تعرض مبنى في حي كفرسوسة بالعاصمة دمشق، فجر اليوم، لهجومٍ يرجح أنه إسرائيلي، وذلك ضمن مجموعة هجمات متزامنة، تعرضت لها مناطق في دمشق ومحيطها والمنطقة الجنوبية من سورية.
وحسب إعلام نظام الأسد، فإن الطيران الإسرائيلي نفذ منتصف الليل، هجوماً صاروخياً من اتجاه الجولان السوري، مستهدفاً بعض النقاط في مدينة دمشق ومحيطها.
وقالت إن الهجوم أدى إلى مقتل خمسة أشخاص، بينهم عسكري وإصابة 15 مدنياً، إضافة إلى أضرار في “أحياء سكنية مأهولة بالمدنيين”.
ولم تعلق إسرائيل رسمياً على الهجوم، في حين ذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” أن المنطقة المستهدفة تضم أجهزة أمنية وثقافية إيرانية.
ووصفت الصحيفة الهجوم بأنه “غير معتاد”، وقالت إن المنطقة تخضع لإجراءات أمنية مشددة، وقتل فيها سابقاً رئيس أركان حزب الله عماد مغنية سنة 2008.
وقالت صحيفة “الغارديان”، إن المنطقة تخضع لحراسة مشددة في العاصمة السورية دمشق، ويسكنها بعض كبار المسؤولين الأمنيين، ومقار المخابرات والمنشآت الإيرانية.
بدوره أشار “المرصد السوري”، إلى أن إسرائيل استهدفت كذلك ليلة أمس “مواقع تتواجد ضمنها ميليشيات إيرانية وحزب الله اللبناني، في منطقة واقعة ما بين السيدة زينب والديابية بريف دمشق”.
وقال إنه فضلاً عن استهداف مدرسة إيرانية في كفرسوسة، تم استهداف كتيبة الرادار في تل مسيح جنوب شهبا في السويداء.
ونشرت شركة “Aurora Intel” الأمريكية صوراً للمجمع المستهدف في كفرسوسة، ويقع بالقرب من المدرسة الإيرانية هناك.
وذكر الباحث في شؤون الشرق الأوسط، تشارلز ليستر، عبر حسابه في “تويتر” أن القصف استهدف اجتماعاً رفيع المستوى في كفرسوسة.
وقال ليستر “تقول بعض المصادر إن حزب الله ومسؤولون من الجهاد الإسلامي كانوا هناك أيضًا في ذلك الوقت، إلى جانب إمكانية وجود قائد فيلق القدس إسماعيل قآني”.
#Israel appears to have struck a high-level #IRGC meeting in #Damascus’ Kafr Souseh neighborhood tonight.
Some sources say #Hezbollah & Islamic Jihad officials were also there at the time.
Rumors (highly unconfirmed) claim Quds Force chief Ismail Qaani was there too. pic.twitter.com/zexOX3oA42
— Charles Lister (@Charles_Lister) February 19, 2023
إلا أن مدير السياسات في منظمة “متحدون ضد إيران النووية” جيسون برودسكي، أكد أن قآني موجود في إيران وظهر بصور إلى جانب المرشد الأعلى أمس السبت.
ونقلت وسائل إعلام منها “صابرين نيوز” مقربة من الفصائل المسلحة التي تعرف بـ”محور المقاومة”، عن مصدر بالحرس الثوري، إنه تم إجلاء عناصر الحرس الثوري من المبنى قبل الضربة بنصف ساعة.
وتأتي الضربة الإسرائيلية في ظل تحذيرات باستغلال طهران للزلزال الذي ضرب تركيا وسورية، قبل أسبوعين، وإرسال أسلحة ضمن شحنات المساعدات.
ونقلت صحيفة “إيلاف” قبل أيام عن مسؤول إسرائيلي قوله، إن تل أبيب “لن تتردد في مهاجمة أي شحنة من أسلحة إيرانية تصل إلى سورية تحت ستار مساعدات إنسانية، ولدينا معلومات عن نية إيرانية للاستفادة من الوضع المأساوي في سورية”.
وأضاف أن “إرسال أسلحة ومعدات لحزب الله تحت ستار إيصال إنساني(..) هذا وضع لن تكون إسرائيل مستعدة لقبوله، ونحن مستعدون للهجوم في أي مكان على الأراضي السورية “.
وكثفت إسرائيل من قصفها لمواقع عدة في سورية خلال الأشهر الماضية، آخرها كان الشهر الماضي عندما استهدفت مطار دمشق الدولي.
وفي حين لا تتبنى رسمياً كل هذه الهجمات، فإن إسرائيل تقول إن ضرباتها الجوية في سورية ترتبط بالوجود الإيراني، الذي ينشط في مواقع عسكرية لقوات نظام الأسد.