“ساعد الكثيرين وبقي بعيداً”.. وفاة الإعلامي السوري فؤاد بلاط

توفي الإعلامي السوري والصحفي السوري، فؤاد بلاط في العاصمة دمشق، عن عمر ناهز 81 عاماً.

وكتب أخوه الإعلامي، عبد المعين عبد المجيد عبر موقع التواصل “فيس بوك”، اليوم السبت: “أخي وأبي وأستاذي أبو عمر.. رحمة الله عليك يا صاحب المعرفة. تبقى في ذاكرتنا، ولن ننسى رعايتك، والجميع سيذكر ما قدمته لسورية”.

وأضاف عبد المجيد: “كنت الرجل الصلب لطلابك وزملائك الصحافيين. لن نودعك سنلقاك بيننا دائماً. رحمة الله عليك يا فؤاد العائلة”.

من جانبها نعته وزارة الإعلام التابعة للنظام السوري، وقالت “كان له مسيرة إعلامية حافلة ومتنوعة وغنية على مدى أكثر من نصف قرن”، مشيرة إلى أن الراحل لعب دوراً أساسياً في تطوير الإذاعة والتلفزيون والإعلام في سورية.

وينحدر بلاط من مدينة الميادين، ومنذ عام 1968 عمل بالصحافة، وشغل العديد من المراكز، بينها مدير تحرير “مجلي جيش الشعب”، ونائب رئيس تحرير صحيفة “الثورة”.

كما تولى منصب مدير التلفزيون السوري، ومدير عام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، ومدير مركز التدريب الإذاعي والتلفزيوني ومعاون لوزير الإعلام.

وعمل أيضاً مستشاراً لجهات، عدة ونائباً لرئيس المجلس الوطني للإعلام في حقبة زمنية عاشتها البلاد في وقت سابق.

ونعى صحفيون وكتاب سوريين الإعلام فؤاد بلاط، واستذكروا “مواقفه النبيلة” حسب تعبيرهم، لاسيما أنه عرف داخل الأوساط الإعلامية والصحفية بأنه “يساعد الكثيرين”.

الصحفي السوري، كريم عفنان قال عبر “فيس بوك”: “خسرت سورية اليوم حكواتي جميل، وشخصية ثقافية يصعب تكرارها في مؤسسات الدولة السورية”.

وأضاف: “كان فؤاد بلاط يجمع في شخصه منطق المعارض وموقع المسؤول، لكنه كان على الدوام صاحب نخوة ومواقف بيضاء حمت كثيرين من بطش النظام”.

وإلى جانبه قال الصحفي السوري، مصطفى السيد عبر مواقع التواصل: “يوم حزين على سورية الثكلى التي تعجن الحزن منذ عشر سنين. الأستاذ فؤاد بلاط في ذمة الله”.

وتابع السيد: “لهذا الرجل أنا مدين برقبتي. لم يتردد لحظة بحمايتي بجسده وقامته”.

ونعاه الإعلامي السوري مروان ناصح أيضاً، والذي تولى سابقاً إدارة التلفزيون السوري.

وكتب ناصح عبر “فيس بوك”: “رحل أطيب الإعلاميين السوريين، وأوسعهم صدراً وأكثرهم فهماً للضرورة باعتبارها جوهر الحرية الممكنة”.

وأضاف: “ترك وراءه (بلّاط) القيمة الكبرى بين القيم التي يعتز بها الإنسان: الذكر الطيب. إنه ماركة مسجلة للطيبة والشهامة والذكاء والثقافة ومحبة الآخرين، ومثلٌ حيٌ للإدارة الفاعلة حيث يُشعر المدير مرؤوسيه بأنهم لا يصدرون إلا عن إرادتهم الحرة وهم ينفذون بمحبة إرادة احترامه وصداقته الصافية”.

“بدأ من الصفر”

في السنوات الماضية من عمر الثورة السورية لم يخرج بلاط من سورية، بل اختار العاصمة دمشق كمان للإقامة الدائمة.

ونأى بنفسه عن أي اصطفافات سياسية، لاسيما مع انقسام الأوساط الإعلامية السورية ما بين مؤيد لنظام الأسد ويعمل ضمن دوائره الإعلامية، ومعارض اختار المنفى محطة لإبداء رأيه وسير قلمه.

وحسب ما قال صحفيون مقربون من بلاط فقد لعب دوراً بارزاً بعد انطلاقة الثورة بأشهر وقبلها، من خلال تدخله للإفراج عن بعض المعتقلين، بحكم معارفه التي عاصرها لسنوات عديدة.

وفي تصريحات سابقة لبلاط قال: “بدأت من الصفر ومررت بكل المراحل الصغيرة والكبيرة، للوصول إلى ما أنا عليه الآن، هكذا أختصر مراحل نجاحي”.

وتابع بلاط: “استطعت أن أنقل التلفزيون من الأبيض والأسود إلى الألوان، كما قمنا بإرسال البث إلى كل المحافظات في سورية، وإنشاء المحطة الإذاعية صوت الشعب، وبث القناة الثانية”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا