“أولويات مضاربة” وخارطة طريق.. هل تحقق “أستانة 20” اختراقاً؟

تعقد يوم غد الثلاثاء الجولة 20 من محادثات “أستانة” الخاصة بسورية، على أن تبحث الأطراف قضايا الميدان والسياسة، بالإضافة إلى مسار العلاقات بين أنقرة ونظام الأسد.

وتتميز الجولة قياساً عن سابقاتها بإشراك النظام السوري في الاجتماع الأول، من أجل بحث قضية تتعلق بعملية بناء الحوار الرباعية، والتي تشترك فيها أنقرة وموسكو وطهران والأسد.

كما تتميز أنها تأتي في أعقاب انتهاء تركيا من انتخاباتها “التاريخية”، وما تبع ذلك من التعيينات الجديدة على مستوى الخارجية والدفاع والاستخبارات.

وكانت عملية “بناء الحوار” بين تركيا والنظام السوري قد بدأت أواخر العام الماضي، بدفعٍ من موسكو.

وخاض الجانبان، على مدى الأشهر الماضية وفي مرحلة ما قبل الانتخابات التركية 4 جولات، قادها مسؤولون استخباراتيون ودفاعيون وسياسيون في المرحلة الأخيرة.

وفي حين كان المسؤولون الأتراك والتابعين لنظام الأسد يجتمعون في موسكو، سيكون حضورهم في “أستانة” ضمن إطار الرباعية الأول من نوعه.

“أولويات متضاربة”

وذكر موقع التلفزيون الحكومي التركي (trt)، اليوم الاثنين، أن محادثات الغد ستكون بين نواب وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري.

ومن طرف أنقرة سيتم “تقييم العودة الطوعية للسوريين، ومناقشة الخطوات الملموسة التي يتعين اتخاذها لتطبيع العلاقات بين تركيا وسورية”.

وأضاف التلفزيون الرسمي: “ستؤكد تركيا مرة أخرى عزمها على مكافحة الإرهاب، وإيجاد حل سياسي، والعودة الطوعية والآمنة والكريمة لطالبي اللجوء”.

وتابع أن “موقف إدارة دمشق من أولويات تركيا سيكون حاسماً لتقدم العملية”.

في المقابل نقلت صحيفة “الوطن” شبه الرسمية عن مصادر لم تسمها أن “دمشق لا تريد من الاجتماعات المقبلة استعادة المفردات أو التأكيد على مواقف كان سبق الإشارة إليها بعنوانها العريض”.

وأضافت أن “الإشارة إلى التزام الأطراف بوحدة سورية وسيادة أراضيها يجب أن تترافق مع التأكيد على إنهاء الاحتلال التركي، والإعلان بوضوح عن استعداد تركيا للانسحاب من الأراضي السورية”.

ومن غير الواضح كيف سيصل الطرفان إلى قاسم مشترك، في ظل تضارب الأولويات كل على حدى.

وتابعت مصادر الصحيفة شبه الرسمية أن “دمشق المنفتحة على الحوار السياسي والداعية له، ترى بأن تحديد أسس وآليات واضحة ومعلنة لهذا الحوار سيشكل أرضية ثابتة وقادرة على الوصول بهذا الحوار إلى الغايات المرجوة منه، وصولاً إلى تطبيع العلاقات مع أنقرة”.

“خارطة طريق”

وكان المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط ودول أفريقيا، ميخائيل بوغدانوف قد أعلن، الأسبوع الماضي، أن مسودة ” خريطة طريق” للتطبيع بين النظام السوري وتركيا باتت جاهزة.

وفي تصريحات نقلتها وكالة “تاس”، قال بوغدانوف إن “مسودة خريطة الطريق الروسية جاهزة”، مضيفاً أن “مهمتنا هي المناقشة مع شركائنا والمضي قدماً في هذا العمل”. وأعرب المسؤول الروسي عن “الأمل بأن يسمح الاجتماع في أستانا بإحراز تقدم جاد”.

وفي وقت سابق، أعلن بوغدانوف أنه عقب اجتماع موسكو الرباعي في 10 من مايو/ أيار الماضي، تقرر تكليف نواب وزراء الخارجية بإعداد خريطة طريق لتطبيع العلاقات بين النظام السوري وتركيا.

وأضاف أن “إعداد الخريطة يتم بالتنسيق مع وزارات الدفاع والاستخبارات للدول الأربع”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا