إدلب.. ازدهار المطاعم والمقاهي يؤمن فرص عمل للشباب

بعد مغادرته قرية معراته في جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب، إثر التصعيد العسكري الأخير ووصوله إلى مدينة إدلب، نازحاً مع عائلته، كانت خيارات العمل أمام الشاب محمود الطويل شحيحة جداً، في ظل غياب المؤهلات العلمية والخبرة.

لجأ الطويل إلى العمل في مقهى يقدم المشروبات المتنوعة والحلويات على مقربةٍ من دوار الساعة في مدينة إدلب، يحاول من خلاله مساندة عائلته التي نزحت إلى بيت صغير في المدينة، وتدفع أكثر من 50 دولاراً، آجاراً للمنزل.

يقول الطويل لـ”السورية.نت”، إنّ “مبلغ 150 ليرة تركية أسبوعياً كأجر مقابل عملي، غير مناسب في ظل المعيشة المرتفعة وصعوبات الحياة، لكن شح الفرص والحاجة الضرورية اضطرتني للعمل”.

وتلعب المطاعم والمقاهي في مدينة إدلب، دوراً كبيراً في تخفيف نسبة البطالة بين السكان، إذ تؤمن فرص عملٍ لكثير من الشباب، يرتبط ذلك جلياً بنشاطها وإقبال الزبائن عليها.

مقهى في مدينة إدلب، 27 ديسمبر/كانون الأول 2021 (السورية.نت
مقهى في مدينة إدلب، 27 ديسمبر/كانون الأول 2021 (السورية.نت)

وفي ظل كثافة سكانية، تزدهر المطاعم والمقاهي في مدينة إدلب كمشاريع استثمار تساهم في تفعيل الحركة الاقتصادية في المنطقة، فضلاً عن تأمين فرص عمل.

وتأتي مشروعات الطعام التي يعتبرها كثيرون ضروية، في ظل قلة فرص العمل وانتشار البطالة على نحو واسع في منطقة شمالي غربي سورية.

فرص عمل

أحمد دعبول من سكان مدينة إدلب، اختار بعد عودته من تركيا، الاستمرار في عمله في مجال “المقاهي والأراكيل”، من خلال الحصول على فرصة عمل في مقهى “شبابيك” المطل على ساحة الساعة وسط مدينة إدلب.

عمال في مقهى وسط مدينة إدلب، 27 ديسمبر/كانون الأول 2021 (السورية.نت)
عمال في مقهى وسط مدينة إدلب، 27 ديسمبر/كانون الأول 2021 (السورية.نت)

يقول دعبول لـ”السورية.نت”، إنّ “وضع العمل كان غير مناسب في تركيا بالنسبة له، ولذك عُدتُ إلى مدينتي إدلب”، ويضيف: “أعمل اليوم كابتن صالة في المقهى، أستقبل وأودع الزبائن وأدوّن طلباتهم”.

وعن طبيعة أجره الشهري الذي يصل إلى 100 دولار أمريكي، يقول: إنّ “من النادر أن تجد شخصاً هنا قد حظي بفرصة عمل تناسبه، الجميع يتعامل حسب الواقع، وأنا كذلك”.

مقهي في مدينة إدلب، 27 ديسمبر/كانون الأول 2021 (السورية.نت)
مقهي في مدينة إدلب، 27 ديسمبر/كانون الأول 2021 (السورية.نت)

ويشير إلى أنّ “المرتب يكاد لا يكفي المصروف الشخصي، لكن الخيارات قليلة جداً”، ويؤكد في ذات الوقت على تعلّقه وشغفه بهذه المصلحة المرتبطة بـ”المقاهي”، لكن يأمل أن تتحسن ظروف عمله أكثر.

عامل في مقهى وسط مدينة إدلب، 27 ديسمبر/كانون الأول 2021 (السورية.نت)
عامل في مقهى وسط مدينة إدلب، 27 ديسمبر/كانون الأول 2021 (السورية.نت)

بينما لؤي المهجّر من ريف اللاذقية، ويعمل حالياً في مقهى، يقول: إنّ “العمل سترة فقط، يؤمن معيشتي كشاب، لكن الظروف المعيشية شاقة”.

ويوضح في حديثه لـ”السورية.نت”، أنّه بدأ العمل في المقهى منذ أكثر من 7 سنوات، ويتقاضى اليوم حوالي 1500 ليرة تركية شهرياً.

مشاريع استثمار

علاء الدين هلال، نزح من مدينته سراقب حيث كان يملك مطعماً منذ حوالي سنتين، خلال هجوم النظام وروسيا الأخير على المدينة، وعاود افتتاح مطعم للوجبات السريعة في مدينة إدلب، تحت اسم “علاء الدين”.

يقول هلال لـ”السورية.نت”، إنّ “سبب اختيار مدينة إدلب لإعادة افتتاح المطعم على اعتبارها الأكثر كثافة وازدحاماً في المنطقة، ما يؤثر إيجاباً على حركة الشراء والإقبال”.

يوضح هلال أن زيادة أعداد المطاعم في مدينة إدلب تؤثر بشكل ملحوظ على الإقبال الشعبي، مشيراً إلى أنّ “الخيارات أمام الأهالي تزداد مع زيادة أعداد المطاعم، لكن نحاول أن نتميز في عدد من الأطباق حتى نحافظ على زبائننا”.

عامل في مطعم وسط مدينة إدلب، 27 ديسمبر/كانون الأول 2021 (السورية.نت)
عامل في مطعم وسط مدينة إدلب، 27 ديسمبر/كانون الأول 2021 (السورية.نت)

ويضم المطعم الذي يملكه هلال حوالي 15 عاملاً غالبيتهم من أبناء مدينة سراقب التي هُجروا منها بعد سيطرة النظام عليها.

محمد أبو يزن، مهجّر من مدينة سراقب، بدأ قبل 8 أشهر العمل في المطعم، يتقاضى أجر 20 ليرة تركية مياومةً، يجد أنّ فرصة العمل في “المطاعم باتت متوفرة بين صفوف الشباب”.

يوضح أبو يزن لـ”السورية.نت” أنه متحمّس لفكرة العمل في المطعم لأنه صار “على طريق إتقان حرفة عمل، فضلاً عن المعاملة المناسبة من قبل ربّ العمل”.

مطعم في مدينة إدلب، 27 ديسمبر/كانون الأول 2021 (السورية.نت)
مطعم في مدينة إدلب، 27 ديسمبر/كانون الأول 2021 (السورية.نت)

محمد بيان مهجّر من مدينة سراقب أيضاً، يقول لـ”السورية.نت”، إنّه “ينوي الاستمرار في مهنة الطعام، لأنها أول ما تعلّمه، وهي اليوم تساعد عائلتي في محنة التهجير”.

يوضح أن “عمله في المطعم كان سبباً في إقامتي وحيداً في مدينة إدلب، بينما وصلت عائلتي منذ تهجيرها إلى مدينة الباب شرقي حلب”.

ويعاني غالبية العمّال من تقاضي الأجر بالليرة التركية، وسط مطالب بتثبيتها على الدولار الأمريكي، حفاظاً على قيمة أجورهم في ظل تفاوت أسعار صرف الليرة أمام الدولار.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا