“السر بالتوقيت”.. ماذا يكمن وراء خطة العملية التركية في سورية؟

نشر موقع “ميدل إيست آي” تقريراً استعرض فيه سياقات خطة العملية العسكرية التركية التي تهدد تركيا بشنها في شمالي سورية، وقراءة تتعلق بـ”سر التوقيت”، وذلك بناء على حديث مسؤولين أتراك، سياسيين وعسكريين.

وجاء في التقرير الذي كتبه الصحفي، ليفنت كمال، اليوم السبت أن “تركيا قررت الإعلان عن أنها ستشن عملية عسكرية، بعدما نقلت روسيا عدداً كبيراً من قواتها إلى خارج البلاد، بسبب الحرب في أوكرانيا”.

ونقل الصحفي عن مصادر عسكرية تركية قولها إن “توقيت القرار جاء أيضاً، نتيجة هجوم أنقرة المستمر على مقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، حيث تسعى لإنهاء تسلل هذا الحزب، بإغلاق آخر ممر بري متبقي. بين تركيا والعراق”.

وأضاف أحد المصادر العسكرية أن “أنشطة حزب العمال الأخيرة أثارت ردود فعل، لاسيما أنها ارتبطت بعمليات نقل وقوات ذخيرة جديدة إلى العراق من سورية”.

وفي حال نفذت تركيا تهديداتها التي أطلقتها بشكل رئيسي على لسان رئيسها، رجب طيب أردوغان فإنها ستكون الخامسة من نوعها، بعد كل من: “درع الفرات”، غصن الزيتون”، “درع الربيع”، “نبع السلام”.

وتصنف تركيا والحكومات الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، “حزب العمال الكردستاني” على أنه “منظمة إرهابية”.

“الهدف الاستراتيجي”

ولا تزال “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تقودها “وحدات حماية الشعب”، تسيطر على مساحات شاسعة من شمال شرق سورية.

وقال أردوغان في وقت سابق هذا الأسبوع إن الجيش سيستهدف منطقتين رئيسيتين غربي نهر الفرات، هما منبج وتل رفعت.

وأضاف يوم الأربعاء: “نتخذ خطوة أخرى في إنشاء منطقة أمنية بطول 30 كيلومتراً على طول حدودنا الجنوبية”.

وتعتبر تل رفعت “مهمة” بسبب موقعها الاستراتيجي، وقد أصبحت في بعض الأحيان نقطة إحباط لأنقرة بسبب هجمات “وحدات حماية الشعب” المتكررة من المنطقة على المواقع التركية.

ونقل “ميدل إيست آي” عن مصدر عسكري آخر قوله إن “وحدات حماية الشعب شنت ما لا يقل عن 100 هجوم على الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة السورية والقواعد العسكرية التركية، على شكل صواريخ وصواريخ مضادة للدبابات ونيران مدافع وقاذفات صواريخ متعددة”.

وأضاف المصدر أن الاستيلاء على قاعدة منغ الجوية، التي سيطرت عليها “قسد” في عام 2016 بمساعدة الضربات الجوية الروسية، كان أيضاً “ميزة للوحدات”.

وتدعي أنقرة أنه منذ أن استولت “الوحدات” على المنطقة فر 250 ألف عربي سوري من تل رفعت إلى مدينة اعزاز السورية، الواقعة ضمن نطاق عمليات “درع الفرات”.

وتابع المصدر: “تستضيف تل رفعت 60 في المائة من المياه النظيفة في المنطقة وهذا وحده يجعلها هدفاً استراتيجياً. إن عودة السكان المحليين النازحين وإدارة موارد المياه أمر أساسي. ستحيي الزراعة وتشجع على العودة”.

“الانسحاب الروسي”

وتقول مصادر عسكرية تركية إن القوات الروسية، التي كان لها ثاني أكبر وجود في تل رفعت، غادرت المنطقة الآن إلى حد كبير.

وقال المصدر العسكري إن أنقرة لا تتوقع أن تحاول قوات نظام الأسد صد أي هجوم تركي.

وأضاف أن “الجيش التركي والجيش الوطني السوري أكملوا بالفعل استعداداتهم وقد يبدؤون العملية في أي لحظة”.

“تجد روسيا صعوبة في إعادة إمداد قواتها في تل رفعت، وقد تخلت بالفعل عن بعض قواعدها بالقرب من حلب للإيرانيين”.

وذكر مسؤولون أتراك آخرون لـ”ميدل إيست آي” أن إيران ستكون أكثر قلقاً من أي تحرك تركي في تل رفعت من الروس، “لأن الميليشيات المتحالفة مع الحرس الثوري الإيراني تشارك بنشاط في جهود الحكومة السورية لحراسة شمال حلب”.

وقال أحد المسؤولين الأتراك: “الإيرانيون لا يريدون أن يكون لقوات المعارضة السورية وجود بالقرب من حلب”.

من جانبه أشار مصدر مسؤول آخر إلى أن الجيش التركي يواصل تقييم الوضع، ولديه خطط وضعت للاستيلاء على عين العرب (كوباني) إذا رأت القيادة السياسية ذلك ضرورياً.

وقال المصدر الذي لم يسمه “ميدل إيست آي” إن “الاستعدادات العسكرية التركية لشن هجوم على تل رفعت ومنبج قد اكتملت، ويمكن أن تبدأ في أي وقت. إلى جانب تل رفعت، ستكون منبج قادرة على استضافة آلاف اللاجئين السوريين الموجودين حالياً في تركيا”.

ومن المقرر أن تكون العملية على رأس المناقشات التي سيجريها الجانب التركي مع وفد روسي سياسي – عسكري، سيصل إلى أنقرة، في الثامن من يونيو / حزيران الحالي.

وتعتبر مدينة منبج أبرز المناطق الخاضعة لسيطرة “قسد” في منطقة غربي الفرات.

بينما تل رفعت فتعتبر آخر المناطق التي تسيطر عليها هذه القوات في محيط منطقة عفرين، والتي سيطر عليها الجيش التركي وفصائل “الجيش الوطني” في مطلع عام 2018، بموجب عملية “غصن الزيتون”.

وحتى الآن يسود غموض بشأن العملية العسكرية التركية المحتملة، وعما إذا كانت تركيا ستنفذ تهديدها بالفعل على أرض الواقع أم لا.

ولاقى التهديد بها، خلال الأيام معارضة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، بينما أبدت روسيا بشأنها سلسلة من المواقف، كان آخرها على لسان المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا.

وقالت المسؤولة في تصريحات يوم الجمعة إن “موسكو تتفهم مخاوف تركيا من تهديدات أمنها القومي من المناطق الحدودية”.

لكنها أضافت: “نرى أنه لا يمكن ضمان الأمن على الحدود السورية التركية إلا بنشر قوات الأمن السورية”، في إشارة منها لقوات النظام السوري.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا