تقرير دولي يوثق تعرض لاجئين سوريين للتعذيب بعد عودتهم لسورية

قالت “منظمة العفو الدولية” (أمنستي) إن لاجئين سوريين تعرضوا للاعتقال والاختفاء القسري، على يد النظام السوري، لدى عودتهم إلى وطنهم.

ورصدت المنظمة في تقرير صادر، اليوم الثلاثاء، 66 حالة للاجئين عائدين إلى سورية، تعرضوا فيها للاعتقال والتعذيب والاغتصاب، على يد قوات الأمن السورية، بينهم 13 طفلاً، فيما لا يزال 17 منهم مختفين للآن وقتل 5 منهم تحت التعذيب.

وتعود الحالات السابقة للاجئين عادوا من ألمانيا وفرنسا وتركيا والأردن والإمارات ولبنان، واتهمتهم أجهزة النظام الأمنية بالخيانة وتأييد “الإرهاب”.

وبحسب التقرير، فإن ضباط المخابرات السورية استهدفوا اللاجئين العائدين وأقفوهم لمجرد قرارهم الرحيل من سورية، واتهموهم بمعارضة نظام الأسد وعدم الولاء له.

من جانبها، قالت الباحثة في منظمة العفو الدولية، ماري فورستيي، إن إفادات اللاجئين العائدين إلى سورية تثبت أنه لا يوجد في هذا البلد أي منطقة آمنة، رغم توقف العمليات القتالية فيها لحد كبير.

وأضافت: ” إن أي حكومة تزعم أن سوريا أصبحت الآن بلداً آمناً تتجاهل عامدةً الأوضاع الرهيبة على أرض الواقع، وتترك اللاجئين مرة أخرى نهباً للخوف على أرواحهم”.

وأردفت: “أعمال التعذيب والإخفاء القسري والاعتقالات التعسفية أو غير القانونية، التي أجبرت الكثير من المواطنين السوريين على طلب اللجوء في الخارج، لا تزال متفشية في سوريا اليوم مثلما كانت في أي وقت مضى. أضف إلى ذلك أن مجرد الفرار من سوريا سبب كافٍ لجعل العائدين هدفاً للانتهاكات على أيدي السلطات”.

دعوات لوقف الضغط على اللاجئين السوريين

وطالبت “العفو الدولية” الحكومات الغربية بوقف الضغط على اللاجئين السوريين وحثهم على العودة لوطنهم، خاصة الدنمارك والسويد وتركيا.

وقالت في تقريرها إن الدنمارك والسويد تقومان مؤخراً بإعادة تقييم تصاريح إقامة طالبي اللجوء السوريين على أراضيها، تحت ذارئع انحدارهم من مناطق تعتبر “آمنة”، مثل دمشق وريف دمشق، مشيرةً إلى أن ثلث الحالات الموثقة في هذا التقرير وقعت في دمشق وريفها.

كما حثت المنظمة حكومات لبنان وتركيا والأردن على حماية اللاجئين السوريين من الترحيل أو غيرها من أشكال الإعادة القسرية، أو الضغط عليهم من أجل العودة لسورية.

ويروج نظام الأسد لإجراءات تتخذها حكومته من أجل تأمين عودة “كريمة” للاجئين السوريين، وسبق أن عقد مؤتمر في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي برعاية روسية، هدفه “تشجيع” اللاجئين على العودة.

وأثار المؤتمر تنديداً حقوقياً، حيث انتقدت منظمات مجتمع مدني، حقوقية وإعلامية وإنسانية وغيرها، ما سُمي بـ” مؤتمر اللاجئين”، معتبرةً أنه “رغم كل الإجرام والوحشية التي مارستها روسيا لمحاولة إنقاذ نظام الأسد، تدعو اليوم وبمنتهى الوقاحة لعقد مؤتمر للاجئين متناسية منع نظام الأسد للسوريين من دخول مناطقهم والعودة لبيوتهم”.

المصدر السورية نت
قد يعجبك أيضا