تقارب تركيا والأسد.. التحضير للقاء الرؤساء وتمسك تركي بالبقاء

شهد ملف التقارب بين تركيا ونظام الأسد تطورات متسارعة خلال الساعات الماضية، أبرزها انعقاد اجتماع جديد لوزراء الدفاع وأجهزة استخبارات البلدين في موسكو، اليوم الثلاثاء.

وفي بيان حول نتائج الاجتماع، قالت وزارة الدفاع التركية إن الاجتماع الرباعي بحث سبل تكثيف الجهود لإعادة اللاجئين السوريين إلى أراضيهم، كما بحث سبل مكافحة كافة “التنظيمات الإرهابية” والمجموعات المتطرفة على الأراضي السورية.

وأضافت: ” تم بحث خطوات ملموسة تتعلق بتطبيع العلاقات بين تركيا وسورية”.

وعلى هامش الاجتماع، تصاعدت التصريحات التركية حول المحادثات وملف التقارب ككل، وسط تلميحات إلى إمكانية اجتماع الرؤساء قريباً، وبالتحديد قبل الانتخابات التركية الشهر المقبل.

تمسك تركي بالبقاء

وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قال في لقاء متلفز مع قناة “TV 100″، مساء أمس الاثنين، إنه يجري العمل على تحديد موعد للقاء الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد.

وأضاف أن هذا اللقاء يحتاج لتحضيرات كبيرة، أبرزها اجتماع وزراء الخارجية تمهيداً للقاء الرؤساء.

وتحدث جاويش أوغلو عن مواعيد عدة مقترحة، أحدها كان في 1 مايو/أيار المقبل، أي قبل موعد الانتخابات الرئاسية التركية المزمع انعقادها في 14 من الشهر ذاته، مشيراً إلى أن هذا الموعد غير متفق عليه بعد، كونه يتعارض مع زيارة سيجريها الرئيس الإيراني لدمشق خلال تلك الفترة.

وتابع: “نعم احتمال اللقاء قائم، لكن يجب أولاً تحضير خارطة طريق لهذا اللقاء، تتضمن عدم فرض شروط مسبقة ودراسة المرحلة السياسية ومكافحة الإرهاب وإحلال الاستقرار في سورية”.

واعتبر وزير الخارجية التركي أن شروط النظام في المحادثات “غير مناسبة”، خاصة فيما يتعلق بانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، لافتاً عدم وجود نية لبلاده للانسحاب خلال الفترة القريبة المقبلة.

وقال: “انسحابنا من شمال العراق وشمال سورية يعني توقف عملياتنا العسكرية ضد الإرهاب واقتراب الإرهابيين من حدودنا، وهذا يشكل تهديداً لأمننا القومي”.

ماذا يعني “لقاء الأربعة” بموسكو؟

تنعقد، اليوم في موسكو، محادثات رباعية، تجمع وزراء دفاع تركيا والنظام وروسيا وإيران، هو الثاني من نوعه منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تحضيراً لاجتماع وزراء الخارجية.

وفي تقرير لقناة “TRT” التركية، قالت إن هذا الاجتماع يضم العديد من النقاط المهمة لضمان السلام في المنطقة، أبرزها مكافحة الإرهاب.

وأضافت نقلاً عن خبراء، أن تصريحات وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، قبل الاجتماع تُظهر أن أنقرة ستعود من الاجتماع برسائل “إيجابية”.

وقال كعان كوتلو أتاش، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة مرسين لـ “TRT”، إن عملية التطبيع العربي مع نظام الأسد، مهدت الطريق لسيناريو مماثل يجري الحديث عنه بصوت عالٍ على خط أنقرة- دمشق.

وأضاف أن تركيا ستستخدم قدمها الدبلوماسية بقوة، بصفتها الطرف الذي يخطو خطوة في عملية التطبيع، خارج إطار محادثات “أستانة”، التي تضم روسيا وإيران أيضاً.

وأشار إلى أن اجتماع وزراء الدفاع في موسكو اليوم، سيخرج بنتائج “مهمة”، تتعلق بأمن تركيا ومحاربة “الإرهاب” على حدودها مع سورية.

وبالتالي فإن تركيا لن تستخدم ملف مكافحة الإرهاب كورقة مساومة ضد النظام السوري، بحسب أتاش، بقوله: “ستتم السيطرة على القضايا المتعلقة بالإرهاب، وستلتزم تركيا بعدم استخدام هذا الملف كورقة مساومة ضد النظام”.

المصدر السورية نت
قد يعجبك أيضا