إدلب.. غلاء فاحش يهدد قوت المدنيين ومخاوف من “حد الانهيار”

يواجه المدنيون في محافظة إدلب غلاء فاحشاً في أسعار المواد الأساسية التي يحتاجونها بشمل يومي، من محروقات وخبر ومواد غذائية، الأمر الذي يفاقم الوضع المعيشي في ظل انخفاض أجور اليد العاملة، لاعتبارات تتعلق بمستويات الليرة التركية في سوق العملات.

وبعد يومين على انخفاض وزن ربطة الخبز، سجّلت أسعار المحروقات، اليوم السبت، ارتفاعاً جديداً من قبل شركة “وتد” المحتكرة للسوق في المحافظة.

وهاتان المادتان (الخبز والمحروقات) لا يكاد يمر أسبوع دون نشرة أو تعميم بأسعار جديدة لهما، وهو ما يثير سخط الأهالي واستفزازهم.

“تخفيض مستمر”

وتشهد ربطة الخبز في إدلب انخفاضاً مستمراً في الوزن الخاص بها مع ثبات السعر، في إجراء يعتبره الأهالي “جائراً”، كون هذه المادة تقع في قائمة احتياجاتهم اليومية، وتصنف ضمن “الخطوط الحمراء”.

وسجلت ربطة الخبز يوم الخميس الماضي انخفاضاً قدره 25 غراماً، ليصبح وزنها 500 غراماً (6 أرغفة)، بسعر ليرتين تركيتين ونصف.

واعتبر ملهم الأحمد مسؤول العلاقات العامة في “حكومة الإنقاذ السورية”، في حديثٍ لـ”السورية.نت” أن “انخفاض وزن ربطة الخبز سببه انخفاض قيمة الليرة التركية وازدياد سعر الطحين. الطن الواحد يتجاوز 400 دولار أمريكي”.

ومنذ عام مضى وحتى الآن خسرت ربطة الخبز في إدلب أكثر من نصف وزنها الأصلي، بينما لم يشهد السعر أي انخفاض.

حافظ ترمان مهجرٌ مقيم قرب مدينة معرة مصرين كانت ربطتا خبز تكفيانه مع عائلته في السابق، واليوم يقول لـ”السورية.نت”: “أحتاج 4 ربطات خبز على الأقل بسبب انخفاض الوزن”.

وعبّر ترمان عن ضيق حالة في سياق الحديث، مشيراً إلى ارتفاع عام في أسعار المواد، وتفاوت ما بين محل تجاري وآخر، الأمر الذي يضطره للبحث عن “أقل سعر ممكن”.

“بورصة محروقات”

في غضون ذلك وللأسبوع الثاني على التوالي ترفع شركة “وتد” أسعار المحروقات في إدلب، مبررة الأمر بـ”ارتفاع سعر النفط العالمي، وانخفاض قيمة الليرة التركية في سوق العملات”.

وسجّلت أسعار أصناف البنزين والمازوت ارتفاعاً بحوالي 20 قرشاً للتر الواحد، بينما أسطوانة الغاز 3 ليرات تركية، وفق نشرة أسعار أصدرتها الشركة صباح اليوم السبت.

وبموجب النشرة سجل سعر لتر البنزين المستورد 8.46 ليرات، والمازوت “أول” 8.15، والمازوت “المحسّن” بـ 6.21.

أما المازوت “المكرر” فقد سجل سعر 5.15 ليرات تركية، وأسطوانة الغاز بـ 122.5 ليرة.

ويضطر حافظ ترمان للذهاب إلى مناطق ريف حلب الشمالي من أجل شراء المحروقات.

ويوضح: “بمبلغ 200 ليرة تركية أتمكن من تعبئة خزان سيارتي، بخلاف إدلب حيث يحتاج الأمر إلى رقم أكبر”.

“ارتفاع قياسي”

وأشارت إحصاءات نشرها فريق “منسقو الاستجابة في الشمال السوري” إلى أنّ أسعار المواد الغذائية في مناطق شمال غربي سورية ارتفعت بنسبة 400 في المئة، والمواد غير الغذائية 200 في المئة، والمحروقات بنسبة 350 في المئة، بينما ارتفعت أسعار مادة الخبز 300 في المئة.

وقدر الفريق الإنساني وصول معدلات الفقر إلى نسبة تجاوزت الـ 90 في المئة.

وأضاف أن نسبة الأسر التي خفضت أعداد وجبات الطعام وصلت إلى 65 في المئة، وفي المخيمات وصلت إلى 89 في المئة.

كما تراوحت نسبة الأسر التي وصلت إلى حدّ الانهيار خلال الأشهر الثلاثة الماضية من 52 إلى 59 في المئة.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا