باستثناء سورية ولبنان.. ثلاث دول ضمن “جغرافية الخطر” في حرب غزة

توسع دائرة الصراع هو أبرز ما يشغل المجتمع الدولي عقب الحرب التي تقودها إسرائيل في غزة منذ ثلاثة أسابيع، والتي يرجح أنها قد تطول بسبب فشل المفاوضات ورفض إسرائيل وقف التصعيد.

وباستثناء لبنان وسورية، التي ترتفع فيها احتمالات التصعيد بسبب المناوشات الحدودية مع إسرائيل، مع تجنب التورط بحرب كبيرة، إلا أن دولاً عدة بدأت باتخاذ الاستعدادات اللازمة لردع أي احتمال لوصول الصراع لأراضيها.

السعودية تتأهب

ذكرت تقارير غربية أن السعودية دخلت في “حالة تأهب”، بعد أن أسقطت صاروخاً أطلقته جماعة “الحوثي” المدعومة من إيران في اليمن، باتجاه إسرائيل.

وقالت صحيفة “بلومبيرغ” الأمريكية في تقرير لها، اليوم الثلاثاء، إن السعودية اعترضت صاروخاً “أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل، حلق فوق أراضيها”.

ونقلت عن مصادر مطلعة أن الجيش السعودي دخل في حالة تأهب بعد اشتباكات مع الحوثيين، الأسبوع الماضي، وإطلاق هذه الجماعة المدعومة من إيران صواريخ باتجاه إسرائيل.

وأضافت المصادر أن أربعة جنود سعوديين قتلوا بسبب تلك الاشتباكات، التي أشعلتها الحرب بين إسرائيل و”حماس”.

ولم تحدد المصادر توقيت إطلاق الصاروخ من اليمن لإسرائيل مروراً بالسعودية، إلا أنها أشارت إلى أن الحادثة وقعت خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وبحسب أحد المصادر فإن “البروتوكولات المرتبطة بحالة الاستعداد القصوى تم تفعيلها في الجيش السعودي، بعد إطلاق الحوثيين للصواريخ”.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، اليوم الخميس، أنه “أحبط تهديداً جوياً في منطقة البحر الأحمر”.

مضيفاً أنه “لأول مرة منذ بداية الحرب نُفذ اعتراض عملياتي من خلال منظومة حيتس الدفاعية للمدى الطويل”.

وتابع: “تم اعتراض صاروخ أرض أرض أطلِق باتجاه أراضي دولة إسرائيل من منطقة البحر الأحمر من خلال منظومة السهم- حيتس للمدى الطويل”.

وسبق أن أعلنت الولايات المتحدة أنها اعترضت 3 صواريخ فوق البحر الأحمر، كانت متجهة نحو إسرائيل.

واتهمت واشنطن المليشيات المدعومة من إيران في اليمن بالمسؤولية عن إطلاق تلك الصواريخ.

الأردن يطلب الحماية

إلى جانب السعودية، يقع الأردن ضمن دائرة الخطر، بسبب قربه الجغرافي من الحرب الدائرة في غزة، وسط تحذير مسؤوليه من مغبّة امتداد الصراع للأرضي الأردنية.

إذ طلبت عمّان من الولايات المتحدة نشر منظومة الدفاع الجوي “باتريوت” على أراضيه ومنظومة أخرى لمقاومة الطائرات المسيّرة، التي تهدده من جميع الاتجاهات.

وقال الناطق باسم الجيش الأردني العميد الركن، مصطفى الحياري، أمس الاثنين، إن الطلب المتعلق بـ”باتريوت” يرتبط بـ”التهديدات التي تحيط بنا من كافة الاتجاهات”، ومنها “الصواريخ البالستية”.

وأضاف: “باتريوت أفضل سلاح لمواجهة هذا التهديد، وخاصة أنه دفاعي ويستخدم للدفاع عن الأراضي فقط”.

واعتبر أن “القرار الاستراتيجي للمملكة الأردنية الهاشمية هو التحالف مع قوة عظمى هي الولايات المتحدة، في تحالف عمره أكثر من 72 عاماً، وسط محيط ملتهب حول الأردن”.

وأوضح أن “هذا التحالف انعكس إيجاباً على الأردن وأمنه الوطني وعلى سمعة ورفعة القوات المسلحة”.

ولدى الأردن مئات المدربين الأمريكيين في البلاد، وهي واحدة من الحلفاء الإقليميين القلائل الذين يجرون تدريبات مكثفة مع القوات الأمريكية على مدار العام.

ويعد الجيش الأردني أحد أكبر المستفيدين من التمويل العسكري الأجنبي من واشنطن، والذي يصل إلى مئات الملايين من الدولارات.

مصر ساحة محتملة

بسبب موقعها قرب الحدود مع إسرائيل وغزة، تعرضت مصر لاستهدافين اثنين أحدهما “عن طريق الخطأ”، على هامش الحرب التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة.

إذ أعلنت مصر عن انفجار “جسم غريب”، الجمعة الماضي، في مدينة طابا المصرية جنوبي سيناء، ما أسفر عن إصابة وقوع 6 إصابات.

وفي توضيح للحادثة، قال الجيش المصري إن الجسم الذي انفجر هو طائرة مسيرة بدون طيار “مجهولة الهوية”، سقطت بجوار أحد المباني قرب مشفى طابا.

وأضاف في بيان له أن الحادث “أسفر عن إصابات طفيفة العدد (6 أفراد)، وتم خروجهم من المستشفى بعد تلقي الإسعافات اللازمة”.

إلا أن إسرائيل قالت إنها على علم بوقوع “حادث أمني” قرب حدودها مع مصر، على البحر الأحمر.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري إن الضربة التي وقعت في مصر كانت نتيجة تعامل إسرائيل مع “تهديد جوي” في منطقة البحر الأحمر.

وأوضح: “رصدنا في الساعات القليلة الماضية تهديداً جوياً في منطقة البحر الأحمر. وأرسلنا طائرات هليكوبتر قتالية للتعامل مع التهديد، ويجري الآن التحقيق في الأمر”.

مضيفاً في مؤتمر صحفي أن “الضربة التي وقعت في مصر كانت نتيجة لهذا التهديد”.

وتحدث المسؤول الإسرائيلي عن رفع مستوى التنسيق مع مصر والولايات المتحدة من أجل “تعزيز الدفاعات الإقليمية في مواجهة التهديدات القادمة من منطقة البحر الأحمر”.

وسبق أن وقعت حادثة مشابهة في مصر منذ بدء التصعيد على غزة، حيث وقع انفجاران خلال أقل من 24 ساعة، قرب معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة من الجانب المصري.

وجاء ذلك بعد ساعات من دخول أول قافلة مساعدات إلى غزة، الأسبوع الماضي.

واعترفت إسرائيل حينها بمسؤوليتها عن الحادثة، وقالت إنه تم “عن طريق الخطأ”.

وبحسب بيان للجيش الإسرائيلي فإن دبابة إسرائيلية أصابت موقعاً مصرياً بالقرب من الحدود.

وقدم اعتذاره لمصر بسبب هذا “الخطأ”.

ويرى محللون أن التصعيد الحاصل يواجه خطر التوسع، خاصة في حال قررت إسرائيل بدء غزو بري لقطاع غزة.

فيما يرى آخرون أن احتمال الدخول في “صراع كبير” غير وارد حالياً، وقد يبقى في سياق المناوشات.

المصدر السورية نت
قد يعجبك أيضا