“الميناء العائم” في غزة.. ما آلية إيصال المساعدات عبره؟

بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية قبل أيام عن خططها لإنشاء ميناء بحري عائم قبالة شواطئ قطاع غزة تثار تساؤلات عن الآلية التي سيتم اتباعها في عملية إيصال المساعدات الإنسانية.

ومن المقرر أن تغادر السفينة الإسبانية “أوبن آرمز” قبرص، وهي أقرب دولة في الاتحاد الأوروبي إلى غزة نهاية الأسبوع، حسبما ذكرت وكالات، اليوم السبت.

وقالت الوكالات، بينها “رويترز“، إن السفينة تأمل في استخدام طريق الشحن الذي تم افتتاحه حديثاً عن طريق البحر.

ماذا تقول “البنتاغون”؟

وفي بيان صدر من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قبل أيام قالت إن الأمر سيستغرق ما يصل إلى 60 يوماً لإكمال “الممر البحري”.

وأضافت أن العملية تحتاج إلى حوالي 1000 جندي، “لن ينزل أي منهم إلى الشاطئ”.

بدورهم أوضح مسؤولون أمريكيون أن “الميناء العائم” سيكون قادراً على استقبال السفن الكبيرة، التي تحمل الغذاء والماء والأدوية والملاجئ المؤقتة.

وستصل الشحنات الأولية عبر قبرص، حيث ستتم عمليات التفتيش الأمنية الإسرائيلية، لكن وحتى الآن من غير الواضح ما إذا كان الميناء المؤقت للولايات المتحدة والممر البحري للاتحاد الأوروبي سيعملان معاً.

أو حتى كيف سيعملان معاً، حيث لم يذكر الرئيس الأمريكي، جو بايدن ولا أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية خطط الآخر.

كيف تصل المساعدات حالياً؟

وكانت معظم المساعدات تأتي عن طريق البر عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، ومنذ ديسمبر الماضي، عبر معبر كرم أبو سالم مع إسرائيل، إلا أن وتيرة دخولها لا تزال شديدة البطء.

واشتكت الأمم المتحدة من عدة عقبات تواجهها في إدخال وتوزيع الإمدادات، منها إغلاق المعابر والقيود على الحركة والاتصالات وإجراءات الفحص الشاقة واضطرابات وطرق مدمرة وذخائر غير منفجرة.

وعلى إثر ذلك بدأت بعض الدول، منها الولايات المتحدة والأردن، في إنزال المساعدات جواً، رغم أن وكالات إغاثة تقول إن الإنزال الجوي يوفر كميات أقل بكثير مما يمكن إدخاله على الشاحنات عبر البر.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن تشغيل ممر بحري لنقل المساعدات التي تشتد الحاجة إليها إلى قطاع غزة المحاصر من قبرص قد يبدأ مطلع الأسبوع المقبل.

كيف سيعمل الميناء؟

توضح وكالة “رويترز” أن الجيش الأمريكي سيتولى بناء الرصيف البحري قبالة سواحل غزة. ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤول قوله إن سيتصل باليابسة عبر جسر مؤقت.

ومن المقرر شحن المساعدات إلى الرصيف البحري من قبرص حيث سيقوم مسؤولون إسرائيليون بتفتيشها أولاً، كما يحدث حالياً على الحدود البرية، لمنع دخول أي مواد يمكن استخدامها لأغراض عسكرية.

وتواجه بعض المناطق في غزة أزمات أكبر من غيرها، ما يعني أن عملية توزيع المساعدات قد تمثل التحدي الحقيقي للخطة المرتقبة.

ولم تتضح بعد أي تفاصيل حول كيفية التوزيع، وفق “رويترز”.

أين سيكون موقعه؟

لم تتضح هذه القضية حتى الآن، وتجدر الإشارة إلى أن معظم ساحل غزة شواطئ.

وربما لا يوجد إلا مواقع محدودة تستطيع السفن الكبيرة الاقتراب منها دون تجريفها، حسب وكالة “فرانس برس”.

وبموجب اتفاقات أوسلو للسلام عام 1993، وعدت الدول الأوروبية ببناء ميناء بحري بالقرب من مدينة غزة في شمال القطاع.

لكن الفكرة انهارت بعد انتفاضة الفلسطينيين ضد إسرائيل عام 2000، ولا يوجد الآن سوى ميناء صيد صغير هناك غير ملائم للسفن الكبيرة.

وعزلت إسرائيل شمال غزة عن جنوبه عسكرياً في السنوات السابقة ومنعت الناس من التنقل بينهما.

وتواجه قوافل المساعدات في الوقت الحالي صعوبات في عبور نقاط التفتيش الإسرائيلية من الجنوب إلى الشمال.

من سيشارك؟

في بيان صحفي مشترك أعلنت المفوضية الأوروبية وجمهورية قبرص والإمارات والمملكة المتحدة وإيطاليا وألمانيا وهولندا واليونان، تأييدها للولايات المتحدة بتفعيل ممر بحري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وقال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس إن حكومته “عملت بلا كلل” لتصميم ممر بحري إنساني “لإيصال حجم كبير من المساعدات لشعب غزة”.

تقع قبرص على بعد أكثر من 200 ميل شمال غرب غزة، ولبريطانيا وجود عسكري كبير في الجزيرة، وأعلنت بريطانيا أنها ستشارك في إجراءات شحن المساعدات.

وقال البيان المشترك إن “الوضع الإنساني في غزة مأساوي، إذ هناك عائلات وأطفال فلسطينيون أبرياء في حاجة ماسة إلى الضروريات الأساسية”.

وأضاف: “لهذا السبب، تعلن اليوم المفوضية الأوروبية وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا وجمهورية قبرص والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة عن عزمها فتح ممر بحري لتوصيل الإمدادات الإضافية التي تشتد الحاجة إليها. بكميات كبيرة من المساعدات الإنسانية عن طريق البحر”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا