“جزار حلب”..تحذيرات من تعيين دفورنيكوف قائداً عسكرياً لروسيا في أوكرانيا

اهتمت وسائل إعلام غربية خلال اليومين الماضيين، باسم الجنرال الروسي، ألكسندر دفورنيكوف، وسط تحذيرات من ارتكابه جرائم في أوكرانيا، كما فعل في سورية حتى أصبح يلقب بـ”جزار حلب”.

وكانت روسيا عينت ألكسندر دفورنيكوف قائداً للقوات الروسية في أوكرانيا قبل أيام، حسب ما ذكرت وسائل إعلام غربية.

ورغم عدم صدور أي قرار رسمي من قبل موسكو، إلا أن مسؤولاً أمريكياً، وصفته شبكة الإذاعة البريطانية “BBC” بأنه “رفيع المستوى”، أكد تعيين دفورنيكوف في أوكرانيا.

ولاقى تعيين دفورنيكوف تحذيرات من زيادة أعداد الضحايا من المدنيين في أوكرانيا بسبب سجله “الإجرامي” في سورية والشيشان.

وذكرت شبكة “BBC” أن دفورنيكوف استخدم سياسية “الأرض المحروقة” في سورية، ودمر المدن والبلدات بمختلف أنواع الأسلحة.

 من جهته قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان ، في مقابلة مع قناة “CBSN”، إن “تعيين الجنرال الروسي كجزار سوري يتفق مع نهج روسيا في غزو أوكرانيا، وعلامة على أن روسيا تخطط للحفاظ على سياسة الأرض المحروقة”.

وأضاف “لقد رأينا فظائع وجرائم حرب وقتل جماعي وصور مروعة وصادمة في مدن مثل بوتشا وإطلاق الصواريخ في كراماتورسك”، معتبراً أن “تعيين الجنرال هو مؤشر على أننا سنرى المزيد من هذا القبيل”.

بدورها وصفت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية القائد الروسي بأنه “جزار سورية”، وقالت إنه يعد أحد أكثر الضباط نفوذاً في الجيش الروسي، وواحد من المرشحين المحتملين لخلافة رئيس الأركان، الجنرال غيراسيموف.

أما صحيفة “نيويورك تايمز“، وفي مقالة للكاتب برت ستيفنز أول أمس الثلاثاء، أكدت أنه يجب توقع الأسوأ في حرب أوكرانيا بعد تعيين دفورنيكوف.

ونقل الكاتب عن قائد عسكري أمريكي سابق قوله؟ إن “دفورنيكوف ليس لديه ندم ضد أي نشاط مروع، وانظروا إلى ما فعله في حلب”.

ما سبب تعيين دفورنيكوف؟

وعقب تعيين دفورنيكوف في أوكرانيا ظهرت التحليلات العسكرية حول سبب تعيينه، والأهداف الروسية من وراء ذلك.

وقالت المخابرات العسكرية البريطانية في بيان لها، أمس الأربعاء، إن الهدف من تعيين دفورنيكوف هو “محاولة روسيا لمركزية القيادة والسيطرة”.

واعتبرت أن “عدم القدرة على التماسك وتنسيق النشاط العسكري (الروسي) أدى إلى إعاقة الغزو الروسي حتى الآن”.

بدروها ذكرت شبكة “سكاي نيوز” البريطانية أن تعيين قائد عسكري جديد روسي في أوكرانيا، جاء بسبب الخسائر الكبيرة لقواتها، وهو ما اعترف به المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف.

وجاء في المقالة أن الخسائر أجبرت روسيا في الأسبوع الماضي على الانسحاب من شمال البلاد بالكامل، وقبل أن تتخلى موسكو عن الاستيلاء على كييف، تم تنظيم القوات الروسية في ثلاث مجموعات منفصلة تركز على شمال وجنوب وشرق أوكرانيا.

وقال مارك جالوتي، من المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدراسات الأمنية والدفاعية، إن “الترويج للجنرال دفورنيكوف هو جزء من إصلاح أوسع، حيث ستتوقف روسيا عن محاولة القتال على ثلاث جبهات، وتركز بدلاً من ذلك على هجوم آخر لمحاولة الاستيلاء على بقية جزر دونباس”، واصفاً ذلك بأنه” أكثر منطقية وهدف يمكن تحقيقه “.

وتقول الشبكة، نقلاً عن فيكتوريا ستاريش سامولين، الشريك المؤسس لمجلس  Geostrategy لشبكة “سكاي نيوز”، إن الجنرال دفورنيكوف ليس “اختياراً عرضياً”.

وأضافت أن “تكتيكاته في سورية، والتي تهدف إلى تربية السكان، يجري تنفيذها الآن في مدينة ماريوبول الساحلية بجنوب أوكرانيا”.

وأكدت أن تعيين الجنرال الروسي مهم من ناحيتين، الأولى “يشير إلى مرحلة جديدة من الحرب في أوكرانيا بهدف أساسي هو الاستيلاء بكفاءة ونجاح على أجزاء من منطقة دونباس الأوكرانية التي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية بأي ثمن”.

أما الناحية الثانية فإنه “نظراً لسجله المروع في سورية فمن المحتمل أن يشير ذلك إلى المزيد من الوحشية ضد المدنيين والبنية التحتية الحيوية وتجاهل قوانين الحرب”.

“مهندس التدخل في سورية” يقود جيش بوتين في أوكرانيا.. من هو “دفورنيكوف”؟

من هو دفورنيكوف؟

ولد ألكسندر دفورنيكوف في أقصى شرق روسيا بالقرب من الحدود مع الصين، وتخرج من مدرسته المحلية للتدريب العسكري في أوسوريسك عام 1978.

وخضع، بعد انضمامه إلى الجيش السوفيتي، لتدريب في مدرسة تدريب القيادة العليا في موسكو وأصبح قائد فصيلة عام 1982، قبل أن يحصل على مناصب كقائد سرية ورئيس أركان كتيبة، ثم الانتقال إلى ألمانيا الشرقية للعمل كنائب قائد كتيبة هناك.

وحصل على “وسام الجدارة العسكرية” و “وسام الشجاعة”، في تسعينيات القرن الماضي، وفي عام 1999 أصبح قائداً لفرقة البنادق الآلية التي اقتحمت غروزني، عاصمة الشيشان الروسية.

وتعود شهرة الجنرال دفورنيكوف على أنه “جزار” إلى الفترة التي قضاها هناك، حسب “سكاي نيوز”.

وبعد تدخل الروس في سورية عين قائداً للحملة العسكرية، وأشرف على معارك الأحياء الشرقية في حلب، التي أدت إلى مقتل وإصابة مئات المدنيين وتهجير عشرات الآلاف.

المصدر السورية. نت
قد يعجبك أيضا