“قسد” تخسر مناطق واسعة في دير الزور لصالح “مقاتلي العشائر”

خسرت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مناطق واسعة في محافظة دير الزور، خلال المواجهات المستمرة مع مقاتلي العشائر هناك، بحسب ما ذكرت مصادر إعلامية متقاطعة.

وذكر الصحفي زين العابدين عبر موقع التواصل “X”، اليوم الجمعة أن “المنطقة الممتدة من البصيرة لــلحدود العراقية ــ السورية باتت بيد مقاتلي العشائر، خلال أقل من 5 ساعات”.

وأوضح أنهم سيطروا على مناطق هجين، البو خاطر، البوحسن، الكشمة، الشعفة، السوسة، الباغوز والتي دخلتها “قسد” في 2019 ضمن معاركها ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وتدور مواجهات مسلحة في الوقت الحالي في بلدة السوسة شرقي دير الزور، وأقدم مقاتلو العشائر على حرق مقرات “قسد” بعد انسحابها من المنطقة كاملة.

وأوضح الصحفي ابن مدينة دير الزور، محمد حسان أن “مقاتلو العشائر ومجلس دير الزور العسكري تمكنوا في الساعات الماضية من السيطرة على معظم قرى الريف الشرقي ومناطق واسعة من الريف الشمالي”.

لكن هذه السيطرة مستثناة حتى الآن من نقاط جبل البصيرة وبعض الحواجز الكبرى التي تتواجد بها قوات “قسد”، وفق الصحفي السوري.

وكانت شرارة المواجهات بين مقاتلي العشائر و”قسد” قد اندلعت قبل خمسة أيام بعدما أقدمت الأخيرة على اعتقال قادة الصف الأول في “مجلس دير الزور العسكري” الذي يعتبر أحد مكوناتها الرئيسية.

ورغم أن المواجهة الأولى كانت بين “المجلس” و”قسد”، إلا أن سلسلة بيانات مصورة لمقاتلين عشائريين أكدت على نقطة تتعلق بأن المواجهة التي يقودونها لم تأت كرد فعل أساسي على اعتقال قادة الصف الأول للمجلس، على رأسهم أحمد الخبيل الملقب بـ”أبو خولة”.

على العكس جاءت المواجهة بسبب “انتهاكات قسد بحق أبناء عدة مناطق في دير الزور“، والقصف الذي نفذته ضمن عمليتها الأمنية الجديدة، ما أسفر عن مقتل مدنيين، بينهم أطفال.

في المقابل قالت “قسد” في بيان الجمعة إن “قوات عملية تعزيز الأمن تواصل استهداف تحركات المرتزقة الذين تسللوا إلى منطقتي جديدة البكارة وجديدة عكيدات من الطرف الغربي لنهر الفرات الخاضعة لسيطرة قوات النظام والعناصر الإجرامية”.

كما اشتبكت قواتها “في قرية الشحيل والذيبان، وتتجه العملية إلى الحزم، بعد ممارسة المرتزقة الترهيب بحقّ الأهالي وتدمير المؤسسات الخدمية ونهب محتوياتها”، حسب تعبير البيان.

ولا تزال “قسد” ترفض ذكر “مجلس دير الزور” أو المقاتلين العشائريين كطرف ثان للاشتباكات.

وفي تقرير نشرته وكالة “هاوار” المقربة من “قسد” نقلت عن قياديين في “مجلس دير الزور العسكري” أن “قسد تكافح خلايا تنظيم داعش والنظام السوري، وتركيا، والمخربين، في أرياف دير الزور”.

واللافت في المواجهات التي تشهدها دير الزور هو الموقف الخاص بالنظام السوري، إذ اتجهت وسائل إعلامه إلى تغطية التطورات الجارية على الأرض، وأبدت نبرة تضامنية مع مقاتلي العشائر ضد “قسد”.

ويعتبر مسرح الأحداث والاشتباكات بعيد عن مناطق سيطرة النظام السوري وعلى الطرف الشرقي من نهر الفرات.

ومع ذلك تحدثت “قسد” وقياديين فيها عن عبور عناصر من قوات تتبع لنجل نواف البشير شيخ عشيرة البكارة الموالي للنظام السوري، من مناطق غربي الفرات إلى شرقيها.

وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، الخميس، عن “قلقها العميق إزاء أعمال العنف الأخيرة بما في ذلك الخسائر في الأرواح في دير الزور”، داعية جميع الأطراف إلى وقف التصعيد وحل الوضع سلمياً.

وجاء في بيان للخارجية الأمريكية: “تركز على تخفيف معاناة الشعب السوري بما في ذلك عملها لضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم داعش من خلال الشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية. ونحن ندعم الجهود الجارية للحفاظ على الاستقرار في المنطقة وضمان تعايش جميع شعوبها بسلام”.

بدورها نشر التحالف الدولي بياناً أكد فيه “الالتزام بدعم قوات سوريا الديمقراطية في مهمة الهزيمة الدائمة لداعش دعماً للأمن والاستقرار الإقليميين”.

واعتبر بيان التحالف أن “الانحرافات عن هذا العمل المهم تؤدي إلى عدم الاستقرار، وتزيد من خطر عودة ظهور داعش”.

مشدداً على أن “العنف في شمال شرقي سوريا يجب أن يتوقف، وأن تعود الجهود إلى إحلال السلام والاستقرار في شمال شرقي سورية، خالية من تهديد داعش”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا