“العودة” عنوانها العريض.. تجاذبات تركية حول اللاجئين قبل جولة الإعادة

تصدر ملف اللاجئين السوريين في تركيا الحملات الانتخابية للمرشحين الرئاسيين، قبل أيام من جولة الإعادة، التي ستنعقد في 28 مايو/ أيار الجاري.

وفيما أجمعت الأطراف كافة على “حتمية العودة”، اختلف التعاطي مع هذا الملف، حين طرح كل طرف خطته للعودة، التي أصبحت عنواناً عريضاً لتلك التجاذبات.

“العودة” بمفهوم السلطة الحالية

رغم طرحه لفكرة العودة، تعاطى “حزب العدالة والتنمية” الحاكم، بأسلوب “ناعم” مع عودة السوريين لبلدهم، عبر التركيز على “طوعية” و”أمان” العودة.

وتبنى أعضاء الحزب، ومرشحهم رجب طيب أردوغان، موقفاً “دفاعياً” ضد المعارضة، التي أكدت مراراً أنها ستعيد جميع السوريين خلال عامين، في حال فوز مرشحها كمال كلشدار أوغلو.

وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، قال في تصريحات صحفية، اليوم الاثنين، إن ادعاءات المعارضة حول عدد السوريين “غير صحيحة”.

وأضاف أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا لم يرتفع منذ عام 2017، مؤكداً أن عددهم لم يتجاوز 3.4 مليون لاجئ.

فيما تقول المعارضة إن عددهم أصبح 10 ملايين لاجئ، وتعهدت بإعادتهم جميعاً.

صويلو رد على ذلك بقوله: “هل سترسلونهم إلى الموت”، مردفاً: “هل أستطيع الحصول على أصوات على حساب السوريين؟”.

ومع ذلك، تحدث صويلو عن خطط حكومية لـ “إعادة الحياة” للشمال السوري، وتأهيل البنى التحتية لعودة اللاجئين السوريين “طوعاً”.

وقال: “شيدنا البنى التحتية والمياه والطرق هناك. لقد بنينا مواقع صناعية منظمة.. نحن لم نُدِر ظهورنا لأي شخص في هذه الجغرافيا.. لا يمكن إرسال الناس ليموتوا”.

من جانبه، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إنه لا يصح القول إننا سنرسل جميع السوريين لبلدهم.

لكنه تحدث عن “خارطة طريق” لإعادة السوريين، معتبراً أن إعادة 550 ألف منهم “غير كاف”.

وقال اليوم الاثنين: “نحتاج إلى إرسالهم ليس فقط إلى المناطق الآمنة، ولكن أيضاً إلى الأماكن التي يسيطر عليها النظام السوري”.

وبمعنى آخر أوضح الوزير التركي أن بلاده “تحتاج إلى إرسالهم للمدن التي أتوا منها”.

وأشار جاويش أوغلو إلى هذه العودة “ستكون بطريقة تليق بالكرامة الإنسانية”، وبعيدة عن “الكراهية والشعبوية”.

حملة للمعارضة ضد اللاجئين

قبل أشهر من انعقاد الانتخابات الرئاسية في تركيا، شنت المعارضة حملة ضد اللاجئين وتعهدت بإعادة السوريين خلال مدة أقصاها عامين.

وتحاول المعارضة بذلك كسب أصوات الشارع المحتقن بسبب التضخم وارتفاع الأسعار.

إلا أن الحملة أخذت منحى تصعيدياً بعد فشل المعارضة بالجولة الأولى، ما دفعها لرفع حدة التصريحات “المحرضة” على اللاجئين.

مرشح المعارضة، كمال كلشدار أوغلو، قال في أولى تصريحاته بعد جولة الانتخابات الأولى: “سأعيد جميع اللاجئين إلى الوطن بمجرد أن أتولى السلطة”.

وادعى كلشدار أوغلو أن عدد اللاجئين في تركيا تجاوز 10 ملايين شخص.

فيما قالت ميرال أكشنار، حليفة كلشدار أوغلو وزعيمة “حزب الجيد”، “إما أن تختار من يقول لا نستطيع إرسال السوريين، أو من يقول سوف نرسلهم”.

وذلك في خطاب وجهته للناخبين الأتراك بعد فشل الجولة الأولى.

وتتهم المعارضة التركية الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، “بعدم حماية حدود البلاد وشرفها”.

وقال مرشح المعارضة مخاطباً أردوغان: “لقد أحضرت أكثر من 10 ملايين لاجئ إلى هذا البلد، وقمت ببيع جنسيتك وجعلت مواطنينا لاجئين”.

“كرت حاسم” بجولة الإعادة

تتجه الأنظار حالياً نحو الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في تركيا، بعد فشل المرشحين الـ3 بحسم الأصوات لصالحهم خلال الجولة الأولى، قبل أسبوع.

وحصل رجب طيب أردوغان على 49.4%، أي أقل بـ 0.6% من فوزه المباشر.

فيما حصل مرشح المعارضة على 44.96% فقط من أصوات الناخبين.

أما المرشح القومي، سنان أوغان، حصل على 5% من الأصوات، ما يعني ضرورة تحالفه مع أحد المرشحين خلال جولة الإعادة.

ومن المقرر أن يعلن أوغان عن الطرف الذي سيتحالف معه في وقت لاحق اليوم.

ويتفق أوغان مع أحزاب المعارضة بملف السوريين، ويطالب مراراً بإعادتهم إلى بلدهم جميعاً.

وتوعد، في أبريل/نيسان الماضي، بإعادة اللاجئين السوريين في تركيا إلى بلدهم “قسراً إذا اضطر الأمر”، ما أثار جدلاً كبيراً.

إلا أن أوغان يختلف مع المعارضة بملف “حساس”، وهو دعم الجماعات الكردية، خاصة “حزب الشعوب الديمقراطي” الحليف الأساسي لمرشح المعارضة.

المصدر السورية نت
قد يعجبك أيضا