إسرائيل تعزل غزة.. ليلة تحت النار وصباح ملبّد بضباب القصف

عاش السكان في غزة ليلة الجمعة-السبت أجواء رعب لم يسبق وأن خيمّت على القطاع المحاصر في الأيام الماضية، رغم أنه يعيش منذ أكثر من 20 يوماً حرب تشنها إسرائيل، بشتى أنواع الأسلحة.

وبعدما قطع الجيش الإسرائيلي الاتصالات على كامل القطاع، أعلن عن هجوم بري “محدود”، ونفذ قصفاً عنيفاً من الجو والبحر والبر، أسفر عن ضحايا مدنيين، وتدمير مئات البنايات والمنازل.

وأفاد “الدفاع المدني” في قطاع غزة، اليوم السبت، بأن الضربات الإسرائيلية الليلة الماضية “دمرت كلياً” مئات المباني.

وقال مدير إعلام “الدفاع المدني” محمود بصل لوكالة “فرانس برس”: “مئات البنايات والمنازل دُمّرت كلياً، وآلاف الوحدات تضررت”، مضيفاً أن عمليات القصف الكثيفة أدت إلى تغيير “معالم غزة ومحافظة الشمال”.

في غضون ذلك قال الجيش الإسرائيلي، إنه دخل شمال غزة ووسع العمليات البرية في القطاع خلال ليل الجمعة، مؤكداً أن “قواته لا تزال في الميدان”.

لكن حركة “حماس” ردت في بيان جاء فيه: “نزف فشل الهجوم البري الذي شنّه الاحتلال على غزة عبر 3 محاور”، وأكدت أن الجيش الإسرائيلي تكبّد خسائر كبيرة في صفوفه، جنوداً وعتاداً.

وأظهرت تسجيلات مصورة نشرتها وسائل إعلام وصحفيون في غزة مشاهد “حزام ناري” (قصف مكثف على منطقة واسعة) تعرضت له الأحياء السكنية بعدما قطعت إسرائيل الاتصالات عن القطاع.

وتحدث صحفيون تمكنوا من الوصول إلى شبكة الإنترنت لبعض الدقائق أن ما عاشته غزة ليلة السبت كان مختلفة “بكل شيء”، من ناحية الغزارة النارية التي فرضها الجيش الإسرائيلي أو من أجواء الرعب التي عاشها السكان، والصعوبة التي واجهت فرق الإسعاف بالتواصل.

وقال سائقو سيارات إسعاف في مشافي المدينة إنهم لم يتمكنوا من التواصل مع أي شخص، ما دفعهم للتوجه فقط في اتجاه الانفجارات.

“هناك ذعر في كل مكان، حتى في خان يونس، حيث يقل القصف. ويحاول الناس الوصول إلى أفراد عائلاتهم في مناطق أخرى للتحقق مما إذا كانوا آمنين”، وفق ما قال أحد الصحفيين في غزة لموقع “السورية.نت”.

وما تزال الغارات الإسرائيلية متواصلة حتى الآن، بينما يعاني الصحفيون وفرق الإسعاف والسكان من مشكلة تتعلق بقضية الوصول إلى أماكن القصف، للتأكد من عدد الضحايا والجرحى الذين يطلبون النجدة.

وكانت “كتائب القسام” قد قالت في وقت متأخر، أمس الجمعة، إن مقاتليها اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية في بلدة بيت حانون في شمال شرق غزة، وفي البريج وسط القطاع.

وأوضحت وسائل إعلام فلسطينية في غزة، مساء الجمعة، أن “كتائب القسام” استخدمت صواريخ “كورنيت” في التصدي للتوغل الإسرائيلي.

وقال مدير منظمة “الصحة العالمية”، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن الهيئة الأممية لا تزال غير قادرة على التواصل مع موظفيها ولا مع المرافق الصحية في غزة، في ظل استمرار انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات بالقطاع.

وأضاف تيدروس في منشور على منصة “إكس” أن “انقطاع الكهرباء في غزة يجعل من المستحيل وصول سيارات الإسعاف إلى الجرحى”، مضيفاً أنه “لا يمكن إجلاء المرضى في مثل هذه الظروف أو العثور على ملجأ آمن”.

ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فقدت وكالات أممية عدة الاتصال بفرقها في غزة. وفي بيان قالت لين هاستينغز، منسقة الشؤون الإنسانية في أوتشا، إن العمليات الإنسانية وأنشطة المستشفيات “لا يمكن أن تستمر بلا اتصالات”.

كذلك، أعلن “الهلال الأحمر الفلسطيني” على “إكس”، أنه “فقد الاتصال بمركز عملياته وبكل فرقه في قطاع غزة، بسبب قطع السلطات الإسرائيلية الاتصالات اللاسلكية والخلوية والإنترنت”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا