بعد رسلان..ألمانيا تحاكم “طبيباً” قام بتعذيب متظاهرين سوريين

تشهد مدينة فرانكفورت الألمانية، غداً الأربعاء، محاكمة الطبيب السوري علاء موسى، المتهم بارتكارب “جرائم ضد الإنسانية”، حيث كان يعمل بالمشفى العسكري في محافظة حمص.

وذكر “المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية” في بيان له، أمس الاثنين، أن الادعاء العام الألماني يتهم الطبيب علاء بارتكاب “جرائم ضد الإنسانية” وقتل وتعذيب معتقلين لدى النظام، حين كان يعمل في مشفى حمص العسكري قبل عام 2015.

فيما ذكرت محكمة العدل الاتحادية في بيان لها، اليوم الثلاثاء، أن المحكمة قبلت لائحة الاتهام الموجهة للطبيب السوري بارتكاب جرائم ضد الإنسانية والقتل العمد، على أن تبدأ محاكمته في فرانكفورت غداً الأربعاء، مواجهاً 8 دعاوي قضائية.

وأضاف البيان أن الادعاء العام الألماني يتهم الطبيب علاء موسى بتعذيب معتقلين في 18 حالة حين كان يعمل طبيباً في المستشفيات العسكرية التابعة لنظام الأسد، إلى جانب تهمة القتل العمد لأحد المعتقلين.

وكانت السلطات الألمانية اعتقلت الطبيب علاء.م في يونيو/ حزيران 2020 في ولاية هيسن الألمانية، عقب تحقيق استقصائي متلفز نشرته “قناة الجزيرة”، تناول لجوء عناصر وأطباء موالين لنظام الأسد، ممن يُعتقد ارتكابهم “جرائم حرب”، إلى أوروبا.

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2020، مدد المدعي العام الألماني فترة احتجاز المذكور دون توجيه اتهامات رسمية له، في حين تم توجيه الاتهام رسمياً له في يوليو/ تموز 2021.

وجاء في مذكرة التوقيف، التي ترجمها فريق “السورية.نت” أن الطبيب “علاء. م” عمل في سجن المخابرات العسكرية في مدينة حمص، وقام بتعذيب مدنيين كانوا محتجزين في سجن المخابرات العسكرية بحمص أو المستشفى العسكري هناك.

وغادر المتهم علاء. م سورية في منتصف عام 2015 ودخل ألمانيا، ثم مارس الطب فيها.

وفي تفاصيل الاتهام، أوضحت محكمة العدل الاتحادية أنه في 23 تشرين الأول 2011، تعرض أحد المعتقلين لجلسة تعذيب، بسبب مشاركته في مظاهرة ضد النظام، ثم أصيب بنوبة صرع، فطلب أحد زملائه المعتقلين من أحد الحراس إبلاغ الطبيب.

وبعد وصوله، ضرب الطبيب علاء. م المعتقل بأنبوب بلاستيكي، واستمر في ضربه وركله.

وفي اليوم التالي، تدهورت صحة المعتقل وطلب أحد المعتقلين الرعاية الطبية له، فعاد علاء هذه المرة برفقة طبيب آخر من السجن، ثم ضرب كلاهما المعتقل بأنبوب بلاستيكي أيضاً.

احتمالية السجن المؤبد

وتتجه السلطات الألمانية، مؤخراً، إلى محاكمة شخصيات سورية وصلت لأراضيها، وثبت تورطها في دعم نظام الأسد وارتكاب جرائم في سورية، ورُفعت ضدها دعاوى من بعض الضحايا.

وتأتي محاكمة الطبيب علاء عقب إصدار محكمة “كوبلنز” حكمها على  الضابط السابق في مخابرات الأسد، العقيد أنور رسلان، بالسجن مدى الحياة، في سابقة هي الأولى من نوعها.

ويعتبر رسلان أول ضابط مخابرات سوري يخضع لمحاكمة، من ضمن الضباط المتورطين في أعمال القتل والاعتقال والتعذيب، ضد المتظاهرين الذين خرجوا للشوارع ضد نظام الأسد سنة 2011.

القضاء الألماني يحكم بالسجن المؤبد على ضابط أمن انشق عن النظام

وتسود توقعات بأن يواجه الطبيب علاء حكماً مماثلاً بالسجن المؤبد، خاصة بوجود أدلة وشهادات على ارتكابه جناية القتل العمد.

وتجري المحاكمة في ألمانيا عملاً بمبدأ “الولاية القضائية العالمية”، الذي يسمح بمقاضاة مرتكبي جرائم ضد الإنسانية، بغض النظر عن جنسيتهم أو مكان ارتكاب جريمتهم.

المصدر السورية نت
قد يعجبك أيضا