رستم آزييف..شيشاني يقاتل روسيا من سورية لأوكرانيا

في السابع من الشهر الحالي، ظهر قائد جماعة ما يسمى “أجناد القوقاز“، رستم آزييف، المعروف بـ”عبد الحكيم الشيشاني”، في جبهات المعارك ضد روسيا بمنطقة باخموت الأوكرانية، بحسب مقطع مصور نشرته وزارة الدفاع الأوكرانية.

ظهور آزييف في أوكرانيا، جاء بعد قتاله في سورية خلال السنوات الماضية وتشكيله جماعة “أجناد القوقاز” في ريف اللاذقية.

وكانت وسائل إعلام تحدثت عن خروج آزييف من سورية، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ووصوله إلى أوكرانيا، إذ نُشرت صورة لعبد الحكيم الشيشاني إلى جانب مقاتلين شيشان قيل إنها بعد وصوله إلى أوكرانيا.

من هو رستم آزييف؟

ولد رستم آزييف سنة 1981 في قرية بريغورودنوي قرب العاصمة الشيشانية غروزني، حيث بدأ لاحقاً دراسته الجامعية هناك، إلا أنه توقف عن الدراسة بعد اندلاع الحرب بين روسيا والشيشان سنة 1999.

تعلم آزييف المصارعة الحرة، وفاز بالعديد من المسابقات في جنوب روسيا، قبل الانضمام إلى المقاتلين الشيشان ضد الغزو الروسي لبلادهم، وقاتل تحت قيادة رستم باساييف الذي قُتل في 2007.

أصبح آزييف قائد القطاع المركزي للقوات المسلحة لجمهورية إيشكيريا الشيشانية، كما عُين قائداً للقطاع المركزي لإمارة القوقاز سنة 2007.

في 2009 أصيب في جروح خطيرة نقل على أثرها إلى تركيا للعلاج، قبل أن يحاول العودة إلى الشيشان عن طريق جورجيا سنة 2010، لكن لم يُسمح له بالمرور إلى بلده ليعود إلى تركيا في 2012.

انضم لاحقاً  إلى المقاتلين في سورية، حيث اتخذ من ريف اللاذقية مقراً له، وأسس جماعة “أجناد القوقاز” التي تضم مقاتلين من الشيشان، وشاركت في العديد من المعارك في إدلب وريف حماة.

رستم آزييف (عبد الحكيم الشيشاني)

ملاحقة الروس

يتحدث آزييف عن سبب قدومه إلى سورية، في مقابلة مع صحيفة “Dziennik Polski” البولندية، إذ قال:”عندما كنت في سورية، كان هدفي الأول هو إحداث أكبر قدر ممكن من الضرر للروس”.

واعتبر آزييف في المقابلة التي نُشرت مؤخراً أن “بوتين والأسد نفس الشئ..ما أردته هو محاربة المحتلين في بلدي وإلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بهم، أينما كانوا”.

قارن بين الحرب في كل من الشيشان وسورية وأوكرانيا، معتبراً أن الحرب في الشيشان هي الاصعب، لعدم توفر الأسلحة أو الذخائر، في حين كان المقاتلون في سورية يمتلكون أسلحة وقذائف مضادة للدبابات، ومناطق يسيطرون عليها.

ووصف آزييف القتال في سورية بأنه “فندق بثلاث نجوم”، في حين وصف الحرب في أوكرانيا بأنها “فندق بسبع نجوم”، كونهم يمتلكون طائرات ومسيّرات وصواريخ “ستينجر”.

شاهد على الكيماوي

ويتحدث آزييف عن الفوضى التي يزرعها الروس في المناطق التي يغزوها، إذ يقول إن الروس “دائماً جائعون مثل ابن أوى، سوف يزرعون الفوضى ويدمرون كل شيء من حوله، إنهم بحاجة إلى دماء وضحايا، الدم مثل الأكسجين بالنسبة لهم”.

وقال إنه شاهد على قصف مناطق المعارضة السورية بالأسلحة الكيميائية، محذراً من استخدام نفس الأسلحة في الحرب الأوكرانية:”رأيت كل شيء بأم عيني، الأسلحة الكيميائية المُشعة، جربوها في سورية، مات مئات وآلاف من النساء والأطفال”.

وأضاف “عندما تقتل النساء والأطفال وكبار السن بدم بارد، فأنت لم تعد بشراً، هؤلاء هم المرتزقة الروس من مجموعة فاغنر، إنهم في سورية وهنا على خط المواجهة. لا يفكرون مثل البشر”.

من جبال اللاذقية إلى أوكرانيا

انتقل عبد الحكيم من جبال اللاذقية إلى أوكرانيا، بعد هدوء الجبهات في الشمال السوري، فضلاً عن تضييق تعرض له المقاتلون الأجانب الذين لا يتبعون “هيئة تحرير الشام” صاحبة النفوذ في إدلب.

التضييق الأكبر كان في تشرين الأول / أكتوبر 2021، حيث غادر مسلم الشيشاني قائد “جنود الشام” نقاط تمركزه في جبال اللاذقية إثر خلافات مع “تحرير الشام”.

وأدى رفض مجموعة “أبو فاطمة التركي” وعدد من المقاتلين الشيشان لطلبات “الهيئة” إلى اشتباكات انتهت بسيطرة “الهيئة”.

وتم انتقال عبد الحكيم مع 25 من مقاتليه (يحملون الجنسية الشيشانية والروسية)، بالتنسيق مع “كتيبة الشيخ منصور” الشيشانية المتواجدة حالياً في أوكرانيا وتقاتل الروس إلى جانب الجيش الأوكراني، حسب تقرير لموقع “المونيتور” في تشرين الأول / أكتوبر 2022.

وأكد “أبو عبد الرحمن الشيشاني” أحد قادة “أجناد القوقاز” لـ”المونيتور”، مغادرة العديد من المقاتلين الشيشان شمال غربي سورية خاصة “الذين لديهم سجل حافل من المشاكل مع قادة تحرير الشام”.

وأعرب “أبو عبد الرحمن” عن أسفه لعدم استطاعتهم الاشتباك مع الروس في سورية، بسبب استخدام روسيا الطائرات في عمليات القصف وعدم مشاركة قواتها في الاشتباكات البرية.

وعُرف المقاتلون الشيشان في مجتمعات شمال غربي سورية بخبرتهم العسكرية، وأساليب التعامل مع الطائرات الروسية، وتقوية خطوط الدفاع وحفر الخنادق، مستفيدين من فهمهم لأساليب الجيش الروسي كونهم حاربوه سابقاً، إضافة لإجادتهم اللغة الروسية.

المصدر السورية. نت
قد يعجبك أيضا