الروبل الروسي يفقد نصف قيمته بعد عقوبات “السلاح النووي المالي”

هوى الروبل الروسي بحوالي 41.5 % أمام الدولار الأمريكي، صباح اليوم الاثنين، بعدما أعلنت دول غربية سلسلة من العقوبات الاقتصادية، كان أبرزها ما وصف بـ”السلاح النووي المالي”.

وكان الروبل قد تم تداوله عند 75 قبل غزو روسيا لأوكرانيا و83 يوم الجمعة الفائت، ليتجاوز مع افتتاح سوق الاثنين حاجز 140 أمام الدولار الأمريكي الواحد.

ومساء السبت الماضي أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في بيان مشترك أنهما، سيستبعدان بعض المصارف الروسية من نظام سويفت المصرفي، وأنهما سيفرضان عقوبات، خصوصاً على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف، كذلك حظراً على أي تعاملات مع البنك المركزي الروسي.

واعتبرت الدول الغربية استبعاد المصارف الروسية من نظام سويفت الدولي بمثابة “سلاح نووي مالي”، حيث تعتبر جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك (سويفت) عماد النظام المصرفي الدولي.

وبحسب ما ذكرت شبكة “cnbc“، اليوم فقد ضاعف البنك المركزي الروسي سعر الفائدة الرئيسي للبلاد بأكثر من الضعف من 9.5٪ إلى 20٪ حيث سجلت عملته، مستوى قياسياً منخفضاًمقابل الدولار.

وقال البنك المركزي إن رفع سعر الفائدة “مصمم لتعويض المخاطر المتزايدة لانخفاض قيمة الروبل والتضخم”.

يأتي هذا بعد أمر البنك المركزي بوقف مساعي الأجانب لبيع الأوراق المالية الروسية في محاولة لاحتواء تداعيات السوق.

ووصفت الشبكة الانخفاض في قيمة الروبل بـ”الهائل”، مشيرة نقلاً عن المركزي الروسي أنه سيحرر 733 مليار روبل (8.78 مليار دولار) من احتياطيات البنوك المحلية لتعزيز السيولة.

وجمعت روسيا على مدى السنوات العديدة الماضية صندوق حرب بنحو 630 مليار دولار من الاحتياطيات الأجنبية، وهو أعلى مستوى لها على الإطلاق.

ويقول مراقبون إن هذا الصندوق سيساعدها على تحمل العقوبات والخسائر في عائدات التصدير، ولكن إذا تم تجميد بعض هذه الأصول، فإن ذلك يغير حسابات التفاضل والتكامل بالنسبة لروسيا.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين في بيان يوم الأحد: “سنشلل أصول البنك المركزي الروسي”.

وأشارت إلى أن هذه الخطوة ستؤدي إلى تجميد معاملاته، وسيجعل من المستحيل على البنك المركزي تصفية أصوله.

فيما كتب رئيس الوزراء الروسي السابق، ميخائيل كاسيانوف على تويتر: “الأمر الأخطر هو أن يجمد الغرب احتياطيات البنك المركزي.. لن يكون هناك ما يدعم الروبل. سيقومون بتشغيل المطبعة. التضخم المفرط والكارثة على الاقتصاد ليست بعيدة”.

وقال رومان بوريسوفيتش، وهو مستثمر مصرفي سابق في موسكو لوكالة “رويترز” إن “الفوضى” تعم الأسواق الاثنين.

وأضاف: “ستضع السلطات الروسية ضوابط بالتأكيد. لا يمكنهم الدفاع عن الروبل لكنهم على الأرجح سيوقفون التداول، ثم يضبطون الروبل على سعر مصطنع كما كانوا يفعلون. ستكون هناك سوق سوداء”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا