اجتماع جدة: خارطة كويتية ومبادرة أردنية ولا تغيّر قطري

أصدرت 3 دول عربية بيانات في أعقاب الاجتماع الذي استضافته مدينة جدة السعودية، يوم أمس الجمعة، من أجل بحث الأوضاع في سورية، وملف عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية.

وكانت الرياض قد نشرت بياناً ختامياً، قبل ساعات، جاء فيه أن وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق تشاوروا وتبادلوا وجهات النظر حول الجهود المبذولة من أجل التوصل لحل سياسي للأزمة السورية.

واتفقوا على أهمية حل الأزمة الإنسانية وتوفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات لجميع المناطق المتضررة من الزلزال، وتهيئة الظروف المناسبة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم.

كما أكد الوزراء العرب على أن “الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية، وأهمية أن يكون هناك دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة، ووضع الآليات اللازمة لهذا الدور، وتكثيف التشاور بين الدول العربية بما يكفل نجاح هذه الجهود”.

ولم يتطرق بيان الرياض الذي نشرته الخارجية السعودية إلى مقعد سورية في الجامعة العربية، وما إذا كان وزراء الخارجية العرب قد اتفقوا على عودة النظام السوري أم لا.

في غضون ذلك نقلت صحيفة “فايننشال تايمز”، السبت، عن مسؤولين قولهم إن “قطر والكويت عارضتا بشدة عودة النظام إلى الجامعة”.

وقبل ذلك كانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية قد أشارت إلى أن 5 دول عربية على الأقل تعارض عودة النظام إلى الجامعة، من بينها قطر والكويت والمغرب ومصر وليبيا واليمن.

“خارطة كويتية”

وبعدما كان موقف دولة الكويت من الحراك العربي باتجاه النظام السوري مثار تكهنات وجدل لأشهر وأسابيع جدد وزير الخارجية، سالم عبد الله الجابر الصباح موقف بلاده “المبدئي والثابت الداعي إلى الحفاظ على وحدة وسيادة سورية وسلامة أراضيها ورفض التدخل في شؤونها الداخلية”.

وذكرت وكالة الأنباء الكويتية بعد اجتماع جدة أن “وزير الخارجية بيّن أن دولة الكويت منذ بداية الأزمة اتخذت موقفاً مبدئياً في عدم تقديم أي دعم لطرف ضد طرف آخر في سوريا سواء سياسياً أو مالياً أو عسكرياً”.

كما “ساندت منذ البداية الحل السياسي والسلمي للأزمة، وركزت سياستها على تقديم الدعم الإنساني لتخفيف المعاناة الإنسانية عن الأشقاء في سورية”.

وأكد الصباح “على ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ينهي كافة تداعياتها ويحافظ على وحدة سورية وأمنها واستقرارها وهويتها العربية بما يحقق الخير لشعبها الشقيق”.

وأشار الوزير إلى ما يشبه بـ”خارطة طريق”، وبينماقال إن الكويت “لن تخرج عن الإجماع والتوافق العربي”، شدد “على أهمية أن تسير هذه العملية وفق الأسس والأطر السليمة واحترام قرارات جامعة الدول العربية، التي من بينها أهمية اتخاذ الحكومة السورية خطوات حقيقة وملموسة نحو إجراءات بناء الثقة”.

ومن بين الإجراءات “إطلاق سراح السجناء والمعتقلين والكشف عن مصير المفقودين، وتسهيل عودة اللاجئين والنازحين وتسهيل عملية وصول المساعدات الإنسانية لكافة المحتاجين في مختلف المناطق السورية واستئناف أعمال اللجنة الدستورية وصولاً إلى المصالحة الوطنية”.

“مبادرة أردنية”

في غضون ذلك قالت وزارة الخارجية الأردنية، إن الوزير أيمن الصفدي استعرض خلال اجتماع جدة المبادرة الأردنية “القائمة على انخراط عربي سوري مباشر، للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية”.

و”يحفظ الحل وحدة سورية وتماسكها وسيادتها، ويعيد لها أمنها واستقرارها ودورها، ويهيئ ظروف العودة الطوعية للاجئين، ويخلصها من الإرهاب”.

وأضافت الوزارة في بيان لها أن “مبادرة المملكة التقت مع الطروحات التي قدمتها المملكة العربية السعودية والدول العربية المشاركة، والتي عكست توافقاً على ضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة، وتفعيل الدور العربي القيادي في جهود التوصل لهذا الحل”.

وأشار بيان الخارجية الأردنية إلى أن الوزراء المجتمعين “اتفقوا على الاستمرار في التشاور والتنسيق للاتفاق على آليات العمل، والخطوات القادمة لإطلاق الدور العربي القيادي في جهود حل الأزمة”.

“لا تغيّر قطري”

ولم يطرأ أي جديد على الموقف القطري في أعقاب اللقاء الذي حصل في جدة، وذكر بيان لوزارة الخارجية القطرية، يوم السبت، أنه “تم التشاور وتبادل وجهات النظر حول الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية”.

وهذا الحل “يجب أن يضع حداً لمعاناة الشعب السوري الشقيق، ويعالج كافة تداعياتها، ويحافظ على وحدة التراب السوري”، بحسب بيان الخارجية.

والخميس اعتبر رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مقابلة تلفزيونية أن عودة سورية إلى جامعة الدول العربية “مجرد تكهنات”، مشدداً على أن “أسباب تعليق عضوية دمشق لا تزال قائمة” بالنسبة للدوحة.

وقال المسؤول القطري لتلفزيون قطر الحكومي: “لا يوجد شيء مطروح وكلها تكهنات حول (عودة) سورية” إلى الجامعة العربية، مضيفاً: “كانت هناك أسباب لتعليق عضوية سورية ومقاطعة النظام السوري، وهذه الأسباب لا تزال قائمة بالنسبة لدولة قطر”.

ولم يتغير موقف قطر من النظام خلال السنوات الماضية، بحسب حديث المسؤولين القطريين، على رأسهم وزير الخارجية، الذي سبق وأن تحدث عن الجرائم التي ارتكبها النظام بحق السوريين.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا