صحفي أمريكي يهاجم “الجولاني”: لديه معتقلات وكنت أسمع صراخ المعذبين

روى الصحفي الأمريكي، داريل فيلبس، الملقّب بـ”بلال عبد الكريم” تجربة اعتقاله في سجون “هيئة تحرير الشام” بمحافظة إدلب، واتهم الأخيرة بانتهاكات تتعلق بـ”عمليات تعذيب ممنهجة وواسعة الانتشار”.

وكانت “تحرير الشام” قد اعتقلت عبد الكريم في سجونها لمدة ستة أشهر، قبل أن تفرج عنه في شباط/ فبراير الماضي، بعد “طلب استرحام” قدمه وجهاء منطقة أطمة بريف إدلب.

وفي مقابلة مع موقع “ميدل أيست آي” البريطاني قال الصحفي الأمريكي إن قائد “تحرير الشام”، أبو محمد الجولاني “غير لائق للحكم”، واتهمه بـ”الكذب بشأن الأوضاع التي تشهدها سجونه”.

وقبل أيام كان “الجولاني” قد نفى في مقابلة أذيعت على شبكة “pbs” الأمريكية تعرض محتجزين في سجونه للتعذيب.

وقال: “لم نعتقل أو نحتجز أحداً، هذا لم يحدث على الإطلاق. لا يوجد تعذيب، هذا مرفوض تماماً، ولسنا مسؤولين عن ذلك. الاعتقال والتعذيب والعملية بكاملها في إجراءات المحاكم، والسلك القضائي مستقل تماماً في المناطق المحررة”.

لكن عبد الكريم أضاف أنه تعرض للتهديد بالاعتداء الجسدي خلال فترة اعتقاله.

وأشار إلى أنه احتجز في الحبس الانفرادي لأكثر من ستة أشهر بعد اعتقاله في آب/أغسطس الماضي.

وتابع: “كنت سمع مراراً أصوات سجناء آخرين يتعرضون للتعذيب في زنازين قريبة”.

وزاد الصحفي الذي قال إنه غادر محافظة إدلب قبل فترة: “في كل يوم تقريباً من كل أسبوع كان علي أن أستمع إلى صراخ التعذيب على بعد أمتار قليلة مني. يمكن للجميع في السجون سماع التعذيب دائماً”.

ومنذ سنوات يعمل الصحفي بلال عبد الكريم في تغطية الأخبار بالمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في سورية، ونشر أفلام وتقارير صحفية مصورة باللغة الإنجليزية.

وكان مراسلاً للعديد من الوسائل الإعلامية والشبكات العالمية في الشرق الأوسط، وتنقل بين دولتي السودان ومصر خلال عمله الصحفي، بحسب صحيفة “Dailymail” البريطانية.

ويأتي سرده لتفاصيل تجربة الاعتقال في سجون “تحرير الشام” في الوقت الذي تحاول فيه الأخيرة إظهار “الاعتدال” بعد سنوات من “العمل الجهادي” وما رافق ذلك من انتهاكات وثقتها منظمات حقوقية.

“عداء”

وسبق وأن غطى الصحفي الأمريكي عدة معارك، وكانت “تحرير الشام” رأس الحربة فيها، كالمعارك التي شهدتها أحياء حلب الشرقية.

ولفترة من الزمن اُتهم الصحفي ذاته بالقرب من “تحرير الشام”، لكن حادثة اعتقاله من قبل الأخيرة دحضت كل شيء حول ذلك.

وقال عبد الكريم في مقابلته مع الموقع البريطاني إن “تحرير الشام” أصبحت معادية له بشكل متزايد منذ عام 2018، حيث أصبحت تقاريره أكثر انتقاداً لأوجه القصور في التنظيم بعد أن رسخت نفسها كسلطة فعلية في إدلب.

وأضاف: “الآن، ما هو التغيير الذي حدث؟ التغيير بسيط. وصلوا إلى السلطة.. وبعد ذلك بدأوا في فعل أشياء أخرى غير تلك التي قالوا. لقد وعدوا بجلب الحكم الإسلامي. لم يفعلوا ذلك. لقد وعدوا بتحقيق العدالة. لم يفعلوا ذلك. لقد اضطررت إلى الإبلاغ عن أوجه القصور هذه. وذلك عندما أصبحوا معاديين لي”.

وكان تقرير لـ”مجلس حقوق الإنسان” التابع للأمم المتحدة قد أشار في مارس / آذار إلى مزاعم بانتهاكات متعلقة بالاحتجاز مرتبطة بـ”تحرير الشام” والجماعات ذات الصلة تعود إلى عام 2011.

وقال المجلس إن “تحرير الشام” كانت “تحتجز المدنيين بشكل تعسفي في محاولة منهجية لخنق المعارضة، وأنشأت “سجون عقابية” ينتشر فيها “التعذيب وسوء المعاملة”.

وأشار عبد الكريم إلى أنه سعى إلى الإبلاغ عن شكاوى سابقة من التعذيب ضد “تحرير الشام”، لكن معظم الذين يدلون بالادعاءات لم يكونوا مستعدين للتظاهر بالكاميرا أو تعريف أنفسهم.

“غير لائق للحكم”

وفي وقت سابق من العام الحالي كان القيادي المنشق عن “تحرير الشام”، “أبو العبد أشداء” قد كشف عن أكثر من ألف حالة إعدام نفذت من قبل “تحرير الشام” “دون إجراءات القضاء الشرعي الصحيح، ولا حقوق للمعتقلين، ولا حتى الاعتراف بإعدامهم”.

وقال القيادي في تسجيل مصور له في نيسان/أبريل الماضي: “الهيئة تسجن وتعذب وتهين أهل أي شخص، ثم يتهمونه بأبشع التهم كالعمالة للتحالف الدولي، ثم يخرجونه بعد ذلك”.

من جانبه قال الصحفي الأمريكي، بلال عبد الكريم: “لا أعتقد أن الجولاني إرهابي. أعتقد أنه غير لائق للحكم إذا كان سيستمر في الطريق الذي يواصل مسيرته الآن. لذا إذا كان يريد الشرعية الغربية ويريد أن يلاحقها، فلا بأس بذلك. هذا عمله”.

ورفض عبد الكريم أيضاً “حكومة الإنقاذ السورية”، ووصفها بأنها “خدعة”.

وتابع: “لا أحد هنا يعطي أي مصداقية كبيرة لحكومة الإنقاذ. أشك في أن هناك واحداً من كل مائة شخص يمكنه حتى أن يخبرك من هو رئيس حكومة الإنقاذ، لأن الجميع يعلم أنه لا يملك أي سلطة”.

وأشار الصحفي الأمريكي إلى أنه غادر الأراضي التي تسيطر عليها “تحرير الشام” بسبب مخاوف على سلامته بعد أن أخبره مسؤولو الأخيرة أنه يُعتبر “تهديداً أمنياً”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا