2019، بعد شن طائرات أمريكية غارتين، وإلقاء قنابل بـ2500 رطل.

وتحت عنوان “كيف أخفت الولايات المتحدة غارة جوية قتلت عشرات المدنيين في سورية“، تحدثت الصحيفة عن إخفاء واشنطن للتقارير عن قتل نساء وأطفال، خلال معركة “التحالف الدولي” ضد “تنظيم الدولة الإسلامية”.

وقالت الصحيفة إنه “في الأيام الأخيرة من المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سورية، عندما حوصر أعضاء من دولة الخلافة الشرسة في حقل ترابي بجوار بلدة تسمى الباغوز، حلقت طائرة دون طيار عسكرية أمريكية في سماء المنطقة، بحثاً عن أهداف عسكرية، لكنها لم تشهد سوى حشداً كبيراً من النساء والأطفال متجمعين على ضفة نهر”.

وأضافت أن “طائرة عسكرية أمريكية من دون طيار من طراز F-15E، أسقطت قنبلة تزن 500 رطل على الحشد، أتبعه إسقاط طائرة ثانية قنبلة أخرى بوزن 2000 رطل، ما أدى إلى مقتل 70 شخصاً”، مؤكدة أن الهجوم كله استغرق حوالي 12 دقيقة.

وأشارت الصحيفة إلى أن “الجيش الأمريكي لم يعترف علناً” بالقصف، في حين “بدأ المفتش العام المستقل في وزارة الدفاع تحقيقاً، لكن التقرير الذي يحتوي على نتائجه تم تعطيله وتجريده من أي إشارة إلى الضربة”.

و جمعت الصحيفة على مدى شهور وثائق سرية وأوصاف لتقارير سرية تفاصيل الضربة، إضافة إلى مقابلات مع أفراد متورطين بشكل مباشر، ومسؤولين لديهم تصاريح أمنية سرية للغاية شريطة عدم ذكر أسمائهم.

وخلصت الصحيفة في تحقيقها إلى أن “أوامر الضربة الجوية صدرت من قبل وحدة العمليات الخاصة الأمريكية السرية (فرقة 9)، التي كانت مسؤولة عن العمليات البرية في سورية، والتي عملت في سرية تامة، لدرجة أنها في بعض الأحيان لم تبلغ حتى شركائها العسكريين عن أفعالها”.

وتضم الفرقة التاسعة عناصر جنود من المجموعة الخامسة للقوات الخاصة الأمريكية، إضافة إلى فريق كوماندوز النخبة (قوة دلتا)، وهي إحدى وحدات القوات الخاصة الأمريكية، وتعمل على مهمات تحرير الرهائن والاستطلاع والعمليات الصغيرة.

وفي تعليق من القيادة المركزية الأمريكية على التحقيق، أقرت القيادة بالضربات لأول مرة.

وقالت القيادة للصحيفة إن “80 شخصاً قتلوا لكن الضربات الجوية كانت مبررة”، مضيفة أن “القنابل قتلت 16 مقاتلاً وأربعة مدنيين، أما بالنسبة للقتلى الستين الآخرين، فإنه لم يتضح أنهم مدنيون، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن النساء والأطفال في الدولة الإسلامية حملوا السلاح في بعض الأحيان”.

ونقلت الصحيفة عن الضابط السابق والمحلل مع وكالة الاستخبارات ومركز مكافحة الإرهاب وموظف في مكتب المفتش العام بالبتاعون، جين تيت، قوله: “تبدو القيادة عازمة على دفن الحادثة”. ويضيف: “لا أحد يريد أي شيء له علاقة بذلك”.

معركة الباغوز

وكان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتعاون مع “قوات سوريا الديمقراطية” أطلقوا معركة الباغوز، في مارس/ آذار 2019، إذ كانت المنطقة تعتبر المعقل الأخير لتواجد عناصر التنظيم.

وسبق المعركة حصار التحالف و”قسد” للمنطقة، بهدف تجويع مقاتلي عناصر التنظيم ودفعهم للاستسلام، وبالفعل استسلم نحو 29 ألف شخص بمن فيهم من مقاتلين، لكن معظمهم من النساء والأطفال، حسب الصحيفة.

وشنت طائرات التحالف حينها ضربات جوية على المنطقة، التي كان يتواجد فيها نساء وأطفال، الأمر الذي دفع منظمات حقوقية إلى اتهام التحالف بارتكاب جرائم حرب.

وفي 23 مارس/ آذار 2019، أعلنت “قسد” السيطرة على الباغوز، التي تقع على بعد نحو 120 كيلومتراً جنوب شرق دير الزور، والقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية.

المصدر السورية. نت
قد يعجبك أيضا