تنظيم حراس الدين..النشأة والديناميات والاتجاهات المستقبلية

لا تزال محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها، تواجه العديد من المهددات الأمنية الداخلية والخارجية، وترسم مشهداً مليئاً بالارتكاسات المحتملة؛ ومن بين تلك المهددات والتحديات ملف تنظيم “حراس الدين” الذي يتسم بآليات عمل ذاتية خاصة؛ وديناميات متعددة في العلاقة مع الفواعل الآخرين.

وتصاعدت أهمية هذا الملف من خلال انتقال العلاقة مع “هيئة تحرير الشام”، من علاقة مضطربة محكومة بالمصلحة إلى المواجهة العسكرية. وفي ظل أسئلة التحديات الداخلية للمحافظة وما يشكله من عبء و”حجج” تدخل عسكري تزيد من الأعباء السياسية والاجتماعية والأمنية المحلية؛ يحاول هذا التقرير تبيان ماهية تنظيم “حراس الدين” وأبرز تحولاته وعلاقاته المحلية؛ محاولاً الوقوف على الاتجاهات العامة المتوقعة لمستقبل صراعه مع “الهيئة”.

البطاقة التعريفية

كانت الانطلاقة الرسمية للتنظيم في 27 شباط 2018، حيث اندمجت سبع مجموعات متشددة في إدلب ومحيطها(كما هو موضح في الجدول)، وشكلت جسماً عسكرياً واحداً/ سُمي بـ “تنظيم حراس الدين”، انضمت إليه 10 تشكيلات أخرى كانت أغلبها تجمعات محلية صغيرة أو منشقة من فصائل أخرى، وتتسم كل الفصائل المنضوية للتشكيل الجديد بعلاقات مباشرة أو غير مباشرة مع تنظيم القاعدة،  وهو أمر ساهم في اعتبار التنظيم الجديد أحد مكونات تنظيم القاعدة التي تُعرف بولائها لزعيم التنظيم أيمن الظواهري.

اسم الفصيل قيادة أجنبية عناصر أجنبية القوة العسكرية حينها (1 إلى 10) علاقة مع القاعدة العلاقة مع تنظيم داعش
جيش الملاحم لا نعم 6 نعم لا
جيش الساحل لا لا 2 نعم لا
جيش البادية لا لا 3 نعم لا
سرايا الساحل لا نعم 3 نعم لا
سرايا كابل نعم نعم 2 لا نعم
جند الشريعة نعم نعم 1 لا لا
جند الأقصى نعم نعم 4 لا نعم

يفتقر التنظيم لهيكل إداري مركزي؛ وتتوزع بنيته إلى مجموعات صغيرة في أجزاء مختلفة من شمال سورية. وتعمل كل مجموعة على اجتذاب المهاجرين (المقاتلين الأجانب) وكذلك المقاتلين المحليين الذين غادروا “هيئة تحرير الشام”. وفي الفترات الأولى من تشكيل التنظيم كان ما لا يقل عن نصف أعضاء المجموعة البالغ عددهم 700-2500 من المقاتلين الأجانب فيما وصل عدد مقاتليها في 2020 إلى 3500 مقاتل منهم 60% إلى 70% أجانب.

تزعم التنظيم منذ الإعلان عنه، سمير حجازي الملقب بأبو همَّام الشامي، بينما تولى قيادته العسكرية أبو همَّام الأردني. أمّا أبرز علمائه الشرعيين فهُما الأردنيان سامي العريدي وأبو جليبيب الأردني.

كما يضم العديد من “الشخصيات الجهادية” مثل أبو بصير البريطاني، وأبو أنس السعودي، وحسين الكردي، وأسماء أخرى معروفة في المشهد الجهادي، ومعروفة بولائها لتنظيم القاعدة.

في 30 حزيران 2019 أكدت وزارة الدفاع الأمريكية، قيام أحد مُسيراتها باستهداف بناء في جنوب حلب ضمن مواقع سيطرة المعارضة؛ حيث كان يجتمع فيه  عدد من قادة “حراس الدين” وغيرها من الفصائل المتشددة، وذلك من أجل حل نزاعات داخلية.

 وبعد شهر ( في 31 آب 2019) أعلنت الوزارة مرة أخرى عن استهدافها لمعسكر تدريبي يستخدمه كل من “حراس الدين” و”أنصار التوحيد”، وأسفر الاستهداف عن مقتل أحد أهم قادة الأنصار وهو ليبي الجنسية وملقب بأبو أسامة الليبي.

 وفي 10 أيلول 2019 ؛ أدرجت الولايات المتحدة التنظيم وزعيمه المؤسس سمير حجازي على لائحة قوائم الإرهاب، وأعلنت حينها عن مكافأة وصلت إلى 5 مليون دولار أمريكي لمن يقدم أي معلومات عن التنظيم أو أحد قادته.

 وجاءت هذه القوائم بعد 10 أيام فقط، من تنفيذ الولايات المتحدة لغارتها الجوية الثالثة في غضون شهرين ضد التنظيم في محافظة إدلب السورية.

 وفي 22 تشرين الثاني 2019 أعلن تنظيم “حراس الدين” عن مقتل أحد أهم قادته الأردنيين “بلال خريسات” وذلك بعد استهداف موقع تواجد عن طريق مسيرة أمريكية.

ديناميات الموقف والقرار العسكري

لا يعتبر التنظيم، من التنظيمات التي تمتلك قدرة وقوة عسكرية بحد ذاته، لذلك غالباً ما يلجأ إلى التحالفات مع تنظيمات أخرى عند قيامه بهجمات عسكرية على المناطق الخارجة عن سيطرته، كجماعة “أنصار التوحيد” و”جبهة أنصار الدين” وغيرهم، ولا يمتلك “التنظيم” قيادة مركزية فعلية، وإنما كل مجموعة تابعة له تقوم بإدارة شؤونها وتخطط وتنفذ لعمليات الخطف أو القتل بحسب ما تراه أنه يحقق أهدافها.

خريطة (1): السيطرة الشاملة في محافظة إدلب -28 أيار 2020

يتواجد التنظيم وينتشر بشكل مُكثف وقوي في 14 نقطة (قرية/بلدة) في مناطق عدة بإدلب، بما يعادل 7٪ من كافة المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في شمال غربي سورية.

وتجدر الاشارة هنا إلى أنه لا يمكن توصيف تواجدهم في تلك المناطق بالسيطرة، بحكم ديناميات عملهم؛ فهم يعتمدون على التحرك السريع والانتشار المؤقت في مواقع أخرى ولفترة قصيرة جداً من أجل تحقيق أهداف معينة، من الممكن وصف هذا الانتشار (بالانتشار الطيار) والذي حصل 9 مرات منذ تشكيل التنظيم وكان غالباً يترافق بعمليات خطف أو اغتيالات في المنطقة.

مع بداية عام 2019 وعلى الرغم من صغر حجم الفصيل من ناحية العتاد؛ بينت حسابات موالية لـ”الحراس”، أن التنظيم نفذ أكثر من 200 هجوم في محافظات إدلب واللاذقية وحماة وحلب على مواقع للنظام، ولكن دائماً ما كان التنظيم يشترك بتلك العمليات مع مجموعات أخرى، أمثال “حزب الإسلام التركستاني” أو “أنصار التوحيد”، وحتى “هيئة تحرير الشام” في بعض الأحيان على الرغم من أن العلاقة آنذاك بين التنظيم و” الهيئة” كانت تشهد توتراً قابلاً للانفجار.

ترتبط بوصلة الموقف العسكري للتنظيم  حيال العلاقة مع الفواعل المحلية، بمحدد “قرب تلك الفواعل من فكر وهيكلية تنظيم داعش بالدرجة الاولى وتنظيم القاعدة بالدرجة الثانية“؛ بينما ترتبط في باقي الفواعل بعلاقة براغماتية تتغير وفق طبيعة الظرف الأمني العام والحركة العسكرية ضد النظام.

 ففي حين اندمج التنظيم في  28 نيسان 2018  مع فصيل “أنصار التوحيد” (جند الأقصى سابقاً) تحت مسمى حلف نصرة الإسلام  بدوافع أيديولوجية،  بالإضافة إلى اندماجه مع بقايا تنظيم داعش؛ اضطر – بحكم الدوافع البراغماتية – في 26 نيسان 2018 للقيام بشن هجمات مشتركة مع أنصار التوحيد (وهو فصيل غالبيته من جند الأقصى) وجيش العزة، على قوات النظام السوري في ريف محافظة حماة الشمالي، وكانت هذه المرة الوحيدة التي يتعاون فيها حراس الدين مع فصيل من الجيش الحر بشكل مباشر.

من جهة أخرى؛ وعلى الرغم مما تظهره العلاقة الراهنة، من توتر مع هيئة تحرير الشام؛ فقد أصدر التنظيم في 29 شباط 2018، بياناً يوضح فيه معارضته للقتال الحاصل بين الجبهة الوطنية وهيئة تحرير الشام، وبيّن بذات السياق أنه سوف يهاجم الجبهة الوطنية في حال قررت الهجوم على مواقع “الهيئة” في كل من “محمبل، بسنقول، وكفرشلايا”، وهي مواقع ينتشر فيها تنظيم “حراس الدين” بكثافة.

 إلا أن هذا الموقف البراغماتي لم يمنع هذا التنظيم في 30 كانون الأول 2019 من رفض اقتراح “الهيئة” بتشكيل مجلس عسكري مشترك في إدلب، تحت إشراف قادة عسكريين وشرعيين من “الهيئة”.

 وفي 10أيار 2020 نُشر بيان منسوب للقائد العام لتنظيم “حراس الدين” أبو همام الشامي، يحذّر فيه عناصر “هيئة تحرير الشام” من القبول بالعمل تحت راية الجيش التركي، أو ضمن اتفاقات سوتشي وغيرها من التوافقات الدولية.

تدلل بعض المحطات في حركية هذا التنظيم على خصوصية العلاقة مع تنظيم داعش على الرغم من قيام الأخير بتكفير “حراس الدين” في مطلع عام 2018، ويمكن استنتاج هذه الخصوصية من خلال عدة مؤشرات؛ أولهما حين قتل أحد أهم قادته (أبو جليبيب الأردني) في 28 تشرين الثاني 2018 في درعا، حيث رجح أنه كان بمهمة تتعلق بالتواصل مع خلايا تنظيم داعش المتبقية في المنطقة.

 وثاني تلك المؤشرات يتأتى من مقتل مقاتلي “حراس الدين” برفقة “البغدادي” في 27 تشرين الأول 2019. 

خارطة السيطرة والنفوذ في محافظة إدلب وما حولها نيسان 2020

خلاف مرجعي ومصلحي مع “الهيئة”

لم تشن “الهيئة” عملاً عسكرياً أو أمنياً واسعاً على “حراس الدين”، خلال عامي 2018 و2019، لا بل كانت تتعاون معها في بعض الأحيان، ويعود السبب لرغبة “الهيئة” في عدم فتح جبهة داخلية وتأجيل التصعيد  إلى انخراطها باقتتال مستمر مع الجبهة الوطنية للتحرير وتشكيلات محلية من الجيش الحر، مركزةً بذات الوقت على الانتفاضة المدنية ضد الجهاز الأمني لهيئة تحرير الشام وحكومة الإنقاذ بالإضافة إلى الوضع غير المستقر مع جبهات النظام.

 ولفهم طبيعة العلاقة المعقدة يمكن تفنيد أسباب الخلاف في ثلاثة محاور:

المحور الأول: اختلاف المرجعيات

 على الرغم من أن غالبية تنظيم حراس الدين هم من المنشقين عن هيئة تحرير الشام إلا أن الخلافات البينية تتمركز إلى حد كبير على مستوى القيادة وجراء قضية رئيسية تتمثل بقيام هيئة تحرير الشام اعلان فك ارتباطها بالقاعدة، وما استلحقته “الهيئة”  في 27 تشرين الثاني 2017 من اعتقال لكل من سامي العريدي، الرئيس السابق للمجلس الشرعي لجبهة النصرة، أبو جليب الأردني قائد جبهة نصرة في الجنوب (درعا)، إياد نظمي صالح خليل قائد عسكري، أبو خديجة الأردني، وأبو مصعب الليبي.

وهذه أسماء امتازت بعلاقة وطيدة مع تنظيم القاعدة، وبعد هذه الاعتقالات، استقال العديد من أعضاء هيئة تحرير الشام، وهددت العديد من الفصائل المنضوية في “الهيئة” بالانفصال عنها، مما دفع الجولاني إلى تجديد المفاوضات مع القاعدة، التي لم تؤد في النهاية إلى أي شيء.

إذاً يتمسّك تنظيم حراس الدين بمرجعية تنظيم القاعدة الأم، وبالولاء للظواهري كأمير التنظيم ولـ “أبو محمد المقدسي” كمرجعية أيديولوجية، أما الهيئة فتتمسك بمشروعه الخاص، وتستند إلى “أبو قتادة الفلسطيني”، بوصفه المرجعية الجهادية الداعمة لفكّ الارتباط.

المحور الثاني: المحور الاقتصادي.

لا يمكن إغفال العنصر المالي والموارد الاقتصادية من خارطة الصراع البينية؛ إذ تتعزز المعطيات باتجاه تكوين مقاربة، مفادها أن جذور الخلاف من قبل “حراس الدين” هي البحث عن موارد تعينه على التماسك التنظيمي، وتوفر له قدرة على زيادة هوامش حركته العسكرية، حيث تعد مسالة نقص التمويل وانخفاض مستويات التسلح إحدى مظاهر الضعف في التنظيم.

المحور الثالث: خلافات المصالح

 لاسيما المرتبطة بمسائل السلاح والأمن المعلوماتي، وتمظهر هذا الخلاف على سبيل المثال في اتهام “حراس الدين” لبعض قياديين “الهيئة” بإرسال مواقع جغرافية لقادتهم الأجانب إلى التحالف الدولي (أمريكا)، بالإضافة إلى اتهام مباشر لـ “أبو محمد الجولاني”، بالتعامل مع الأتراك والأمريكيين، والوشاية بالقيادات الأجنبية لـــ “حراس الدين”.

في بداية شهر شباط عام 2018؛ وقعت المناوشة العسكرية الأولى بين التنظيمين، بعد حرب إعلامية وتبادل للاتّهامات بين الطرفين واتهام “حراس الدين” للهيئة بالانحراف عن المشروع الإسلامي الجهادي، وأعلن هذا التنظيم عن نيته بالبدء باستهداف العدو القريب والبعيد في آن معاً، إشارة منه على بدأ مرحلة العمل العسكري ضد الهيئة.

أسفرت تلك الأحداث عن حصول تنظيم “حراس الدين” على تأييد من معظم منظّري التيار السلفي الجهادي، وحظي بدعم وتمويل مباشر من القاعدة، واستقطب عدداً كبيراً من المقاتلين الأجانب الذين  حاول “أبو محمد الجولاني” التخلّص منهم. وفي 10 شباط 2018، تجددت الاشتباكات العسكرية بين “حراس الدين” و”الهيئة”، وتحديداً في بلدة “تل حدية” بريف حلب الجنوبي، وامتدت المعارك إلى مناطق في ريفي حماه واللاذقية، انتهت بعد وساطة من بعض الشرعيين.

في 13 كانون الأول 2019 توصل كل من “هيئة تحرير الشام” وتنظيم “حراس الدين”، إلى اتفاق لحل الخلاف بين الطرفين في محافظة، بوساطة من “جماعة أنصار الإسلام”، بهدف وقف الخلاف بين “تحرير الشام” و”حراس الدين”، ونص الاتفاق حينها على إطلاق سراح الموقوفين والمحتجزين من الطرفين، وتشكيل لجنة قضائية مشتركة برضاهما، مع مهلة 24 ساعة للاتفاق على “مرجح النزاع”.

 وشدد الاتفاق على تسليم جميع الموقوفين للجنة المشّكلة، كما أشارت بنود الاتفاق على أن شخص يلقب “الشيخ أبي عبد الكريم” المقرب من الهيئة سيكون المشرف على عمل اللجنة وبضمان من “جماعة أنصار الإسلام”.

المواجهة المؤجلة 

شكل الموقف المصلحي للهيئة حيال الاتفاق التركي الروسي، نقطة توجس للحراس؛  خاصة مع قيام الهيئة في مطلع آذار 2020 بإعادة النظر في أساس علاقتها الحالية وكيفية التعامل معهم بشكل ينعكس على الهيئة بشكل إيجابي، خاصة وأن “حراس الدين” كرر في أكثر من بيان له على عدم موافقته وعلى عدم تقيده بأي اتفاق وقف اطلاق نار في المنطقة، وحرص على نشر تهديداته ضد أي جهة دولية تعمل بشكل يخالف أو يعارض تطلعاته الجهادية، وبزر ذلك بعد قيام عناصر من هذا التنظيم باستهداف رتل تركي في إدلب بعبوة ناسفة بالقرب من بلدة محمبل مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود الأتراك.

استغلت “الهيئة” تلك الحادثة، وعمدت على التصعيد الفوري ضد مواقع “حراس الدين” في المنطقة بالتزامن مع حملة إعلانية من قبل حسابات تتبع “للهيئة” تضمنت رفضها لمثل تلك الهجمات على المواقع التركية، إذ عمدت  الهيئة على الايحاء بـ “أنها جزء من الحل وليست جزء من المشكلة”، وذلك عن طريق تأمين سير اتفاق الـ M4 ومهاجمة أي تنظيمات تعرقل الاتفاق أو تستهدف النقاط التركية،  حيث ترتجي قيادات الهيئة أن يشكل هجومها على “حراس الدين” بوابة من أجل أن يتم قبولها أو الاعتراف بها كقوة محلية في إدلب على الأقل في الوقت الحالي، وستعمل “الهيئة” على استغلال وجود  هذا التنظيم ومعارضته لاتفاق وقف اطلاق النهار وهجماته على طريق الـ M4  لترسل عدة رسائل مرتبطة بالإيحاء على الانضباط وفهم قواعد اللعبة عبر موقفها المستعد للتعاون  لمواجهة المهددات الداخلية.

يمكن اعتبار مطلع عام 2020 بأنه مرحلة المواجهة المؤجلة، حيث شهدت مدينة أرمناز في ريف إدلب الشمالي الغربي توتراً أمنياً بين “الهيئة” و”حراس الدين” وسط انتشار واسع لعناصر الطرفين في محيط المدينة، وحول المواقع والمقار العسكرية.

حيث حاولت الهيئة فرض خطة أمنية تفضي بإغلاق عدد من مقار “حراس الدين” في المدينة، لكنهم فشلوا بعد رفض التنظيم إخلاء أي مقر عسكري وهدد بالرد على أي إجراء بالقوة، بينما أرسلت “الهيئة” رتلاً عسكرياً للضغط على هذا التنظيم مما أجبره على الانسحاب من المنطقة.

وفي 27 أيار 2020 جددت هيئة تحرير الشام من هجماتها على مواقعه وذلك بعد استهداف رتل تركي في نفس اليوم بعبوة ناسفة.

ختاماً

كما أنه من المتوقع أن تستمر الولايات المتحدة باستهداف التنظيم في المرحلة المقبلة؛ فإنه من المتوقع أيضاً أن تدخل تركيا وبقوة على خط المواجهة مع هذا التنظيم إما بشكل مباشر أو دعم الجيش الوطني في تنفيذ هذه العملية، لا سيما بعدما زادت مؤشرات تعرض “حراس الدين” لأمن نقاطها وأفرادها العسكرية.

من جهة اخرى بات واضحاً أن المؤشرات الأولية  تدل على استمرار المواجهة بين “هيئة تحرير الشام” و”حراس الدين”، خاصة في ظل عدم وجود “مشروع تصالح جدي”؛ ولكن سيبقى  تنظيم “حراس الدين” يعول على فشل الهيئة في تحقيق غاياتها المتمثلة في تحصيل “القبول الدولي والمحلي” ليعيد  فرض شروطه على الهيئة من بوابة وحدة المصير وما تمليه من مراجعات تنظيمية وفكرية، وهذا يؤكد وبوضوح ان اختطاف المحافظة وتطويعها لغايات هذين التنظيمين إنما هو خطر وجودي لن يستقم دون وجود مواجهة قوى الثورة والمعارضة لهذه المشاريع العابرة للمصلحة الوطنية.

المصدر مركز عمران للدراسات الاستراتيجية
قد يعجبك أيضا