“بيئة تعليمية متكاملة”.. “المدارس النموذجية” تفتح أبوابها في ريف حلب (صور)

“كانت المدرسة فرصة أكبر مما توقّعت”، تقول أم بدر، وهي سيدة تهجرت مع عائلتها قبل نحو أربع سنوات إلى مدينة اعزاز شمالي حلب، وتضيف: “اهتمام بالطلاب من كل النواحي.. سجلت أولادي بمدارس خاصة، بس ما لقيت كل هذا الاهتمام متل المدارس النموذجية”.

تتحدث أم بدر عن تجربة تسجيل طفليها في مدارس “المنتدى السوري” النموذجية الخاصة في اعزاز، وهي ربة الأسرة اليوم بعد أن توفى زوجها قبل سنواتٍ قليلة.

ولم تكن تعلم أن ابنها “بدر” وهو في الصف الثالث الابتدائي، سيحظى بكل هذه الرعاية في مدرسة مجانية، إذ غلب طابع الاهتمام من وجهة نظرها لدى المدارس الخاصة المدفوعة الأجر.

“بدر” واحد من مئات الطلاب الذين توجّهوا بدءاً من 17 سبتمر/أيلول الماضي إلى مدارس “المنتدى السوري” النموذجية الخاصة في اعزاز.

وافتتح “المنتدى السوري“، في مدينة اعزاز مدرستين، تضم الأولى طلاباً من الصف الأول إلى الصف الرابع، والثانية مخصصة للإناث من الصف الخامس وحتى العاشر، فيما شرعت بإنشاء مدرسة مماثلة في جرابلس تضم المرحلتين من الصف الأول حتى السادس (مختلط)، ومن الصف السابع حتى التاسع للإناث فقط، ومدرسة في اعزاز للمرحلتين الإعدادية والثانوية.

تقول أم بدر لـ”السورية.نت”، إن انبها “بدر متحمس جداً للتعليم في المدرسة بسبب المتابعة وتوفير شتى وسائل التعليم المناسبة والحديثة”.

وحول تسجيل طفليها، أشارت إلى أنها شاركت باستبيان أعده فريق تابع للمدرسة وبعدها جاءت نتيجة قبول طفليها بالمدرسة.

ويعد الطلاب الأيتام الفئة الأكبر في مدارس المنتدى السوري النموذجية، على اعتبارهم من الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع.

ماذا يميز المدارس النموذجية؟

يوضح حذيفة تفكنجي، وهو مدير برامج التعليم في “المنتدى السوري”، أن “مدرستي المنتدى في اعزاز تستوعبان حوالي 400 طالب، كل مدرسة 200 طالب، وهي أرقام مدروسة لتحقيق جودة عالية من التعليم، وتقديم الخطة الدرسية بشكل نموذجي وفعّال”.

وعلى عكس غالبية المدارس في منطقة شمال غرب سورية، تفتح المدارس النموذجية أبوابها لفوجٍ واحد، وذلك بحسب “حذيفة” لتأخذ العملية التعلمية حقها الكامل من دروس ألعاب الذكاء وبلغات أجنبية، والأنشطة اللاصفية، واختبارات العلوم والحاسوب، إلى جنب باقي المواد التقليدية.

من دروس الحاسوب والتكنولوجيا في مدارس “المنتدى السوري” النموذجية

تقدم المدارس كفاية كاملة للطلاب، بحسب محدثنا “حذيفة”، تبدأ من تأمين المواصلات للطلاب من وإلى المدرسة، إلى جانب تأمين اللباس المدرسي الموحّد ووجبات الإطعام والقرطاسية والحقائب كل فصل، وكذلك سلل النظافة، دون أي مقابل مادي.

ويتحدث “حذيفة” لـ”السورية.نت” عن “جهود بالغة تبذلها المدارس على صعيد اللغة، من خلال دمجها في المواد التعليمية الأخرى والمقررات، وعدم الاقتصار على المنهج الدراسي فقط”.

لباس موحد ومواصلات وقرطاسية تأمنها المدراس النموذجية لطلابها

“الخروج عن التعليم التقليدي”

يوضح قصي السبع، وهو مدير مدرسة “المنتدى السوري” النموذجية في اعزاز، يوضح أن “المدرسة تحاول، خلق بيئة تعليمية متكاملة يوجد فيها كل ما يلزم لجعل المدرسة محببة ومرغوبة من قبل الأطفال فيلعب ويمرح ويتعلم”.

ويشير إلى أن “من التحديات الكبيرة كان الخروج عن الإطار التقليدي السائد في المدارس والتعليم بشكل عام، إلى السعي على العمل بجدية ونشاط ومثابرة والانتقال التدريجي إلى تحقيق مستويات عليا في التفكير النقدية، من خلال التركيز على عدة نقاط رئيسية، وهي انتقاء كوادر بمعايير عليا ومحددة جدًا تمتلك الروح والنشاط بالإضافة للخبرة والشهادة العلمية، والعمل على إنشاء اكاديمية تدريب المعلمين حتى يتم التركيز على الجوانب اللازمة والضرورية، وتدريب المعلمين على الاستراتيجيات الحديثة التي يجب تطبيقها فعليا داخل مدارس المنتدى النموذجية الخاصة، والسعي الجاد على تحسين الواقع المعيشي للمعلم الذي يعاني الكثير من الإرهاصات والأزمات”.

وتقدم المدارس خدمات الدعم النفسي والتوعوي والإرشادي الجماعي المجدول ضمن خطة عام دراسي كامل وفردي بعد رصد حالات بحاجة إلى تدخل مباشر وتنسيق وزيارات لأولياء الأمور.

وحول أبرز الأدوات التي تطبقها “مدارس المنتدى النموذجية” لـ”الخروج عن التعليم التلقيدي”، يوضح “قصي”: “جعل الطفل متفاعلًا مع المادة العلمية وليس فقط متلقيًا لها من خلال، وااستخدام طرق تدريس تفاعلية يكون فيها الطفل محور العملية التعليمية، إلى جانب الاهتمام بالأنشطة اللاصفية الهادفة الى تحقيق غايات تربوية وتعليمية هادفة من خلال صالات الانشطة والرحلات العلمية وزيارة المعارض”.

ويضيف عنها: “التركيز على ألعاب الذكاء كوسيلة لتحفيز مهارات التفكير العليا لدى الأطفال وعدم الاكتفاء بتحقيق الهدف العام من المرحلة والمقتصر بالقراءة والكتابة والعمليات الحسابية”.

“دمج التعليم بالتكنولوجيا”

تهدف المدارس وفقاً لـ”قصي”، إلى “تحسين المناهج من خلال دمجها بالتكنولوجيا من خلال شاشات تفاعلية وإجراء التجارب العلمية وإضافة منهاج المعلوماتية والحساب الذهني وألعاب العقل والذكاء من الصف الأول”.

ومن أجل تحقيق هذه الخطة، يقول لـ”السورية.نت” إنّهم وضعوا “خطة درسية خاصة بمدارس المنتدى النموذجية الخاصة تراعي المناهج الخاصة بسياسة المدرسة (المواد الجديدة التي تم إدخالها) كحصص المطالعة والحساب الذهني والمعلوماتية والأنشطة اللاصفية”.

مجمع تعليمي

تهدف خطة “المنتدى السوري” إلى إحداث 10 مدارس نموذجية منتشرة في ريفي حلب الشمالي والشرقي، نظراً لحالة الاستقرار في المنطقة، إلى جانب استقبالها عدد كبير من النازحين والأيتام، وفقاً لـ”حذيفة”.

مدرستان إضافيتان قيد التجهيز في ريف حلب

ويشير لـ”السورية.نت”، إلى أن “الخطة تتضمن إنشاء مجمع تعليمي متكامل في مدينة اعزاز يضم ثلاث مدارس للحلقات الدارسية جميعها، إلى جانبها مركز لدعم الأسرة وأكاديمية لتأهيل وتدريب المعلّمين”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا