المؤتمر الوطني الخاص بالسوريين الأميركيين

لا يجادل أحدٌ تقريباً بأنّ الجالية السورية في أميركا كانت الأكثر تميّزاً خلال سنوات الثورة. ويدرك أعضاء هذه الجالية مكامن قوّتهم، فبعد أن كانوا مجرّد أفرادٍ قبل الثورة يخشون اللقاء والحوار وتنظيم أنفسهم – طبعاً بسبب خوفهم من تقارير عسس النظام ومخبريه التي ستمنعهم من زيارة بلدهم أو ستودي بهم إلى غياهب المعتقلات عند عودتهم – باتوا بعدها – أي بعد الثورة – قوّة كبيرة منظمة قادرة على الحضور والمشاركة والتأثير. لقد شاركت الجالية بالحملات الانتخابية للمرشحين الجمهوريين والديمقراطيين على السواء، وتواصل أعضاؤها مع الخارجية الأميركية، وعقدوا لقاءات كثيرة مع ممثليهم في الكونغرس، كما كان لهم حضور في أروقة البيت الأبيض أيضاً، وكان لهم دور فاعل جداً في استصدار قانون قيصر وغيره من العقوبات المفروضة على النظام وحلفائه وداعميه.

يحضّر بعضُ أعضاء الجالية الآن لعقد مؤتمر وطني سوري يجمع كل السوريين المقيمين في الولايات المتحدة الأميركية، سيكون هذا المؤتمر مقدمة لعقد مؤتمرات مماثلة في أوروبا والخليج وتركيا والداخل السوري إن أمكن، وستكون المحصلة مؤتمراً سورياً عاماً. وقد نشر الدكتور خلدون الأسود – وهو بروفيسور بأمراض القلب في جامعة ميتشيغان ورئيس قسم القثطرة القلبية فيها – قبل أيام على صفحته الشخصية في فيس بوك الخطوط العريضة لهذا المؤتمر ننقلها كما وردت:

((مسودّة الدعوة لمؤتمر وطني للسوريين في الولايات المتحدة الأميركية في 18 آذار 2022

تنطلق هذه المسودة من ضرورة التحضير لمؤتمر وطني يجمع السوريين في الولايات المتحدة الأميركية أولاً، ثمّ ليصل بالنهاية إلى جميع السوريين في المهجر وفي الداخل إن أمكن.

تهدف هذه المسودة لوضع تصوّر مبدئي قابل للتعديل من قبل جميع المشاركين به، وبغاية الوصول إلى أفضل صيغة ممكنة من التوافق بالحدود الدنيا المشتركة.

ستضع هذه المسودة نقاطاً رئيسة للمراحل المحتملة التي يمكن أن تمرّ بها عمليّة التغيير المنشودة.

المرحلة التحضيرية

تبدأ هذه المرحلة من لحظة عرض هذه المسودّة للتشاور، وتنتهي ببدء مرحلة التنفيذ الفعلية.

أشخاص هذه المرحلة

هم الأفراد المستقلون الراغبون بالمشاركة والمنظمات المهتمّة بالشأن السوري.

أهداف هذه المرحلة

طرح فكرة المؤتمر الوطني على أكبر قدر ممكن من أفراد وكيانات الجالية السورية الأميركية.
وضع المبادئ الرئيسة والأهداف بالخطوط العريضة للمؤتمر.
التواصل مع الأحزاب والمنظمات الأميركية الداعمة.
جمع التبرعات وتأمين التمويل.
الموعد المقترح 18 آذار 2022
المرحلة التنفيذية

تبدأ المرحلة التنفيذية بعقد المؤتمر الخاص بالجالية السورية الأميركية، وتنتهي بعقد المؤتمر الوطني الجامع للسوريين في المهجر وفي سوريا.

أشخاص هذه المرحلة

جميع السوريين المهتمين، أفراداً وكيانات.

أهداف هذه المرحلة

الخروج بالمشتركات الوطنيّة بالحد الأعلى الممكنة.
انتخاب قيادات المؤتمر الوطني العام.
المرحلة الانتقالية

تبدأ هذه المرحلة من لحظة انتخاب قيادات المؤتمر، وتنتهي عند انتخاب برلمان وطني انتقالي يضع مسودّة الدستور النهائي لسوريا.

أشخاص هذه المرحلة

القيادة المنتخبة من المؤتمر الوطني العام.

أهداف هذه المرحلة

وضع خريطة الطريق للمرحلة الانتقالية.
وضع البنية الدستورية والحقوقية والقانونية الأوليّة لسوريا الجديدة.
إعادة هيكلة مؤسسات الدولة وفق الأسس الوطنية المعتمدة وفرز الكفاءات من التكنوقراط لتنفيذ خريطة الطريق.
تهيئة الظروف المناسبة لإجراء انتخابات البرلمان المؤقت.
المرحلة النهائية

تبدأ بانتخاب البرلمان الأوّل التأسيسي الانتقالي، وتنتهي بانتخاب البرلمان الثاني الاعتيادي.

أشخاص هذه المرحلة

أعضاء البرلمان المؤقت المنتخبين.
أعضاء الحكومة الانتقالية المعيّنة من قبل البرلمان المؤقت.
الكادر الفني من التكنوقراط الذي سيتابع تنفيذ وترسيخ مهام المرحلة الانتقالية.
أهداف هذه المرحلة

وضع الدستور السوري الدائم.
انتخاب البرلمان الثاني الاعتيادي.
انتخاب رئيس الجمهورية الأول.
تشكيل مجلس القضاء الأعلى.
تشكيل المحكمة الدستورية العليا.))

تأتي أهمية هذا المؤتمر من كونه – إن حصل وتمّ عقده – جامعاً كلمة السوريين الأميركيين، وهؤلاء هم قاطرة التغيير السوري بلا أدنى ريب. يمثّل السوريّون الأميركيون هذه القاطرة لأسباب تتعلق بالجالية ذاتها من ناحية أولى، فهي من أغنى الجاليات السورية في العالم وأقواها وأكبرها وأكثرها تنظيماً بالوقت نفسه. ومن ناحية ثانية تعمل هذه الجالية باستقلال عن أية أجندات أجنبية، فتمويلها داخلي من تبرعات أعضائها. ومن ناحية ثالثة وجودها في الدولة الأقوى في العالم حيث مركز صنع القرار هناك في واشنطن، يعطي لعملها نتائج واسعة الطيف بعيدة المدى والتأثير.

سيكون من المفيد لأعضاء الجالية السورية في أميركا أن تطرح برنامج عمل المؤتمر بشكل تفصيلي للنقاش العلني، سيؤثر هذا الأمر بشكل إيجابي على تفاعل بقية الجاليات مع الطرح، كما سيقدّم لها كثيرا من الأفكار التي يمكن أن تغني المؤتمر وتثري أجندته الوطنية.

يجب على الجالية أيضاً أن تتواصل مع أكبر عدد ممكن من السياسيين المعارضين والوجهاء المحليين وقادة الرأي في الداخل السوري، وخاصّة في مناطق سيطرة النظام. سيكون من شأن ذلك التحضير بشكل ممتاز للمراحل المقبلة التي سيشارك بها السوريون جميعاً.

يمكن لهذا المؤتمر – إن نجحت الجالية بعقده – أن يغيّر من موقف صنّاع القرار الغربيين وخاصّة في الولايات المتحدة الأميركية، ويمكن أن يقنعهم بوجود بديل ديمقراطي ليبرالي قادر على إدارة سوريا في المستقبل. سينزع هذا المؤتمر مخاوف الغرب والعرب والإقليم من مجيء بدائل أكثر تطرفاً من نظام الأسد. وعلينا – نحن السوريين والسوريات – أن ندعم هذا المؤتمر بكل ما أوتينا من قوّة، فلم يبق لنا إلا أن نعتمد على ذواتنا وجهودنا الخاصّة، فما حكّ ظهرك مثلُ ظفرك.

المصدر تلفزيون سوريا


المواد المنشورة والمترجمة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة السورية.نت

قد يعجبك أيضا