النظام يزج بـ”المسيرات الانتحارية” في إدلب.. 3 أسئلة عن الأثر والمتوقع

يحاول نظام الأسد والميليشيات الموالية له تغيير المعادلة العسكرية على طول خط الجبهة مع فصائل المعارضة في شمال غرب سورية.

وبعدما كانوا يواصلون القصف بالمدفعية وراجمات الصواريخ بدا لافتاً خلال الأشهر الماضية اتجاههم للزج بنوع جديد من الأسلحة، وهو “المسيّرات الانتحارية.

وهاجمت هذه المسيرات خلال الأيام الماضية عدة مواقع في ريفي إدلب وحلب، ما أسفر عن خسائر مادية.

ووثقت تسجيلات مصورة كيف تدخل “المسيّرات” الأنفاق والدشم والمتاريس، معتمدة ذات الأسلوب المطبق في الحرب الروسية-الأوكرانية.

في غضون ذلك باتت الحسابات الموالية لنظام الأسد عبر مواقع التواصل الاجتماعي تروّج كثيراً لهذا التكتيك الجديد، مشيرة إلى أنه “تطور نوعي مشابه للحرب في أوكرانيا”.

ما نوعية المسيّرات ومن يستخدمها؟

وتأتي خطورة الهجمات من كون الطائرات الانتحارية تحلق على علو منخفض وقريب من خطوط التماس، إلى جانب السرعة التي تتمتع بها، وفقاً لمراصد محلية ونشطاء مهتمين بالشأن العسكري.

وغالباً ما تنطلق المسيرات من خطوط التماس على مسافة لا تتجاوز الـ 3 كيلو متراً، وأحياناً تكون الهجمات بأكثر من طائرة أو طائرتين بنفس التوقيت.

يوضح “أبو أمين” العامل في مرصد (80)، أنّ “المسيرات الانتحارية هي محلية الصنع بتطوير من قوات الأسد والإيرانيين”.

ويشير إلى أنّ “المقذوف أو التفخيخ المستخدم في المسيرات هو تصنيع محلي”.

ويستخدم كل من “الحرس الجمهوري” و”الفرقة 25″ التابعين لـ”الجيش النظام”، المسيرات الانتحارية والذي يرمز لها بـ(FPV)، في الهجمات ضد الفصائل العسكرية في منطقة شمال غرب سورية، بحسب المرصد “أبو أمين”.

ويقول إن “المسيرات تحلق على ارتفاع منخفض لا يتجاوز الـ 35 متراً”.

ويرافقها طائرات بدون طيّار للتصوير، ومعظم هجماتها على الخطوط الأمامية للجبهة العسكرية في ريف حلب الغربي، وإدلب الجنوبي والشرقي.

ووفق “أبو أمين” استهدفت في هجماتها “أنفاقاً وآليات”، وزادت حدة إطلاقها منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

“سلاح رخيص”

ويرى العقيد المنشق عن جيش النظام، أحمد حمادة أن “المسيرات سلاح رخيص ولا توجد مخاطر من استخدامه، لذلك يلجأ النظام لاستخدامها في هجماتها ضد الفصائل العسكرية”.

ويضيف لـ”السورية.نت”: “سلاح المسيرات انتشر استخدامه في الحروب الحديثة لأنه يؤمن مدى رمي طويل ورخيص ويحقق الأهداف”.

العقيد المنشق يقول إن “اعتماد النظام على هذا السلاح ضد الفصائل يعني أنه يعد العدة لاستهدافات كثيرة”.

ويتابع حديثه: “لأن المدفعية وباقي وسائط النار لا تصل إلى مدى طويل، فلا بد من وسائل أخرى وهي المسيرات بدلاً عن الطائرات المكلفة”.

ويتفق ما تطرق إليه العقيد المنشق مع معلومات المراصد المحلية، حيث تؤكد استخدام سلاح المسيرات من قبل قوات النظام بالتشارك مع الإيرانيين، بعيداً عن القوات الروسية التي تستخدم مسيرات خاصة بها وهي “لانسيت وزالا”.

ويعتبر حمادة أن “خبرات الطائرات الانتحارية متوفرة لدى إيران وميليشياتها فلذلك يتم استخدامها من قبل النظام”.

ووفقاً للمراصد المحلية، فإن أكثر الهجمات تؤكزت على خطوط التماس في مناطق ريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي، حيث تمركز القوات الإيرانية و”حزب الله”.

ويلفت العقيد المنشق إلى أن “عمل المسيرات يتبع لبعض أجهزة المخابرات التي تأتي بالمعلومة وبالتالي توجه الطائرة باتجاه الهدف”.

“المسيرات” تزيد توتر الحدود الأردنية-السورية.. توقعات بـ”تصعيد عسكري”

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا