قصف السقيلبية.. المسيّرة الانتحارية تصيب “رجل روسيا المخلص”

أسفر القصف الذي استهدف “تجمعاً دينياً” في مدينة السقيلبية بريف حماة، أمس الأحد، عن إصابة قائد ميليشيا “الدفاع الوطني”، نابل العبد الله، والمعروف بأنه “رجل روسيا المخلص” في المنطقة.

وذكرت الصفحة الرسمية لـ”الدفاع الوطني” في السقيلبية، اليوم الاثنين، أن “العبد الله تعرض لرض تشنجي بالعمود القطني”.

وأوضحت: “الذي حدث لحظة سقوط القذيفة أن تدافع الناس المتواجدين خلفه وارتطامهم به (العبد الله)، ما أدى إلى كسر بالفقرة القطنية الخامسة، ويحتاج إلى دراسة لاحقة”.

وكان نظام الأسد قد أعلن، أمس، تعرض “تجمع ديني” في مدينة السقيلبية بريف حماة، لقصف من قبل “المجموعات الإرهابية”، حسب تعبيره.

وقالت وكالة أنباء النظام السوري (سانا) إن القصف الذي نُفّذ بطائرة مسيّرة انتحارية خلف قتيلين و12 جريحاً.

من جانبها تداولت شبكات محلية عديدة تسجيلاً مصوراً يظهر لحظة الاستهداف أمام تجمع من المدنيين، في أثناء افتتاح كنيسة “آيا صوفيا” في المدينة.

ولم تتبن أي جهة مسؤوليتها عن القصف حتى لحظة إعداد هذا التقرير، فيما كان لافتاً أنه نفذ عبر “طائرة مسيرة انتحارية”.

وكان قائد ميليشيا “الدفاع الوطني” العبد الله، قد دعا أول أمس السبت إلى المشاركة، وحضور فعالية افتتاح كنيسة “آيا صوفيا”.

وهذه الكنيسة كان قد قرر في 2020 إنشائها، رداً على خطوة الحكومة التركية بافتتاح مبنى آيا صوفية كمسجد في إسطنبول.

ولم يكن العبد الله، الذي ينحدر من السقيلبية معروفاً قبل انطلاق الثورة السورية، وكان يعمل، حسب تقارير إعلامية، بالزراعة قبل افتتاحه محل اتصالات خليوية.

ومع اندلاع الثورة السورية اتخذ العبد الله غطاء الدين، للتقرب من نظام الأسد، الذي قدم دعماً، وجعله قائداً للدفاع الوطني في المدينة ذات الأغلبية المسيحية بهدف استمالة أبنائها.

عمل العبد الله على إقامة معسكرات تدريبية في المدينة، وبدأ بضم الشباب وحتى الأطفال، حسب ما أظهرت صور نشرتها صفحات موالية لنظام الأسد في يوليو/ تموز 2015.

ومع تطور الأحداث العسكرية قدمت قوات الأسد دعماً عسكرياً للدفاع الوطني وقائده في السقيلبية، ليكون العبد الله وعناصره مركز انطلاق لعمليات قوات الأسد في ريف حماة، إلى جانب تزويده براجمات الصواريخ وقذائف.

وشارك العبد الله في كثيرٍ من معارك ريف حماة، وخاصة قلعة المضيف وكفرنبودة، إلى جانب معارك ضد تنظيم ما يعرف “الدولة الإسلامية” في البادية السورية.

التدخل الروسي.. نقطة تحول

كان التدخل الروسي في سورية، في سبتمر/ أيلول 2015، نقطة تحول بالنسبة لنابل العبد الله وعناصره، بسبب الدعم الكبير الذي قدم له من قاعدة حميميم واتخاذه كرجل دين مسيحي.

ولعب الاهتمام الروسي بالمسيحيين من أبناء المنطقة دوراً مهماً في دعم نابل في المنطقة، الأمر الذي وطد علاقته مع الروس، عبر تقديم الدعم العسكري له، إذ تم تزويده بمعدات نوعية، كأجهزة الرصد الليلي، وأجهزة الكشف عن الألغام والمتفجرات.

وزار نابل موسكو عام 2019 لتمثيل منطقة سهل الغاب بريف حماة، في المؤتمر المسيحي العالمي الخامس الذي أقيم في العاصمة الروسية.

ومنحت روسيا العبد الله، العام الماضي، وسام “الإخلاص لروسيا” من الدرجة الثانية، بسبب “نجاحه في تنفيذ مهام خاصة والمساهمة في تعزيز الصداقة القتالية ومكافحة الإرهاب في سورية”، حسب ما جاء في نص رسالة تكريم مرفقة.

ولم يكن وسام “الإخلاص” الأول الذي يمنحه الروس لنابل، إذ كرمته وزارة الدفاع الروسية بوسام “الشجاعة والإقدام”، في 26 فبراير/ شباط 2018.

كما ظهر نابل إلى جانب قائد الدفاع الوطني في محردة، سيمون الوكيل، في قاعدة حميميم عدة مرات.

وحاول العبد الله، خلال السنوات الماضية، إظهار نفسه أمام الروس، كقيادي يدافع عن أبناء بلدته والدين المسيحي، عبر وضع لائحة بأسماء القتلى الروس المشاركين في العمليات العسكرية على الأراضي السورية في كنيسة السقيلبية.

على رأس العقوبات

في غضون ذلك ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا، في 24 فبراير/ شباط الماضي، والحديث عن خروج مقاتلين من سورية لمساندة القوات الروسية، برز اسم العبد الله كأحد الأشخاص الذين شاركوا بجرائم قوات الأسد في سورية، والراغبين بالذهاب لمواجهة من أطلق عليهم “النازيين الجدد” في أوكرانيا.

وقال العبد الله لوكالة “رويترز”، 20 من مارس / آذار الماضي: “بمجرد أن نحصل على تعليمات من القيادتين السورية والروسية، سنخوض هذه الحرب”.

وأضاف: “نحن مستعدون بمجرد أن تأتي التعليمات بالذهاب والانضمام، سنريهم ما لم يروه قط، سنشن حروب الشوارع و(نطبق) التكتيكات التي حصلنا عليها خلال معاركنا في سورية”.

وذلك الموقف كان قد جعله هدفاً للعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي عليه، قبل أيام إلى جانب أسماء شخصيات أخرى، بسبب تسهيلهم عمليات نقل المرتزقة، للقتال في أوكرانيا.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا