ما هوية “السرية” التي نفذت 19 هجوماً ضد القوات التركية في إدلب؟

في آب 2020، كان أول ظهور لما يعرف باسم “سرية أنصار أبي بكر الصديق” في محافظة إدلب شمال غربي سورية، عبر تبنيها لتفجير قرب نقطة تركية في مدينة جسر الشغور غربي إدلب، لتبدأ بعد ذلك عملياتها ضد القوات التركية.

ومنذ الظهور الأول هاجمت “سرية أنصار أبي بكر الصديق” 19مرة القوات التركية في إدلب، حسب ما وثق مركز “محاربة الإرهاب والتطرف للأبحاث” التركي (TERAM)، الذي قال إن “الجيش التركي في إدلب تعرض إلى 36 هجوماً منذ اتفاق موسكو في 5 آذار 2020، أدت إلى مقتل 12 جنديا تركيا، وإصابة 21 آخرين”.

وقال المركز في تقرير له، الشهر الماضي، إن “الهجمات تقف خلفها أربع مجموعات مجهولة التبعية هي، كتائب خطاب الشيشاني، الطليعة الجهادية، كتائب الشهيد مروان حديد”، إضافة إلى “سرية أنصار أبي بكر الصديق” المسؤولة عن 19 هجوماً.

وتنوعت طرق استهداف السرية للقوات التركية بين زرع عبوة ناسفة وتفجيرها أثناء مرور القوات التركية، أو استهداف القواعد التركية بالقناصات الحرارية.

وفي ظل المشهد العسكري في إدلب، طرحت تساؤلات حول تبعية “سرية أنصار أبي بكر الصديق” خاصة في ظل عدم وجود أي قوة عسكرية لها على الأرض، كما أن عملياتها تقوم في منطقة تسيطر عليها “هيئة تحرير الشام” بشكل شبه كامل، والتي عملت على ملاحقة وتفكيك المجموعات “الجهادية” المستقلة ومنها “حراس الدين” فرع “القاعدة” في سورية منذ حزيران 2020.

وفي وقت لا تتوافق فيه تفاصيل كثيرة عن “السرية” وعدد مقاتليها ومتزعمها، أعلن “جهاز الأمن العام” في إدلب، يوم الرابع عشر من الشهر الحالي، القبض على خلية قال إنها تتبع لـ”سرية أنصار أبي بكر الصديق”. ونشر الجهاز صوراً لمتفجرات وبعض المعدات التي صادرها أثناء عملية الاعتقال، شملت عبوات ناسفة ومواد كيماوية لتصنيع المتفجرات.

لكن بعد ساعات أعلنت “السرية” مسؤوليتها عن استهداف آلية عسكرية تركية بعبوة ناسفة على طريق معرة مصرين المؤدي إلى الحدود السورية- التركية، ما أدى إلى مقتل وإصابة جنود أتراك.

 لمن تتبع “السرية”؟

وتعددت الروايات والتحليلات حول “السرية” بين تبعيتها لتنظيمات ما زالت موجودة في المنطقة مثل “حراس الدين”، وبين تبعيتها لـ”هيئة تحرير الشام”.

ويرى الباحث في الجماعات “الجهادية”، عرابي عرابي، أن “تحرير الشام ليس لها مصلحة في استهداف الأتراك، لأنها ليست الآن بوارد استثارة الأتراك، وبالتالي تقديم أي سبب للأتراك لمهاجمتها”.

وأشار عرابي لـ”السورية. نت” إلى أن “تحرير الشام تعلم أن الأتراك بحاجة لها، لذلك هي تحاول أن تماطل معهم، وتستفيد منهم ولا تستثيرهم، وبنفس الوقت تؤدي لهم وظائف مطلوبة منها في المنطقة”.

كما أن “تحرير الشام” بحسب عرابي، تحاول أن “تهندس المنطقة اجتماعياً على نحو معين يقارب ايديولوجيتها”.

كما استبعد مسؤولية “حراس الدين” عن استهداف القوات التركية، لأن “الأسماء التي تبنت استهداف الأتراك متكررة، أي أنها ليست جماعة واحدة، أو أنها أسماء مفتعلة لجهة واحدة حتى تشتت الانتباه، إضافة إلى أن الجماعة التي تنفذ العمليات ليست منضبطة ضمن تنظيم وغالباً هي خارج التنظيمات”.

واعتبر أن هناك احتمالات مختلفة، منها أن تكون المجموعة من أبناء المنطقة، أو أشخاص متمردين ضمن “تحرير الشام”، أو تنظيمات سلفية مختلفة، أو جهة تابعة للنظام، أو مجموعة عميلة يوجد بينها وبين النظام اتفاق.

بدوره رجح القيادي السابق في “النصرة” والمنشق عن “تحرير الشام”، علي العرجاني الملقب بـ”أبو حسن”، أن تكون المجموعة تعمل في صفوف “تحرير الشام”.

وقال لـ”السورية. نت” إنه “لا يمكن أن يعملوا بمثل هذه الدقة والحركة الأمنة، إلا أن يكونوا عناصر بالهيئة”، مضيفاً أن “المجموعة المنفذة تعمل بمعزل عن قادة تحرير الشام”.

واستبعد العرجاني أن تكون المجموعة تتبع لـ”حراس الدين”، لأن أغلب “الحراس ما بين ملاحق ومعتقل من قبل “تحرير الشام منذ “حزيران 2020”.

وفي ذات سياق البحث عن هوية السرية، أوضح حساب “مزمجر الشام” عبر “تويتر”، أن “مجموعات السلفية الجهادية قبيل دخول الجيش التركي إلى إدلب تقسم إلى أربع فئات، وهي مجموعات مستقلة بالأصل، ومجموعات انشقت عن هيئة تحرير الشام، ومجموعات انشقت عن القاعدة، ومجموعات مازالت تحت عباءة هيئة تحرير الشام”.

وأوضح أن “العمليات التي تبنت تنفيذها سرية أنصار أبي بكر الصديق، معظمها في مثلث (أريحا – بنش – معرة مصرين)، وبعض الهجمات وقعت في مناطق حساسة، وتشهد تواجد أمني كبير لتحرير الشام، كطرق باب الهوى- كفر لوسين، وباب الهوى- إدلب، وكورنيش مدينة إدلب وبلدة باتبو، كما أن بعضها وقع على بعد عشرات الأمتار من حواجز تحرير الشام العسكرية”.

واعتبر أن “الاحتمال الأكثر واقعية وقوف عدة مجموعات متشددة خلف تلك السرية، بما فيها مجموعات تعمل داخل تحرير الشام نفسها، لأن معظم العمليات لا يمكن أن تتم دون وجود متعاونين من داخل الهيئة، لتسهيل التحركات وتوفير المعلومات والمعدات اللازمة للقيام بتلك الهجمات”.

المصدر السورية. نت
قد يعجبك أيضا