أرقام الكوليرا في شمال سورية تزيد المخاوف من “كارثة مضاعفة”

تشهد مناطق الشمال السوري ارتفاعاً ملحوظاً في الإصابات المسجّلة بمرض “الكوليرا”، ما أثار مخاوف جهات طبية هناك من “كارثة مضاعفة”، وسط التداعيات المستمرة، التي خلّفها الزلزال المدمّر على مئات آلاف العائلات.

وذكرت “مديرية صحة إدلب” في بيان، اليوم السبت، أن عدد الوفيات بـ”الكوليرا” ارتفعت في مناطق شمال غربي سورية إلى 23 وفاة، بعد تسجيل وفاة حديثة لرجل بعمر 95 عاماً.

كما ارتفع عدد الحالات المشتبه بها إلى 52339 إصابة، الأمر “الذي يزيد المخاوف من توسع انتشار المرض بعد كارثة الزلزال”.

وأضاف البيان أن المخاوف ترتبط بالسياق المتعلق بـ”زيادة الازدحام في المخيمات ومراكز الإيواء، وتردي الأوضاع الإنسانية، ومخاوف من تلوث مياه الشرب نتيجة الزلزال”.

وأوضح “الدفاع المدني السوري” أن فرقه سجلت 3 وفيات بالكوليرا في أعقاب الزلزال المدمّر في السادس من فبراير/شباط الماضي.

وعبّر عن مخاوفه بأن “دمار البنية التحتية يزيد من تفشي المرض، فيما تعمل الفرق على أعمال الإصحاح والتوعية”.

وكانت الجهات الصحية في الشمال السوري قد أعلنت استعدادها للبدء بحملة لقاح ضد مرض “الكوليرا”، بعد وصول الدفعة الأولى من منظمة “الطفولة العالمية” التابعة للأمم المتحدة، في التاسع عشر من شهر يناير / كانون الثاني الماضي.

وتضمنت الدفعة الأولى حوالي مليون و700 ألف جرعة، من طراز “إيفيكول” كوري المنشأ.

بدوره يوضح الطبيب السوري ومدير البرامج في منظمة “الأمين” الإنسانية، رامي كلزي أن حملة اللقاح بدأت في الأول من شهر مارس/ آذار الحالي، ومن المقرر أن تستمر لـ20 يوماً.

ويقول كلزي لموقع “السورية.نت”: “الحملة مترافقة مع إجراءات توعية مجتمعية، باعتبار أن الكوليرا معروف أنه خطير وعايشت الناس أزمته”، مشيراً إلى “إقبال جيد على إيفيكول قياساً باللقاحات الخاصة بوباء كورونا”.

ويعتبر تلوث مياه الشرب أحد أبرز الأسباب التي أدت إلى ظهور المرض في سورية، بعد غيابه عنها منذ عام 2009.

وعلى اعتبار أن مكافحة المرض ترتبط بمعالجة أسبابه، يوضح أطباء أن جهود وقف الانتشار لا تقتصر على القطاع الصحي فحسب، بل يجب مشاركة قطاعات أخرى، منها الخاص بالمياه والزراعة والإصحاح البيئي، وصولاً إلى التعليمي والتوعوي الخاص بالمجتمع.

ويعتمد الكثير من السكان، وخاصة القاطنين في المخيمات في شمال غرب سورية على مصادر المياه غير المأمونة، التي قد تؤدي إلى انتشار الأمراض الخطيرة التي تنقلها المياه، خاصة بين الأطفال.

ويجبر نقص المياه الأسر على اللجوء إلى آليات التكيف السلبية، مثل تغيير ممارسات النظافة أو زيادة ديون الأسرة لتحمل تكاليف المياه.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا