تعيينات عسكرية جديدة في قوات الأسد.. إجراء روتيني أم إعادة هيكلة؟

أجرى رأس النظام السوري، بشار الأسد، خلال الأيام الماضية، سلسلة تغييرات في المؤسسة العسكرية عبر تعيين وزيراً جديداً للدفاع برتبة لواء قبل ترقيته إلى رتبة عماد، إضافة إلى تعيين ضباط آخرين، ما فتح باب التساؤلات حول التوقيت والأسباب.

البداية كانت مع تعيين اللواء علي محمود عباس، وزيراً للدفاع خلفاً لعلي عبد الله أيوب.

وينحدر عباس، الذي وُلد سنة 1964، من قرية إفرة في وادي بردى بريف دمشق، وانتسب إلى الكلية الحربية اختصاص مدرعات في 1983.

تدرج عباس في الرتب العسكرية بدءاً من رتبة ملازم في 1985، وحتى ترقيته إلى رتبة اللواء مطلع 2018، قبل صدور مرسوم، السبت الماضي، وينص على ترقيته إلى رتبة “عماد”.

وتزامن ذلك مع تعيين الأسد اللواء عبد الكريم محمود إبراهيم رئيساً لـ”هيئة الأركان العامة”، بعد أربع سنوات من شغور المنصب.

وينحدر إبراهيم من قرية أرزونة في محافظة طرطوس، ولم يسبق وأن تردد اسمه خلال السنوات الماضية، فيما لم يعرف المناصب التي كان يشغلها سابقاً.

كما عين الأسد اللواء مفيد حسن نائباً لرئيس هيئة الأركان العامة، بعد أن كان يشغل منصب قائد الفيلق الأول ورئاسة اللجنة الأمنية والعسكرية جنوبي سورية، منذ شهر يونيو/ حزيران 2021.

وينحدر اللواء مفيد من قرية بشلاما التابعة لمنطقة القرداحة، في محافظة اللاذقية.

وآخر التعيينات كانت تعيين اللواء “أيوب إبراهيم حمد” قائداً للفيلق الأول، والذي ينحدر من قرية بعرين بمنطقة مصياف في محافظة حماة.

وتدرج اللواء أيوب في عدة مناصب في قوات الأسد، منها قائد الفرقة الثانية، ثم رئيس أركان الفيلق الأول، قبل أن يتم تعينه قائداً للفيلق، حسب موقع “السويداء 24”.

ما وراء التعيينات الجديدة؟

وأثارت التعيينات الجديدة تساؤلات حول توقيتها والأسباب وراءها، خاصة تلك التي تتعلق بتعيين وزير الدفاع، وحول أحقيته بتسلم المنصب، في ظل وجود ضباط أقدم منه في التراتبية العسكرية.

واعتبر الباحث في معهد الشرق الأوسط، تشارلز ليستر، أن عائلة الأسد “تحاول السيطرة على الجيش من خلال ضباط الفرقة الرابعة، التي يقودها ماهر الأسد شقيق بشار”.

وقال ليستر، عبر حسابه في “تويتر”، إن وزير الدفاع الجديد يعتبر “القائد الفخري للفرقة الرابعة”، وإن تعيينه “سيطرة عائلة الأسد على الجيش السوري عبر استخدام الوكيل المفضّل لماهر الأسد”.

بدوره وصف الباحث في مركز “عمران للدرسات الاستراتيجية”، محسن المصطفى تعيين وزير الدفاع بأنه “غير منطقي”.

وقال عبر حسابه في “تويتر” إن “اللواء علي محمود عباس ليس أقدم رتبة بعد العماد علي أيوب، مضيفاً: “يوجد أقدم منه عدد كبير من الألوية في الجيش، كما أنه لم يسبق له أن تولى قيادة فرقة عسكرية أو فيلق أسوة ببقية الوزراء، منذ عهد العماد أول مصطفى طلاس”.

“تجاوز 17 رتبة”

ويقول العقيد المنشق عن النظام السوري، عبد الجبار العكيدي، إن الأسد “تجاوز 17 رتبة أقدم من رتبة وزير الدفاع الحالي”.

وأضاف العكيدي لموقع “السورية.نت” أنه في النظام العسكري يجب أن يكون وزير الدفاع من أقدم الرتب العسكرية، وأنه لا يجب تجاوز ذلك.

وأشار إلى أن الأسد تجاوز 17 ضابط أقدم من وزير الدفاع، مثل اللواء جمال شحود وصالح العلي وسليم الحربا. وهؤلاء كانوا رؤساء أركان.

واعتبر العكيدي أن الأسد “يحاول إعادة ترتيب الهيكلية العسكرية، عبر التخلص من الشخصيات التي لها قدم عسكري، وتعتبر نفسها أقدر منه في التراتبية العسكرية”.

كما أنه يحاول “تعيين أشخاص يدينون له بالولاء المطلق”، بحسب تعبيره.

ونفى العكيدي أن تكون التعيينات الجديدة مرتبطة بمجزرة التضامن، التي كشفت عنها صحيفة “الغارديان”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا