وصف مسؤول أمريكي لصحيفة “الشرق الأوسط” هجوم قوات الأسد على مدينة إدلب بالشمال السوري بأنه “انتحار وقد يؤدي إلى إسقاط حلب”.
ونقلت الصحيفة، اليوم الأحد، عن مسؤول أمريكي، لم تذكر اسمه، قوله إن “الجيش التركي نشر أكثر من عشرين ألف جندي وعشرات القواعد والنقاط وآلاف الآليات وبعض منصات الصواريخ، في شمال غربي سورية، لـمنع أي عملية عسكرية سورية فيها”.
وأضاف أن “أي عملية شاملة في إدلب كما حصل في ربيع العام الجاري، ستكون انتحارية بالنسبة للجيش السوري، وفي سيناريو كهذا قد تسقط حلب”.
وكانت قوات الأسد شنت عملية عسكرية واسعة بدعم روسي في ريف إدلب الجنوبي والشرقي، في فبراير/ شباط، وسيطرت على مساحات واسعة قبل أن تصطدم بالقوات التركية التي دخلت المنطقة وعززت من تواجدها عقب مقتل العشرات من عناصرها بقصف لقوات الأسد.
وفي أثناء الحملة العسكرية حينها، أعلنت “هيئة تحرير الشام” والفصائل المقاتلة بدء عملية عسكرية لها في الأحياء الغربي لمدينة حلب على محور جمعية الزهراء، قبل أن تتوقف بعد ساعات، ما اعتبره الكثيرون رسالة إلى قوات الأسد وروسيا بإمكانية فتح جبهة حلب في حال عدم توقف الحملة العسكرية على إدلب.
وتشهد منطقة إدلب منذ أسابيع هدوءاً يوصف بـ”الحذر”، يتخلله أحياناً خروقات من قبل قوات الأسد المدعومة روسياً كان آخرها، اليوم الأحد.
وصدرت خلال الأيام الماضية تسريبات، حول نية قوات الأسد شن عملية عسكرية في المنطقة، قبل منتصف العام المقبل.
وبحسب ما نقلت صحيفة “النهار” اللبنانية عن مصادر وصفتها بـ” المطلعة” بأن وزير خارجية نظام الأسد، فيصل المقداد، نقل إلى روسيا خلال زيارته الأخيرة رسالة تمحورت حول إدلب والسيطرة عليها.
وتضمنت الرسالة بأن “الأسد يريد استعجال الأمور إلى ترتيبات ضرورية للاستقرار في سورية”، بحسب المصادر، التي أكدت أن “الطرفين اتفقا على انعدام اللغة المشتركة واستحالة التوصل الى صفقة مع تركيا حول إدلب حتى ولو بذلت موسكو قصارى جهدها، وبالتالي اتُفق على أن ادلب باتت وجع رأسٍ لا مناص من اقتلاعه منتصف عام 2021”.
لكن في المقابل أطلق المبعوث الأمريكي السابق إلى سورية، جيمس جيفري، تطمينات إلى أهالي إدلب، بعدم إمكانية شن قوات الأسد أي هجوم.
وقال جيفري في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط”، الأسبوع الماضي، “أنا متأكد من عدم عودة النظام إلى إدلب، بسبب الجيش التركي الذي لديه حوالي 20 ألف جندي وربما 30 ألفاً هناك، ولديه القدرة على منع النظام من الذهاب إلى إدلب”.
وفي سؤال حول توجيهه تطمينات لأهالي إدلب بعدم سيطرة قوات الأسد على المنطقة، أكد جيفري أن “تركيا بدعم من أميركا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) لن تسمح بذلك”.