“جواً وبراً”.. ما هو “غلاف غزة” الذي دخله مقاتلو “القسام”؟

يشكّل “غلاف قطاع غزة” صلب الهجوم الذي أطلقته “كتائب القسام” التابعة لـ”حماس” صباح اليوم السبت، ورغم أنه بدأ أولاً برشقات صاروخية تطور إلى عمليات تسلل لمقاتلين فلسطينيين إلى داخل المستوطنات الإسرائيلية.

وعلى مدى السنوات الماضية كان مصطلح “غلاف غزة” قد تردد كثيراً خلال العمليات العسكرية التي أطلقها الجيش الإسرائيلي على القطاع، وفي أثناء تحديده كهدف لصواريخ الفصائل الفلسطينية، على رأسها “حماس”.

وأسفر الهجوم الذي أطلقته “القسام”، صباح السبت، تحت اسم “طوفان الأقصى” عن قتلى وأسرى من الجيش الإسرائيلي، بعدما تمكن مقاتلو الأخيرة من العبور إلى “الغلاف” من خلال البر، وباستخدام الطائرات الشراعية جواً.

وذكرت “القناة 12 الإسرائيلية” نقلاً عن الجيش أن “حماس باتت تسيطر فعلياً على المستوطنات في غلاف قطاع غزة”.

وأضاف موقع “يديعوت أحرونوت” أنه “تم اختراق خط الدفاع بأكمله في محيط قطاع غزة والجيش الإسرائيلي يحاول السيطرة على ما يحدث”.

ما هو “غلاف غزة”؟

عقب الانسحاب من قطاع غزة في 12 سبتمبر/ أيلول 2005، أنشأ الجيش الإسرائيلي “منطقة عازلة” على طول الحدود البرّية.

وبقيت عشرات المستوطنات القريبة من القطاع التي يطلق عليها الآن “الغلاف”، ويبلغ عددها نحو 50 مستوطنة، وتقع في مسافة تبلغ نحو 40 كيلومتراً في محيط القطاع.

وأقامت إسرائيل هذه المستوطنات في منطقة “غلاف غزة” لتحقق سياسية أمنية تحوّل دون إقامة “دولة فلسطينية” بين غزة والضغة الغربية.

ورغم أن إسرائيل تقدم امتيازات لتشجيع المستوطنين العيش في مستوطنات “غلاف غزة”، إلا أن هناك عزوفاً كبيراً لديهم خشية صواريخ الفصائل الفلسطينية، وإهمال الحكومات الإسرائيلية لهم.

ومع ذلك ارتفع عدد المستوطنين في “الغلاف” من نحو 42 ألفاً عام 2009 إلى حوالي 55 ألفاً عام 2019، بزيادة قدرها 30.6 بالمئة، بحسب تقرير سابق لموقع “غلوبس” الاقتصادي الإسرائيلي.

ويتكون “الغلاف” من 3 مجالس إقليمية تابعة للحكومة الإسرائيلية، وهي “مجلس أشكول” ويمتد على مساحة 380 كيلومتراً مربعاً، ويسكنه أكثر من 13 ألف مستوطن، يعيشون في 32 مستوطنة.

والثاني “مجلس أشكلون” ويقع على 175 كيلومتراً مربعاً، ويعيش فيه حوالي 17 ألف إسرائيلي في 4 مستوطنات.

والثالث “مجلس شاعر هنيغف” ويمتد لمساحة 180 كيلومتراً مربعاً، وفيه 11 مستوطنة، يعيش فيها أكثر من 7 آلاف مستوطن.

وأبرز هذه المستوطنات كيسوفيم وزيكيم ونحال عوز وكريات ملاخي وكريات غات إضافة إلى مدن ديمونا وعسقلان وأسدود وسديروت، وهي من أكثر المناطق التي تستهدفها الصواريخ والقذائف الفلسطينية التي تنطلق من القطاع.

“تأهب للحرب”

وفي أعقاب هجوم “القسام” أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق الحملة العسكرية “السيوف الحديدية” ضد “حماس” في قطاع غزة، وجاء ذلك بعدما أعلن “حالة التأهب للحرب”.

وصرح وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، أن حركة “حماس” “ارتكبت خطأً صباح اليوم وبدأت حرباً ضد دولة إسرائيل”، مضيفاً أن “إسرائيل ستنتصر بها” وأن جنود الجيش الإسرائيلي يحاربون في مختلف نقاط الاشتباك.

في المقابل نشرت “كتائب القسام” مشاهد للاستيلاء على كيبوتس وموقع كرم أبو سالم شرقي رفح ضمن معركة “طوفان الأقصى”.

وأعلن صالح العاروي نائب رئيس “حماس” أن “الضفة الغربية هي كلمة الفصل في هذه المعركة وتستطيع أن تفتح اشتباكاً مع كل مستوطنات الضفة”.

ويعاني قطاع غزة من حصار إسرائيلي منذ عام 2007، وسبق وأن شن الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد الفصائل الفلسطينية فيه.

ورغم أن الفصائل على رأسها “حماس” كانت ترد بهجمات صاروخية، يعتبر هجومها الحالي وتسللها إلى المستوطنات في غلاف القطاع “حدثاً تاريخياً”، بحسب ما ذكر مسؤولون في الحركة ومراقبون فلسطينيون.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا