عامان على رحيله.. سوريون يحيون ذكرى الساروت “بلبل الثورة”

أحيى سوريون اليوم الثلاثاء، الذكرى السنوية الثانية لرحيل عبد الباسط الساروت، الملقب “بلبل الثورة” وحارسها، والذي كان قد قتل بعد إصابته بإحدى المعارك التي كان يشارك بها ضد نظام الأسد في ريف حماه الشمالي.

من إدلب في الشمال السوري، إلى درعا في جنوبها، أحيى كثير من السوريين، ذكرى رحيل الساروت، عبر وقفاتٍ وشعارات كتبت على الجدران، وتجمعاتٍ أعادت أناشيده التي هتف بها في المظاهرات ضد نظام الأسد، وخاصة “جنة يا وطنا” و”يا يما توب جديد”، و”حانن للحرية”.

وكان الساروت توفي في 8 من يونيو/ حزيران 2019، متأثراً بإصابته خلال مشاركته في إحدى المعارك ضد قوات الأسد في ريف حماة الشمالي، بعد سنوات قضاها بعيداً عن مسقط رأسه في حي البياضة بمدينةحمص، متنقلاً بين ريف حمص الشمال وإدلب وريف حلب.

وفي الشمال السوري خرجت مظاهرة واسعة في مدينة إدلب، اليوم الثلاثاء، إحياء لذكرى رحيل “حارس الثورة”.

وردد المشاركون في المظاهرة هتافات الساروت وغنوا أناشيده، كما رفعوا صورة كبيرة له وكتب عليها مقولته الشهيرة “الثورة مالها حل إلا النصر”.

وإلى الجنوب السوري، كتب ناشطون على جدران بعض البلدات في محافظة درعا، كتابات تستذكر الساروت وتحي ذكراه ونشاطه الواسع في الثورة السورية.

وفي مدينة فوبرتال في ألمانيا تجمع عدد من السوريين، و رفعوا علم الثورة السورية وأغاني الساروت في ذكرى رحيله.

و اعتبر رئيس “الائتلاف السوري”، نصر الحريري، أن “أغاني الساروت ما تزال للحرية تطرب نفوس الأحرار، وما تزال ذكراه تغري النفس بمزيد من العمل الجاد من أجل إسقاط هذه العصابة المجرمة (نظام الأسد)”.

وقال الحريري إنه “في مثل هذا اليوم قبل عامين، ارتقى عبد الباسط مقبلاً غير مدبر محارباً، من أجل الحرية في ميدان البطولة. أبناء هذه الثورة على العهد حتى التحرير والاستقلال”.

في حين قال رئيس “الحكومة السورية المؤقتة”، عبد الرحمن مصطفى، إن “الساروت بذل ورفاقه دماءهم في مواجهة النظام المجرم والتنظيمات الإرهابية، ليعيش أهلنا بحرية وكرامة. من ذكراهم وبطولاتهم نستمد العزيمة والإصرار للتمسك بقيم ثورتنا وأهدافها”.

وكتب الفنان عبد الحكيم قطيفان، عبر حسابه في “تويتر”:”عامان على الغياب يا أسمرنا البهي، عامان وماتزال ذكراك خالدة فينا، وروحك تحرس أمنياتنا بالحرية والخلاص من كل الطغاة.. لروحك الرحمة والطمأنينة والمجد لذاكراك”.

ولم تقتصر ذكرى الساروت على السوريين فحسب، وإنما أعاد المحلل الفلسطيني ماجد كيالي، نشر ما قاله الأكاديمي والكاتب اللبناني وسيم سعادة في الساروت العام الماضي.

وكان سعادة وصف الساروت بأنه”كان رومانسيا، غيفاريا، عندليبيا، فوتبوليا، جهاديا. كان الأقرب، بتناقضاته، إلى فكرة الحرية، من أي سوري آخر، من أي عربي آخر. كان، بكل الثقوب فيها، اسطورة”.

وعلى المستوى الشعبي تصدر وسم “الساروت” مواقع التواصل الاجتماعي لدى صفحات السوريين، الذين أعادوا نشر صوره وأغانيه السابقة.

ونشر الناشط السوري، وائل عبد العزيز، مقاطع وصور الساروت عبر حسابه في “تويتر”، وقال “مجدداً: فرض عبد الباسط الساروت نفسه ثائراً ثم قائداً بأفعاله وإقدامه وتضحياته وإخلاصه وحبه لبلاده، أما رمزيته فهؤلاء وأمثالهم على طول البلاد وفي المهجر؛ هم من قررّها، باسط رمز وطني بقرار شعبي”.

وكتب الناشط خالد أبو صلاح “يوم الساروت، هو يوم الثورة .. يومُ تجديد العهد على درب الشهداء .. إحياءٌ لميلاد كرامتنا .. وصرخاتنا الأولى .. يومٌ نعيدُ فيه التأسيس لقضيتنا، ونتمسك فيه بحلمنا مهما عاندنا الزمن “.

المصدر السورية. نت
قد يعجبك أيضا