“كتاب كافيه” و”الدومري”.. مقاهي دراسية “محفزة” لطلاب إدلب وريف حلب

يرتاد محمد سليمان مقهى “كتاب كافيه” في مدينة إدلب بحثاً عن مساحة هادئة وبيئة مناسبة، وفق تعبيره، يستطيع خلالها متابعة دروسه والتحضير لامتحانات الثانوية العامة، في توجه بات واضحاً لدى عدد من طلاب الشمال السوري، لارتياد الأماكن المخصصة للدراسة.

ومع ارتفاع عدد المكتبات ومقاهي الدراسة في المنطقة، وجد الطلاب فيها مساحة محفزة وبيئة مناسبة لمتابعة الدروس، في ظل اكتظاظ كثير من المنازل بعدد ساكنيها.

يقول محمد لـ “السورية نت”، وهو طالب في الثالث الثانوي ومقبل على الامتحانات النهائية، إنه وجد في تلك المقاهي بيئة “محفزة” على الدراسة، لما فيها من هدوء وأماكن منعزلة وخدمات مريحة للطلاب.

وتحدث محمد عن ميزة توفرها مقاهي الدراسة، وهي وجود كتب “قيمة” تهم الطالب الجامعي وتغني تخصصه، مشيراً إلى وجود “مراجع متنوعة تلبي احتياجات أغلب الاختصاصيين في الجامعة”.

كما تقيم مقاهي الدراسة فعاليات منوعة لكافة الأعمار، وندوات ومعارض “مميزة” حسب وصفه.

“كتاب كافيه” وتقييم التجرية

أما سلمى شبيب، طالبة في كلية اللغة الإنجليزية في جامعة إدلب، وصفت مقهى “كتاب كافيه” بأنه مكانها “المفضل” لما فيه من هدوء يحفّز على الدراسة، وفق تعبيرها.

وتقول لـ “السورية نت”، إن “هدوء المكان يجذبنا نحن طلاب الجامعات، خاصة في فترة الامتحانات، لما فيه من خدمات تساعد على التركيز”.

ومن بين تلك الخدمات “التكييف داخل الحجرات، والقوانين المفروضة من قبل المشرفين، والتصميم الهندسي المميز”.

كل ذلك، بحسب سلمى، يدفع الطلاب لتكرار الزيارة، ويجعل المقهى مقصداً لكثير من طلاب الجامعة.

وافتتح “كتاب كافيه” قبل عام ونصف في حي القصور، ببناء ملحق لفندق الكارلتون سابقاً، الذي تعرض للقصف بعد خروج قوات النظام من المنطقة أواخر عام 2015.

وعمل القائمون على فكرة المقهى، على إعادة ترميم البناء وتجهيزه ليكون مقصداً للطلاب والمهتمين بالثقافة في المدينة وضواحيها.

ويقول أحمد أنيس، مدير مقهى “كتاب كافيه”، إن المكان مقسم إلى خمسة أقسام: الأول يضم مقهىً مخدم بالانترنت مجاناً، ويقدم المأكولات الخفيفة والمشروبات الباردة والساخنة، التي يستعين بها الزائر في حال قضى وقتاً طويلاً.

وأشار في حديثه لـ “السورية نت” إلى أن الأسعار “مخفضة”، لأن الغاية “خدمية وليست ربحية”.

كما يضم المقهى غرفاً مخصصة للقراءة والمطالعة، وكل غرفة تحتوي على مكتبة، بمجمل عدد كتب يصل إلى 2500 كتاب، مع إضافة كتب بشكل دوري.

وبحسب أنيس، فإن الغرف مجهزة بأدوات مريحة للجلسة الجماعية، ومجهزة بالتكييف، إلى جانب خدمة توصيل الطلبات للغرف.

ويوجد في “كتاب كافيه” أيضاً متجر خاص بالكتب، يحوي عناوين أصلية فقط وغير مطبوعة، مع خدمة توفير عناوين غير موجودة في المنطقة، عبر استيرادها وتقديمها بسعرها الأصلي مع وضع “هامش بسيط للربح”، بحسب ما أفاد أنيس.

وتحدث أيضاً عن وجود قسم للبرامج الإلكترونية في المقهى، والذي يتيح “تنمية” مهارات الشباب، الذين لا يستطيعون الحضور فيزيائياً.

ويجري من خلال هذا القسم إعداد مسابقات، مثل “تحدي القراءة” الذي تم إطلاقه مؤخراً بنسخته الثانية، إلى جانب الورشات العلمية التي تهم طلاب الجامعات.

كما تم تنظيم عدد الفعاليات والمعارض في المجالات الأدبية والاجتماعية والفكرية والتوعوية، وعرض ومناقشة كتب بين المهتمين.

ولا توجد رسوم مالية لدخول الناس لمقهى “كتاب كافيه”، بحسب مديره أحمد أنيس، الذي قال إن “الخدمات متاحة للجميع وفي كافة الأقسام”.

 

تجربة مشابهة في “الدومري”

مثال آخر يجسد إقبال الطلاب على مقاهي الدراسة نجده في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي أيضاً، وهي منطقة تحوي عدداً من الجامعات، وتضم عشرات الآلاف من الطلاب بمختلف الاختصاصات.

ومثل “كتاب كافيه” في إدلب، شهد مقهى “الدومري” في اعزاز إقبالاً من قبل الطلاب، الذين وجدوا فيه “بيئة مناسبة” للدراسة وحضور مختلف الأنشطة والفعاليات الثقافية.

يقول شادي دالاتي، مدير مقهى “الدومري” لـ “السورية نت”، إن “الاستقرار النسبي في اعزاز والتنوع الثقافي الموجود فيها ساهم في إطلاق فكرة المقهى”.

ووصف شادي المقهى بأنه “صالون اجتماعي يهتم بالثقافة والتنمية المعرفية وقضايا الشباب بمختلف الفئات العمرية”.

وتوجد في “الدومري” مكتبة تحتوي على عناوين متنوعة من الكتب في مختلف المجالات، ومكان مخصص للدراسة، يرتاده طلاب الجامعات والمدارس.

إلا أنها وبحسب المرتادين إليها تفتقر للكتب النوعية التي تهم اختصاص الطالب الجامعي.

ويقدم المقهى أيضاً خدمات الدراسة الجماعية، وينظم دروساً خصوصية للطلاب الذين يحتاجون لدروس معينة من قبل أحد الأساتذة.

وسبق أن نظم المقهى عدة فعاليات كاستقبال طلاب المدارس لتشجيعهم على ثقافة القراءة، إلى جانب تنظيم مسابقات القراءة، حيث تتم قراءة كتاب معين ومناقشته بشكل جماعي، للاستفادة من المعلومات الموجودة فيه.

ويعمل المقهى حالياً على إطلاق “نادي المناظرات المجتمعية”، وهي فكرة تقوم على منح المرتادين للمقهى حرية الرأي والتعبير، عبر طرح مشاكل المجتمع ومناقشتها من أجل إيجاد حلول لها، بحسب مدير المقهى.

المصدر السورية نت
قد يعجبك أيضا