تصريحات متتالية تعارض العملية التركية..هل تعكس الموقف الأمريكي

تتالت التصريحات الأمريكية حيال العملية العسكرية التركية (المخلب السيف) ضد “قوات سوريا الديمقراطية”، و”حزب العمال الكردستاني” في سورية والعراق.

وركزت التصريحات الأمريكية حول تأثير العملية التركية على محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”(داعش)، إضافة إلى مطالبات بوقفها ومعارضتها في تصريحات أخرى بذريعة زعزعة الاستقرار.

بالمقابل تركيا مستمرة بضرباتها الجوية الأولى من نوعها، تزامناً مع تهديداتها بشن عملية عسكرية برية.

معارضة للقصف..تركيا تدافع عن أمنها القومي

أوضح المحلل السياسي حسن النيفي في حديثه لـ”السورية نت”، أن القصف التركي “جعل الدول في حرج حقيقي، فهي لا تستطيع أن تمنع تركيا من العملية الجوية بعد تفجير إسطنبول، ولا تستطيع أن تبيح لها العملية البرية”.

وتركيا هي من “يتمتع بالورقة الأقوى”، وترى أن لديها كل الحق في الهجوم الجوي، وطالما هناك منع من الدول لعملية برية مقبلة ستكثف من ضرباتها، ما يحرج موقف الولايات المتحدة، حسب النيفي.

وبدأت العملية فجر الأحد الماضي، واستهدفت 471 موقعاً بحسب الدفاع التركية، منها أهداف استراتيجية واقتصادية، ومواقع تقصفها تركيا للمرة الأولى.

وتعتبر تركيا عملية “المخلب السيف” في إطار حماية أمنها قومي، بعد مقتل 6 أشخاص وإصابة 53 آخرين، في تفجير شارع الاستقلال السياحي وسط إسطنبول.

رفض تام للعملية البرية

تتالت التصريحات التركية بشأن بدء العملية البرية في سورية، آخرها تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة.

إذ قال في رسالة مصورة إلى “ملتقى رواد الأعمال في تركيا وحفل توزيع جوائز ريادة الأعمال التاسع” المنعقد في إسطنبول:”سنلقّن المتحالفين مع التنظيمات الإرهابية درساً مهمّاً في العام المقبل”، مشيراً إلى أن حكومته لن “تتسامح مع الإرهاب ولن نتخلى عن حقّ الطفلة الشهيدة التي راحت ضحية تفجير تقسيم”.

وخلال اجتماع المجموعة البرلمانية لـ “حزب العدالة والتنمية”، أول أمس الأربعاء، كان الرئيس التركي قد قال  إن بلاده ستواصل غاراتها الجوية في شمال سورية، وستدعمها بعملية برية عندما يحين الوقت.

لكن الولايات المتحدة وروسيا، بحسب الباحث حسن النيفي “لن توافق على العملية التركية البرية، وهي حتى الآن مازالت الضغوطات لمنع العملية البرية، وتحاولان ثني تركيا عن توسيع الضربات الجوية”.

بالمقابل وسع الطيران التركي غاراته في اليومين الأخيربن، واستهدف مناطق حيوية تسيطر عليها “قسد” منها، محطة تل عودة النفطية شرق القحطانية.

إضافة إلى معمل الغاز في قرية جل آغا بريف المالكية، وحقل علي آغا النفطي في ريف اليعربية، وخزان تجميع نفط قرب معمل الغاز في السويدية شمال شرقي سورية، ومحطة دجلة النفطية في مدينة الجوادية (جل آغا).

بينما كانت الضربات التركية قيل عملية (السيف المخلب) تقتصر على استهداف مواقع وأهداف انتقائية عبر الطيران المسير، منها سيارات قادة “قسد”.

التصريحات الأمريكية

ومنذ بدء العملية التركية الجديدة، صرح مسؤولون أمريكيون بموقف بلادهم، آخرهم المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر.

وقال رايدر الأربعاء، إن “وزارة الدفاع قلقة للغاية من هذا التصعيد (…) الذي يهدد تقدم التحالف الدولي ضد تنظيم (داعش)، الذي تم إحرازه على مدى سنوات لتقويض وهزيمة التنظيم”.

وأضاف رايدر في بيان لـ”البنتاغون” أن الضربات التركية في سورية هددت بشكل مباشر سلامة الأفراد الأمريكيين الذين يعملون هناك، معتبراً أن التهدئة الفورية ضرورية للتركيز على هزيمة تنظيم “الدولة”.

وفي تصريح لوكالة “رووداو”، قال متحدث باسم “البنتاغون” إن الدفاع الأمريكية تواصل معارضتها “لأي نوع من العمليات العسكرية التي تتسبب في الإخلال باستقرار سورية”.

وتضمن رد  متحدث باسم الخارجية الأمريكية على استفسار وكالة “رويترز” حول العملية، بأن بلاده تعارض أي عمل عسكري يزعزع استقرار الوضع في سورية”.

وسبق ذلك دعوة منسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، بريت ماكغورك، التوقف عن زعزعة الاستقرار في شمالي سورية، واصفاً الوضع بـ “الصعب”.

وفي تصريح لنائبة السكرتير الصحفي لـ”البنتاغون”، سابرينا سينغ، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، مساء الثلاثاء الماضي، قالت إن بلادها تدعو لوقف التصعيد من “جميع الأطراف”.

بينما قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، في إحاطة عبر تطبيق “زووم”، إن تركيا تواجه تهديدً إرهابياً على حدودها، ولها الحق في الدفاع عن نفسها.

قد يعجبك أيضا