بعد يوم وليلة طويلة.. ماذا تخبرنا نتائج الانتخابات التركية؟

عاشت تركيا يوماً وليلة طويلة، في ظل استمرار عمليات فرز الأصوات ومشارفة “الهيئة العليا للانتخابات” على حسم النتائج الأولية في الساعات المقبلة.

وتشير المعطيات والأرقام المتاحة رسمياً حتى الآن إلى أن البلاد باتت تقبل على جولة إعادة بين مرشحي الرئاسة التركية، رجب طيب أردوغان والمعارض كمال كلشدار أوغلو.

ومع ذلك يمكن أن تحصل “مفاجآت”، حسب ما يرى مراقبون.

وشاركت “الهيئة العليا” آخر بياناتها، صباح الاثنين، وأظهرت تصدّر أردوغان المنافسة الرئاسية بنسبة 49.40 في المئة.

أما كلشدار أوغلور حاز على نسبة 44.96 في المئة.

وأعلن رئيس “الهيئة” أحمد ينير أن هناك 27 صندوق اقتراع غير مفتوح في تركيا.

وقال إن النسبة التي استقرت على المرشح الرئاسي الثالث سنان أوغان تبلغ 5.2 بالمئة.

وكان الرئيس أردوغان قد خرج في خطاب مع زوجته على الشرفة في العاصمة أنقرة منتصف ليلة الأحد-الاثنين.

واعتقد أنه يمكن الفوز بالجولة الأولى، وأعلن استعداده في ذات الوقت خوض الجولة الثانية إن قادت المؤشرات إليها.

أما بالنسبة لتحالف المعارضة والمرشح المنافس كلشدار أوغلو فقد خرج في بيان مع زعماء “الطاولة السداسية”.

وأعلن الزعماء استعدادهم أيضاً لخوض الجولة الثانية، في وقت كانت تشير تصريحاتهم يوم الأحد إلى أنهم “متقدمون”.

“مفاجآت”

وحملت نتائج انتخابات الرئاسة والبرلمان خلال الساعات الماضية عدة “مفاجآت”.

وتمثلت بصعود الأحزاب القومية، وخاصة “حزب الحركة القومية” حليف أردوغان في البرلمان.

بالإضافة إلى “حزب الرفاه من جديد” الذي يتزعمه فاتح أربكان والمتحالف مع الرئيس التركي في “تحالف الجمهور”.

في غضون ذلك بدا لافتاً النسبة التي حصل عليها المرشح الثالث سنان أوغان، وهي 5 بالمئة.

ويرى مراقبون أن أوغان “سيكون لاعباً أساسياً في حسم الجولة الثانية”، وهو ما أكد عليه أيضاً عبر تصريحات صحفية ومن خلال حسابه الشخصي في “تويتر”.

وأظهرت النتائج أن الناخبين الذين عارضوا كلا التحالفين (الحاكم والمعارض) فضلوا أوغان.

ورغم تراجع أصوات “حزب العدالة والتنمية” بـ29 مقعداً عن انتخابات 2018، فاز تحالفه “الجمهور” بالأغلبية في البرلمان أيضاً.

وإذا انتقلت الانتخابات إلى الدور الثاني، وهو ما يتوقعه صحفيون وقادة أحزاب سياسي فسيخوضها تحالف الحزب الحاكم بميزة الأغلبية البرلمانية.

وبينما لوحظ أن التضخم المرتفع وغلاء المعيشة تسبب في خسارة “حزب العدالة والتنمية” للأصوات في العديد من المدن، لا سيما في المناطق الحضرية مثل أنقرة واسطنبول وإزمير، فقد تمكن الحزب الأول من الظهور في غالبية المحافظات التي تضم 6 محافظات، متضررة بفعل زلزال شباط الماضي.

وفي حين انخفضت أصوات حزب العدالة والتنمية بنحو 7 في المئة، فاز تحالف الجمهور بالأغلبية في البرلمان بدعم من حزب الرفاه وحزب الحركة القومية، اللذين احتفظا بأصواتهما إلى حد كبير.

ماذا عن المعارضة؟

وتشير نتائج انتخابات البرلمان إلى أن “حزب الديمقراطية والتقدم” الذي يرأسه علي باباجان و”حزب السعادة” و”الحزب الديمقراطي” دخلوا في البرلمان.

لكن ومع ذلك لم يخلق هذا الأمر قفزة كبيرة في أصوات “حزب الشعب الجمهوري”، الموجودين ضمن قوائمه.

وتراجعت أصوات حزب “اليسار الأخضر”، الذي دخل الانتخابات في ظل تحالف “العمل والحرية”، بسبب دخول “حزب العمال التركي”، الذي كان عضواً في التحالف، الانتخابات في المحافظات الغربية بقائمة منفصلة.

وتكشف نتائج الانتخابات أنه لم يكن هناك تغيير كبير في معدل تصويت “حزب الجيد” القومي مقارنة بانتخابات 2018.

وإذا تقرر إجراء جولة ثانية في الانتخابات الرئاسية في 28 مايو، سيبدأ التقويم الانتخابي لها يوم الاثنين 15 مايو، فيما سيتم الإعلان عن النتائج المؤقتة في 29 مايو.

وفي 1 يونيو يتم إعلان النتيجة النهائية رسمياً عبر الجريدة الرسمية ووسائل الإعلام.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا