بوتين في تركيا.. هل تنجح مساعي أردوغان لإقناعه بصفقة الحبوب؟

قالت “الرئاسة التركية” إن الجانبين الروسي والتركي اتفقا على زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى تركيا.

وفي بيان لها، اليوم الأربعاء، قالت الرئاسة التركية إن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي.

وأضافت أن الجانبين اتفقا خلال المكالمة على زيارة بوتين لتركيا.

ولم يحدد البيان موعد الزيارة بدقة، إلا أن تقارير تركية توقعت أن تكون خلال شهر أغسطس/ آب الجاري.

وكان الرئيس التركي أعلن في يوليو/ تموز الماضي، أنه يستعد لاستضافة بوتين في تركيا الشهر المقبل (أغسطس)، لبحث ملفات عدة، من بينها تمديد “صفقة الحبوب” بين روسيا وأوكرانيا في البحر الأسود.

“صفقة الحبوب”

بحسب بيان الرئاسة التركية، شدد أردوغان خلال مكالمته الهاتفية مع بوتين، على أهمية اتفاقية البحر الأسود، بوصفها “جسر سلام”.

ودعا إلى “عدم اتخاذ خطوات لتصعيد التوترات خلال الحرب الروسية- الأوكرانية”.

واعتبر أردوغان أن “الإغلاق طويل الأمد لمبادرة البحر الأسود لن يفيد أحداً، وأن الدول المحتاجة إلى الحبوب وذات الدخل المنخفض هي الأكثر معاناة”.

وأشار إلى أن أسعار الحبوب التي انخفضت سابقاً بنسبة 23%، زادت بنسبة 15% خلال الأسبوعين الماضيين، أي منذ انسحاب روسيا من الاتفاقية.

ولا تزال الجهود الدولية مستمرة من أجل إحياء “صفقة الحبوب” بين روسيا وأوكرانيا، بعد إعلان موسكو انسحابها رسمياً من الصفقة، وطرحها شروط للموافقة على الانضمام مجدداً.

واعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن صفقة الحبوب بصيغتها الحالية “فقدت معناها”، وحدد عدداً من الشروط.

وتشترط روسيا من أجل العودة للاتفاقية رفع العقوبات الغربية المفروضة على بعض القطاعات الروسية.

وتطالب بإعفاء توريدات الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية من العقوبات، واستئناف توريدات المكونات وقطع الغيار للمعدات الزراعية.

كما طالبت بحل القضايا المتعلقة بتأمين السفن والصادرات الروسية، واستئناف كافة العمليات اللوجستية وضمان توريدات الأسمدة من روسيا “دون أي عائق”.

وتم توقيع الاتفاقية المذكورة في يوليو/ تموز 2022، بين روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، من أجل استئناف صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية، لحل أزمة الغذاء العالمية التي نشبت حينها.

دور “حاسم” لتركيا

في مقال رأي نشرته صحيفة “ذا ناشيونال”، الأسبوع الماضي، تحدثت فيه عن تنامي الدور التركي في المرحلة الراهنة لإنقاذ صفقة الحبوب.

وأشار إلى أن تركيا ستلعب “دوراً حاسماً”، ليس فقط بسبب موقعها المركزي في الجغرافيا السياسية للبحر الأسود، ولكن أيضاً بسبب دورها في سلسلة توريد القمح في الشرق الأوسط.

وبحسب الصحيفة ساعد الجزء الذي حصلت عليه تركيا من صفقة الحبوب بضمان الأمن الغذائي للعراق وسورية واليمن.

وذلك نظراً لدور أنقرة “الحاسم” في سلاسل الإمداد الغذائي في الشرق الأوسط.

واعتبرت أنه “من الضروري تسليم القمح الكافي إلى أنقرة لضمان إمدادات الخبز الكافية في دول الشرق الأوسط الأكثر ضعفاً”.

وفي حال اختارت أوكرانيا مواصلة صادراتها من الحبوب في البحر الأسود، حتى بعد انسحاب روسيا، فإن تركيا قد تقوم بدور المرافقة والتفتيش، حسب المقال.

لكن “من غير الواضح حتى اللحظة ما إذا كانت موسكو ستخاطر بمواجهة بحرية مع أنقرة، ومن غير الواضح أيضاً ما إذا كانت أنقرة مستعدة للمخاطرة”.

وختم المقال بقوله: “إن تركيا هي الحلقة التي لا غنى عنها في سلسلة توريد القمح في الشرق الأوسط”، خاصة بالنسبة لسورية والعراق واليمن.

المصدر السورية نت
قد يعجبك أيضا