هجمات الحوثيين.. واشنطن مترددة والرياض تدعو لضبط النفس بالبحر الأحمر

تصاعد التوتر في البحر الأحمر عقب تعرض سفن تجارية لهجمات من قبل جماعة “الحوثيين” اليمنية، وسط تردد الولايات المتحدة الأمريكية بالرد ودعوة السعودية لضبط النفس.

ويعتبر مضيق باب المندب ممراً حيوياً للسفن التجارية، حيث يربط بين دول الاتحاد الأوروبي وبلدان المحيط الهندي وبحر العرب وشرق إفريقيا وشرق آسيا، ما يجعله أحد الممرات الرئيسية للنفط في العالم.

وهاجم “الحوثيون” سفن تجارية في البحر الأحمر بشكل متقطع، خلال السنوات الماضية، لكن الهجمات تزايدت منذ الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وكان المتحدث باسم “الحوثيين” في اليمن، يحيى سريع، قال في تصريحات الشهر الماضي، إن جماعته ستستهدف جميع السفن التي تملكها أو تديرها شركات إسرائيلية أو التي ترفع العلم الإسرائيلي.

واستولى “الحوثيون” في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، على سفينة “غالاكسي ليدر”، والتي تعود ملكيتها إلى رجل أعمال إسرائيلي، واقتادوها مع طاقمها إلى السواحل اليمنية.

وما زالت السفينة تحت سيطرة “الحوثيين” حتى اليوم.

واعتبر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، الحادثة بأنها “خطيرة على المستوى العالمي”.

وأدان أعضاء مجلس الأمن الدولي اختطاف السفينة الإسرائيلية، وطالبوا بالإفراج عنها فوراً.

وبعد أسبوع، هاجمت مسيرة لـ”الحوثيين” سفينة “كلاندار” المملوكة لشركة “زيم” الإسرائيلية.

والأحد الماضي أعلن “الحوثيون” استهداف سفينتين إسرائيليتين عند مضيق باب المندب بالطائرات المسيرة،

وأكدت الجماعة في بيان لها أن “قواتنا البحرية مستمرة في استهداف السفن الإسرائيلية، حتى يتوقف العدوان على غزة”.

ووسط تحذيرات من تهديد حركة التجارة العالمية بسبب الهجمات، قال وزير الدفاع في جماعة “الحوثيين”، محمد ناصر العاطفي، “نطمئن كافة دول العالم أن البحر الأحمر مؤمن للملاحة البحرية ومرور السفن”.

وأضاف في تصريحات، أمس الأربعاء، أن “البحر الأحمر محرم على الكيان الصهيوني من خليج العقبة حتى باب المندب، وأي سفينة تتبع للكيان الصهيوني تتواجد في البحر الأحمر سيتم الاستيلاء عليها أو إنزال الضربات عليها”.

إحباط وتردد في أمريكا

ولم تتخذ الولايات المتحدة أي ردة فعل حول هجمات “الحوثيين”، في حين أشارت صحيفة “بوليتكو” الأمريكية إلى أن “بعض المسؤولين الأمريكيين يشعرون بالإحباط بسبب ما يعتبرونه التقليل المتعمد من إدارة بايدن لتهديد كبير للقوات الأمريكية”.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي، لم تكشف عن هويته، أن “الإدارة الأمريكية تقلل من خطورة الوضع في البحر الأحمر، من أجل تجنب تصعيد التوترات في منطقة متوترة بالفعل بسبب الصراع بين إسرائيل وحماس في غزة”.

من جابها، ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن إدارة بايدن مترددة في الرد على الهجمات، ما يعكس “الحساسية السياسية، وينبع إلى حد كبير من مخاوف إدارة بايدن بشأن قلب الهدنة الهشة في اليمن وإثارة صراع أوسع في المنطقة”.

وحسب الصحيفة فإن المسؤولين الأمريكيين يحذرون من “أن العمل العسكري هو خيار، ولم يحذفوه من على الطاولة، لكن المسؤولين يؤكدون سراً وعلناً على أن هناك فرقاً بين تفجيرات العراق وسورية، وبين هجمات الحوثيين”.

وأعلن المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر، في مؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي، أن واشنطن تجري محادثات مع شركائها من أجل “إنشاء قوة مهام بحرية لمواجهة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر”.

وأكد أن هذه القوة ستكون تحالفاً يشمل 38 دولة راغبة بذلك، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

بدورها نقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين مطلعين على التفكير السعودي قولهما أن الرياض طلبت من واشنطن ضبط النفس في الرد على الهجمات التي يشنها “الحوثيون” في اليمن.

وأضافت أن “رسالة ضبط النفس تهدف إلى تجنب المزيد من التصعيد، كون هجمات الحوثيين تأتي في الوقت الذي تسعى فيه الرياض إلى احتواء تداعيات الحرب بين حماس وإسرائيل”.

وأشارت المصادر إلى أن “السعودية تسعى إلى دفع عملية السلام في اليمن حتى مع احتدام الحرب في غزة، خشية أن تخرج عن مسارها”.

كما نقلت عن مصادر وصفتها بـ”البارزة” في “المعسكر المتحالف مع إيران”، أن “هجمات الحوثيين كانت جزءاً من مسعى للضغط على واشنطن لحمل إسرائيل على وقف الهجوم على غزة”.

ويشهد قطاع غزة منذ شهرين قصفاً إسرائيلياً غير مسبوق، ما أدى إلى دمار واسع في القطاع ومقتل أكثر من 17 ألف مدني و إصابة 46 ألف شخص، حسب إحصائية وزارة الصحة الفلسطينية، أمس الخميس.

المصدر السورية. نت
قد يعجبك أيضا