“منتهية الصلاحية”..مساعدات الزلزال تُباع علناً بأسواق اللاذقية

عقب موجة المساعدات التي انهالت على مناطق سيطرة النظام، في إطار الاستجابة لمتضرري الزلزال، غزت أسواق مدينة اللاذقية مواد إغاثية وغذائية غريبة المصدر، حملت أسماء الدول التي أعلنت “تضامنها” مع الضحايا، وأرسلت طائرتها المحملة بالمساعدات على مدى أسابيع تلت الزلزال.

اللافت في تلك المواد أن بعضها كان منتهي الصلاحية، بحسب ما رصدت “السورية نت” في تلك الأسواق، حيث انتشرت المعلبات والتمور العراقية والإيرانية واليمنية، وغيرها من المواد الغذائية، على البسطات وفي المتاجر الغذائية بسعر أقل من نظيراتها.

إذ يمكن للمتسوق في البازار الشعبي بحي الرمل الجنوبي باللاذقية، أن يلاحظ وجود أصناف عدة من المساعدات المقدمة، وبعضها أممية، معروضة للبيع بأسعار تقل بنحو النصف أحياناً عن نظيراتها المستوردة أو المحلية الصنع.

الناشط الإعلامي أحمد اللاذقاني يرى أن المساعدات المقدمة لمتضرري الزلزال أنعشت بشكل كبير هذه الأسواق، وأمّنت للأهالي الحصول على بعض الأصناف بأسعار رخيصة، خاصة في رمضان.

ولفت اللاذقاني في حديثه لـ “السورية نت”، إلى أن أبرز الأصناف المتوفرة في تلك الأسواق هي: حفاضات الأطفال ومعلبات الكونسرة (كالحمص والفول)، فضلاً عن الحبوب بأصنافها والزيوت النباتية والتمور والأرز والبطانيات.

وتحدث الناشط عن انتشار المواد الغذائية منتهية الصلاحية ضمن هذه البضائع، خاصة تلك القادمة من العراق، والتي وصلت بكميات ضخمة إلى اللاذقية.

وأضاف أنه رغم وجود لصاقات ذات طابع “طائفي” على بعض هذه المواد المنتهية الصلاحية، إلا أنها تُعرض بشكل علني في الأسواق دون أي اعتراض من أجهزة المحافظة والبلديات وجهاز الصحة.

بيع علني لمساعدات “فاسدة”

من جانبه، قال عبد الله، موظف حكومي في مدينة جبلة، إن رخص هذه المواد سنح للأهالي فرصة لتأمين حوائجهم خلال هذه الفترة التي تشهد غلاء غير طبيعي، حسب قوله.

وأضاف لـ “السورية نت”، أن “هذه المواد متوفرة في معظم البقاليات بشكل علني، وبعبارة تعلوها غير مخصصة للبيع، لكنها تباع بسعر النصف.. عن نفسي اشتريت بعض أصناف تلك المساعدات رغم جودتها المنخفضة”.

بدوره قال أبو رائد، صاحب متجر في مدينة جبلة، إن بعض العائلات تلقت الكثير من السلل الغذائية والمساعدات وأخرى لم تحصل على شيء، ما دفع البعض لبيع قسم من المساعدات من أجل شراء لوازم أخرى.


وأضاف: “قدم بعض الأشخاص إلي وطلب مني تبديل أصناف إلى أخرى، كانت بعض المعلبات منتهية الصلاحية، وأخرى على وشك، بينما التمور كانت بكميات كبيرة وبيعت بأسعار زهيدة جداً”.

وفي مدينة جبلة، عرضت مساعدات للبيع في أكشاك قرب الكراج القديم، بينها حفاضات وحليب أطفال وألبسة حصل عليها البعض من المساعدات.

ووصل سعر سلة الهلال الأحمر الإماراتي كاملة في هذه الأكشاك، إلى 300 ألف ليرة سورية (35 دولار تقريباً)، بحسب مصادر في المدينة، مشيرة إلى أن مواد قرطاسية وحقائب غير مخصصة للبيع تباع في هذه الأكشاك أيضاً.

وكذلك نشطت على وسائل التواصل الاجتماعي إعلانات لبيع خيام بعضها وصل لسعر مليوني ليرة سورية (250 دولار تقريباً).

مساعدات بشعارات “طائفية”

من جانب آخر، كان لافتاً حضور مليشيا “الحشد الشعبي” العراقي وجمعيات إيرانية وعراقية، خلال توزيع المساعدات في قرى بريف جبلة واللاذقية، في خطوة اعتبرها بعض سكان المنطقة “استغلال للكارثة بأبعاد دينية”.

وقال الناشط الإعلامي في مدينة جبلة أبو يوسف جبلاوي، لـ “السورية نت”، إن كل قوافل المساعدات العراقية المحملة بالمواد الغذائية تم توزيعها تحت إشراف “الحشد الشعبي”، مضيفاً أن تلك المساعدات طُبع عليها اسم جمعيات مذهبية عراقية وإيرانية، بينما كان ظهور القنصل الإيراني لافتاً وهو يتجول بين الأحياء المتضررة منذ الأيام الأولى.

واعتبر جبلاوي أن إيران وحلفائها استغلوا كارثة الزلزال للظهور بموقف الداعم لأهالي الساحل السوري، تحت أبعاد “طائفية”، خاصة في القرى الموالية للنظام، عبر قيامهم بالتوزيع بأنفسهم، بينما تولت “الأمانة العامة” التابعة لأسماء الأسد توزيع المساعدات الإماراتية والعربية والأجنبية، وحتى تلك التي وصلت من الأمم المتحدة.

وكان محافظ اللاذقية، عامر هلال، أعلن نهاية فبراير/ شباط الماضي، أن الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سورية خلّف 805 حالات وفاة ونحو 1131 إصابة.

ونقلت وكالة أنباء النظام “سانا” عن هلال، أن عدد الأبنية المنهارة جراء الزلزال بلغ 105 أبنية، مشيراً إلى أن لجان الكشف الهندسي عاينت 23954 مبنى، وتبين وجود نحو 900 مبنى متضرر بشكل كامل.

المصدر السورية نت
قد يعجبك أيضا