رسوم “مسيئة للرسول” تثير سيلاً من الانتقادات قبل سحبها بريف حلب

أثارت صور في إحدى صفحات كتاب “السيرة النبوية” للصف الأول الأساسي في ريف حلب، انتقادات لمديريات التربية والهيئات التعليمية في المنطقة، التي تديرها “الحكومة المؤقتة” وفصائل عسكرية.

وتظهر الصور رسوماً كرتونية “تعبيرية” استخدمت في كتاب السيرة، اعتبرها ناشطون وأهالٍ، إساءة لشخص النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

وانتشرت الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث سبّبت موجة استنكارٍ واسعة، إذ طالب المنتقدون بسحب الكتب ومحاسبة المسؤولين عنها.

عقب ذلك صدرت قراراتٌ بسحب النسخ، ومنع توزيعها مُجدداً.

كما صادرت الشرطة العسكرية في مدينة جرابلس شمالي حلب، عشرات النسخ من كتب السيرة التي تحتوي على الرسوم وأحرقتها.

الكتبُ التي تحوي الصور، أُلِفت وأعدت من قبل مركز “استشراف للدراسات”، الذي يُعرف نفسهُ، كمؤسسة متخصصة في البحث العلمي والدراسات المستقبلية والخدمات الأكاديمية في المجالات المعرفية المختلفة.

الخطأ في التصميم

وفي تسجيل صوتي لمدير إدارة التوجيه المعنوي، حسن الدغيم، وصل لـ”السورية.نت”، قال إنه “بعد التواصل مع القائمين على إعداد الكتاب، تبين أن الخطأ تصميمي وسوء استخدام صور بجانب بعض الكلمات والأسئلة، مما أوهم الناظر أنها تمثل حالة النبي محمد وأهل بيته”.

وأكد مدير التوجيه المعنوي أن “الخطأ غير مقصود وهو غير مُراد قطعاً” حسبما نقله عن مسؤولي “مركز استشراف”، مشيراً إلى أن تهويل الحادثة وتشبيهها بالرسوم المسيئة في الصحف الدانماركية “أمر غير سليم”.

من جهته قال الصحفي فايز الدغيم، عبر صفحته في “فيس بوك”، إن “الرسوم وإن كانت توضيحية ولا علاقة لها بالرسول الكريم، فيجب حذفها لأن الصور والرسوم تعلق في ذاكرة الطفل قبل المعلومة وسيربط ذكر الرسول الكريم بما شاهده على الكتاب من رسوم”.

من جهته أوضح مدير مركز “استشراق”، الدكتور عماد الدين رشيد، في تسجيل صوتي وصل لـ”السورية.نت”، أن “الموضوع جرت عليه نقاشات مطولة، وطُلبَ من الجهات المعنية سحب كتب السيرة التي تحوي هذا النوع من الشرح أو التعليم وإعادة النظر في الإشكال، وذلك بعد الاعتراض الكبير”.

وأشار إلى أهمية الوعي والمرونة التي ظهرت لدى الأهالي والقائمين على الموضوع.

والدكتور عماد الدين رشيد، حاصل على درجة الدكتوراه في الحديث النبوي من جامعة الجنان في مدينة طرابلس اللبنانية، ودكتوراه في الفقه وأصوله من جامعة دمشق.

وكان نائب عميد كلية الشريعة للشؤون العلمية في جامعة دمشق بين عامي 2007- 2008، ورئيس قسم علوم القرآن والسنة في كلية الشريعة بجامعة دمشق بين عامي 2004-2007، وحالياً رئيس أكاديمية “باشاك شهير” للعلوم العربية والإسلامية في اسطنبول.

بيان شديد اللهجة

وحسب معلومات “السورية. نت” فإن النسخ لم توزع في مدينة الباب، وسُحبت من مدينة قباسين شمالي الباب، كما اجتمع ممثلون عن معلمي الباب في المجلس المحلي للبحث في القضية ومعالجتها.

وجاء في بيان لمعلمي الباب حصل فريق “السورية نت” على نسخة منه:”طال انتظارنا لوضع مقررات في مادة التربية الإسلامية في مناطق المحرر، تتوافق مع مبادئ شرعنا الحنيف وأسس ثورتنا المباركة، لكن سرعان ما انقطع أملنا وخاب رجاؤنا، بعد الاطلاع على بعض مضامين هذه المناهج المطبوعة”.

واعتبر البيان الرسوم “مخالفة لمبادئ شرعنا الحنيف وموروثنا الفكري والثقافي والحضاري المعروف بوسطيته واعتداله”.

كما استنكر البيان الرسوم، وطالب بتغيير المنهاج ووضع منهاج من قبل لجان مختصة “من أهل العلم ورجالات المعرفة، تحت إشراف المجلس الإسلامي السوري باعتباره المؤسسة الشرعية الثورية الممثلة لأبناء الشعب السوري الثائر”.

وتدير مكاتب التربية في المجالس المحلية بريف حلب العملية التعليمية بدعم تركي، إذ يرتبط كل مجلس محلي بإحدى الولايات التركية الحدودية مع سورية.

وهو ما جعل دور وزارة التربية في “الحكومة المؤقتة” ثانوياً، حسبما يقول مطّلعون، ويقتصر على عمليات التنسيق أحياناً وتسيير الأوراق والشهادات.

المصدر السورية. نت
قد يعجبك أيضا