“تقدم ملحوظ”.. إيران تغرّد خارج “مطبات” المحادثات بين تركيا والأسد

رغم ما يشهده هذا الملف من “تعقيدات” أشار لها مسؤولو البلدين، تتحدث إيران عن إحراز تقدم في سير المحادثات بين تركيا ونظام الأسد، وترحب في الوقت ذاته بتطبيع العلاقات بين البلدين باعتباره ينعكس على أمن المنطقة ككل.

جاء ذلك على لسان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، خلال مؤتمر صحفي مع وزير خارجية النظام، فيصل المقداد، في دمشق أمس الأربعاء.

تفاؤل بغير مكانه

وكان عبد اللهيان رحب، أمس الأربعاء، بالجهود المبذولة لتطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري، برعاية روسية.

وقال خلال المؤتمر الصحفي إن سير المحادثات يشهد تقدماً، خاصة بعد الاجتماع الرباعي الذي انعقد في موسكو في أبريل/ نيسان الماضي.

وأضاف: “أكد جميع المشاركين في الاجتماع في موسكو على أهمية احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها”.

مردفاً أن “إقامة علاقات حسن جوار بين دمشق وأنقرة سيساعد على خلق مناخ إيجابي في المنطقة”.

وتأتي تصريحات الوزير الإيراني في وقت يشهد فيه هذا الملف “تعقيدات” دون إحراز أي تقدم منذ لقاء وزراء الخارجية في موسكو، في مايو/ أيار الماضي.

ويشير المشهد السياسي الأخير، وما تضمّنه من تصريحات ومواقف، إلى أن مسار المحادثات بين تركيا ونظام الأسد يواجه عراقيل عدة، رغم الحديث الروسي عن التنسيق لعقد لقاء يجمع أردوغان والأسد.

فمن جهة يؤكد النظام أن أي ليونة سيقدمها للجانب التركي من أجل عودة العلاقات، ترتبط بشكل رئيسي بالانسحاب الفوري والعاجل للقوات التركية من الأراضي السورية.

ومن جهة أخرى، تعتبر تركيا أن هذا الشرط “لا معنى له”، مؤكدة عدم وجود نية لديها للانسحاب في المستقبل القريب، إلا في حال اختفاء “التهديد الإرهابي” من حدودها مع سورية.

الأسد و”حتمية” الانسحاب

خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني، اليوم الخميس، أكد رئيس النظام السوري بشار الأسد، أن أي تقدم نحو التطبيع مع تركيا سيكون مرهوناً بالانسحاب التركي من سورية.

وأبلغ الأسد الوزير الإيراني بـ”موضوع الانسحاب التركي من الأراضي السورية وحتمية حصوله كشرط لا بد منه لعودة العلاقات الطبيعية بين دمشق وأنقرة”.

وكذلك، أشار وزير خارجية النظام، فيصل المقداد، خلال المؤتمر الصحفي، أمس، إلى الشروط التي يجب على تركيا استيفائها من أجل إقامة علاقات مع سورية.

وأضاف: “لكي تعود علاقاتنا إلى طبيعتها، يجب انسحاب القوات التركية من كافة الأراضي السورية”.

واعتبر أن مسألة “الجماعات الإرهابية” هي عقبة أخرى أمام استعادة العلاقات الثنائية.

وقال المقداد: “على أنقرة أن تضع حداً لأنشطتها التخريبية في سورية”.

وصدرت مؤخراً تصريحات منفصلة عن وزير الدفاع التركي ووزير دفاع النظام، تشير لوجود شرخ في المفاوضات بين الجانبين.

إذ قال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، إن بلاده “تريد السلام في سورية”، لكن لديها “حساسيات” تتعلق بأمن حدودها.

وأضاف في حوار مع صحيفة “صباح“، الشهر الجاري، “من غير المعقول أن نغادر دون ضمان أمن حدودنا وشعبنا”.

في إشارة منه إلى عدم وجود نية لدى بلاده للانسحاب من سورية في المستقبل المنظور.

لكن وزير دفاع النظام، علي محمود عباس، رد على تصريحات غولر، وقال “إن أردوا السلام مع سورية والأمن لتركيا يجب أن يبدؤوا بالانسحاب من الأراضي السورية ويقروا بذلك”.

وتحدث عباس عن سير المفاوضات بين النظام وتركيا، ضمن عملية “بناء الحوار” التي بدأت أواخر العام الماضي، مشيراً إلى أنها لم تحقق أي نتائج.

وقال: “عدة جولات من المفاوضات حصلت، لكن لم نصل إلى تقدم بسبب عدم الإقرار التركي بالانسحاب من الأراضي السورية”.

وكانت عملية “بناء الحوار” بين أنقرة والنظام السوري بدأت في ديسمبر/كانون الأول 2022، عبر لقاءات جمعت أجهزة الاستخبارات والدفاع.

وتوقفت المفاوضات عند نقطة إعداد “خارطة الطريق”، وتضاربت الأولويات بشأن مسألة انسحاب القوات التركية من سورية.

المصدر السورية نت
قد يعجبك أيضا