حفيد “صالح العلي” ينشر محضر اجتماع بين “علويين مؤثرين” ومسؤولين روس

نشر المحامي عيسى إبراهيم، حفيد “صالح العلي”، اليوم الجمعة، محضر اجتماعٍ، جمعهُ و”علويين مؤثرين” في الخارج، مع السكرتير الأول للبعثة  الروسية إلى الأمم المتحدة في جنيف، وقال إنه اضطر للنشر رغم أن الاجتماع كان من المفروض أن لا يخرج للتداول في العلن.

جاء ذلك بعد ساعاتٍ من نشر صحيفة “الشرق الأوسط”، لمحضر الاجتماعٍ الذي عُقِدَ في جنيف، يوم 15يونيو/حزيران الماضي، وقال إن “محضر الاجتماع” أعدهُ “معارضون” التقوا البعثة الروسية، باعتبارهم “مؤثرون من العلويين في الشتات”.

وقال عيسى إبراهيم،  في مقالةٍ نشرها على “موقع أسرة الشيخ صالح العلي“، إن “الجهة المُيسرة” للاجتماع، كانت قد طلبت عدم تداول محضر الاجتماع “إلى أننا فوجئنا بتسريب من قبل الجهة المُيسرة عينها لنسخة غير صحيحة”.

لكن وحسب ذات المصدر “بعد إنتشار النسخة غير الصحيحة بشكل كبير جداً، ووصول عشرات الاستفسارات اليومية لي ولأعضاء الفريق فقد إرتأينا القيام بهذا التوضيح مرفقاً بالنسخة الرسمية لأهم النقاط التي تم بحثها من قبلنا مع الجانب الروسي”.

وتحمل النسخة التي قال المحامي عيسى إبراهيم أنها “الرسمية الأصلية المعتمدة”، عنواناً هو “تسهيل التفاعل بين الإتحاد الروسي، والمؤثرين من العلويين في الشتات”.

وهذا النص الذي نشره إبراهيم لمحضر الاجتماع حرفياً:

نص النسخة الرسمية الأصلية المُعتمدة  بين أطرافه:

 ( تسهيل التفاعل بين الاتحاد الروسي والمؤثرين من العلويين في الشتات، 15 يونيو 2020)

المشاركون

– السادة من الطرف السوري ( الشخصيات العلوية ) …………..

– السيد سيرجي ميتوشين: السكرتير الأول للبعثة  الروسية الدبلوماسية الدائمة إلى الأمم المتحدة في جنيف.

– السيد عزت البغدادي: HD ، ميسّر الجلسة

– السيد جلال مسدي: HD ، مترجم

ملخص النقاط التي أثيرت خلال التبادل:

  1. حديث السادة المشاركين من الطرف السوري ( العلويين) :

– سوريا الآن على مفترق طرق تاريخي، حيث مزقت الحرب نسيج المجتمع بأكمله، ولا يبدو أن السلطة الحالية مهتمة بمصير شعب البلاد بعد الآن.

– نشأت سوريا الحالية المعروفة بحدودها عبر اتفاق بين الأقاليم السورية المكونة في حينه والتي كانت دولاً مستقلة في ظل الإنتداب للبدء بدولة مركزية عاصمتها دمشق. وبالتالي قوة المركز في هذه الجمهورية يتأتى من خلال هذه التوافقات ،حيث تفاوضت النخب السورية حينها ممثلة بالأباء المؤسسين على الاستقلال عن فرنسا ، والانطلاق من ميثاق وطني غير معلن يعكس الهياكل الاجتماعية الثقافية المتنوعة، وقد مكن ذلك الهوية الوطنية والشعور بالوطنية في الجمهورية الجديدة نسبياً.

– مرت هذه التجربة بمطبات كثيرة إلى أن استقرت إدارة الدولة عند استلام الأسد في السبعينيات مع حزب البعث الحاكم والنخبة الضيقة التي كانت مسيطرة على الدولة، ومع الوقت أساءت هذه السلطة استخدام الميثاق الوطني غير المعلن وأنشأت منظومة ذاتية فرضت قبضتها على جميع السلطات وأهملت المجتمع والمناطق المختلفة وخاصة الأطراف.

– ومع الوقت وبسبب الإدارة السيئة في الدولة المركزية وفي المناطق واحتكار النخبة الحاكمة لجميع موارد الدولة واستخدام المؤسسات للبقاء في اللسلطة. وصل الأمر إلى حرمان جميع الفئات من الحق في الوصول المشروع إلى السلطة والثروة اللتان بقيتا مع الوقت بيد هذه النخبة.

– بعد بدء الانتفاضة الشعبية استخدم طرفا الصراع العصبيات المجتمعية والسرديات الطائفية، من أجل تحقيق المكاسب السياسية .

– إن نسبة العلويين في الجيش والأمن أعلى من نسبتهم في المجتمع السوري ومرد ذلك لسببين أساسيين 1) ضعف الموارد في مناطقهم المحلية 2) نقص فرص العمل . وهو أمر استغل في عسكرة أكبر قدر ممكن من أبناء الطائفة وحرمان الطائفة من الفضاء الاقتصادي والسياسي لتصبح بالمآل والسياق في خدمة بقاء هذه النخبة في الحكم ،وقد اختزل العسكر العلوي بشبكة محسوبية من بضع ضباط تحوط شخص الرئيس.

– المناطق العلوية لديها مستوى تعليمي جيد ،وبنفس الوقت تعاني فقراًشديداً. سواء في المنطقة الساحلية أو الأماكن التي يسكنوها في حمص وحماة ، ونحن نعتقد أن هذا الحرمان متعمد في المناطق العلوية ، كسياسة هادفة إلى اجبار أفراد من العلويين للهجرة إلى العاصمة وسكنوا عشوائيات الأحياء الفقيرة ليكونوا حرساً يحمي النخبة الحاكمة.

– لدى العلويين شعور كبير بالغبن والمظلومية، جراء هذه الإدارة الحالية للمجتمع السوري، كما لدى الفئات والمجموعات الثقافية الأخرى في سوريا سواء كان ذلك ناتج عن الفترة السابقة من التاريخ السوري أو في ظل العقد الأخير (فترة الصراع).

1) يحتاج السوريون بمختلف تنوعاتهم إلى التوافق على عقد اجتماعي جديد، من خلال الحوار على أن يجسد ذلك في الدستور الجديد،وبشكل يلغي المظلوميات المفترضة ،من كل جانب وفق مفهوم المواطنة دون أية محاصة طائفية.

2) نعتقد و لأجل وجود مركز فاعل لا بد من تفاهم بين الأطراف والجماعات السورية، يؤدي بالضرورة إلى إحداث ثقل نسبي في المركز . وبشكل لا يحدث طغياناً بين الجماعات السورية، بعضها على بعضها الآخر ،وبحيث يكون الفضاء العام مفتوحاً لكل السوريين، للعمل في كل المجالات دون تخصيص وبحسب الكفاءة والمهنية.

3) نرغب  بدولة لامركزية موحدة ذات نظام ديمقراطي علماني يحقق إدارة جيدة للتنوع المناطقي و الإثني والديني والتنمية المتوازنة بكل أنحاء الدولة.

4) يمكن أن تكون تجارب النظم العالمية الأخرى ، وتحديداً تجربة الاتحاد الروسي في السياسة المركزية / المحلية ، مفيدة للغاية لتمكين السوريين من الوصول إلى نموذج حكم مقبول داخلياً وعالميًا.

5) فضل المجتمع العلوي الوجود الروسي بمناطقه على الوجود الإيراني ، لاعتبارات ثقافية متعلقة بالقدرة على التناغم والتفاعل مع هذا الوجود بعكس الوجود الإيراني ، بسبب نمط الحياة المتقارب مع الثقافة الروسية على عكس الثقافة الإيرانية المنغلقة . علماً أن هذا الشعور بدأ بالإنحسار تدريجياً بسبب شعور العلويين بأن التدخل الروسي جاء لمصلحة النظام أكثر من كونه لمصلحة السوريين و العلويين ضمناً .

6) نعتقد أن الحوار والتوافق هو الآلية الوحيدة المقبولة للتوصل إلى عقد اجتماعي جديد ، إلا أننا ندرك أن السياق الدولي للنزاع السوري ، يستدعي أيضاً تشاركاً في الحل على المستوى العام بين كل الدول الفاعلة خاصة روسيا وأميركا ودول الجوار.

7) نحن نعتقد أن روسيا تتخذ موقفاً متحيزاً ، متحالفة مع النظام بدون شروط. إن عدم قدرة النظام على الإصلاح أو الالتزام بسيادة القانون (القانون الوطني والمواثيق الدولية) يهدد دور روسيا في سوريا ، ويخاطر بوضعها العسكري في المستقبل. إن التصريحات الروسية التي تشير إلى أنها لن تدعم رئيساً سنياً هي مثال على الخطاب غير المتوازن ، والذي يسم هذه المجموعة المجتمعية المظلومة ، بالـتأييد الأعمى لنظام غير شرعي بالاصل . نرى فرصة كبيرة لروسيا لتتولى دور وسيط ، والحفاظ على مسافة متساوية من جميع المجموعات والجهات الفاعلة السورية.

8) لن يقبل المجتمع العلوي تحت أي ظرف من الظروف أن يأخذه النظام كرهينة ، أو أن يوصف النظام بأنه نظام الطائفة حيث هو نظام طغمة متنوعة و إن الطبيعة غير الطائفية للنظام، لا تجعله حميداً أو علمانياً. يجب ألا يُسمح للنظام بالمشاركة في المحادثات الوطنية أو الحوار كممثل للعلويين ، ونرفض ربط مستقبل الطائفة العلوية بمصير النظام.

9) العلويون يرون أنفسهم سوريين أولاً ويفخرون بثقافتهم الفرعية وإيمانهم المحب.

  1. النقاط التي أثارها السيد سيرجي

– أعرب عن امتنانه الكبير لوجهات النظر المدروسة ، وشدد على أن الدور الروسي في سوريا قد ركز دائمًا على تمكين دولة قوية قادرة على إرساء سيادتها ضمن حدود القواعد والقانون الدولي ، في مواجهة الفظاعة ومحاولات الغرب لإملاء أجندته الخاصة على السوريين.

– لا تزال روسيا تدعم المحادثات الدبلوماسية التي تجري في المسار 1 وعمل اللجنة الدستورية ، ليس فقط لأن الإصلاحات الدستورية يمكن أن تكون ذات أهمية كبيرة لاستقرار سوريا في المستقبل ، كذلك ينظر الاتحاد الروسي إلى المحادثات في جنيف كمنبر للسوريين لمناقشة المسائل الصعبة خارج الدستور ، وإقرار الاعتراف المتبادل. لسوء الحظ ، القوى الغربية التي دعمت المسار الدستوري الذي كانت روسيا صامدة وراءه ، والتي أكدت التزاماتها تجاه تدابير بناء الثقة قامت بفرض عقوبات من جانب واحد على سوريا (أو رفضت المشاركة في بعض خطوات تخفيف العقوبات).

– سيتم استدعاء اللجنة الدستورية مرة أخرى إلى جلسة على أمل أن تكون في آب كما هو مخطط لها ، والتي سيتم الإعلان عنها خلال إحاطة من المبعوث الخاص للأمم المتحدة.

– تعتقد روسيا أن مواقف الصراع الصعبة تتطلب دولة قوية يمكنها الحفاظ على الوحدة والهوية الوطنية في أوقات الشدة. ولهذه الغاية ، تتركز جهود روسيا في سوريا على الحفاظ على الدولة السورية ومؤسساتها ، مع الاعتراف بأن مستوى قبولها ينخفض ​​بسبب عدم الكفاءة والفساد ، ولكن أيضًا نتيجة للعقوبات العشوائية التي تفرضها القوى الغربية. روسيا ليست مشاركة في سوريا لدعم الأفراد أو للعمل كقوة احتلال ، وستكون دائمًا مستعدة لتمكين السوريين من الانخراط في محادثات سياسية لمناقشة مستقبلهم.

– كما تقدم روسيا المساعدة لسوريا من خلال الوسائل الاقتصادية ، مثل الاستثمارات في الخدمات اللوجستية ، أو من خلال محادثات جديدة حول تطوير السياحة.

– تدرك روسيا الحاجة إلى تجديد “العقد الاجتماعي” في سوريا ، وهذا الاعتراف هو الذي دفع روسيا إلى رعاية مؤتمر سوتشي في 2018. على الرغم من أن التمثيل في سوتشي كان يميل نحو النظام ، وكان أبعد ما يكون عن المثالية لكنها ما زالت تقوم بمحاولة تجريبية لتمكين السوريين من الحوار ومناقشة مستقبلهم وخلافاتهم. أدى الوقت المحدود والصيغة الصعبة والتمثيل غير المتوازن إلى تقويض نجاح سوتشي ، ولكن حتى شخصيات المعارضة ذات السمعة الحسنة أكدت أن بعض المناقشات التي جرت خلال المؤتمر كانت مهمة بشكل فريد ، واكتشف المشاركون أن القضايا المشتركة التي يمكن أن تجمعهم أكبر من تلك التي يمكن أن تفرقهم.

– وأعرب السيد سيرجي عن اهتمامه بالمنظور الذي قدمه المتحدثون ، والذي يدعي أن النظام غير طائفي في طبيعته الحقيقية ، على الرغم من حقيقة أن النخبة العسكرية والاستخباراتية تنتمي في الغالب إلى العلوية.

– واختتم ملاحظاته بسؤال حول كيف يرى المشاركون الطريق للمضي إلى الأمام في هذا الحوار؟ ، وأعربوا عن اهتمامهم بفكرة مؤتمر الوحدة الوطني ، حيث يتم تمثيل جميع المجموعات السورية ، حيث يتم البحث عن إطار وطني ملزم لما بعد الصراع من أجل التوصل إلى التصالح.

اختتم الاجتماع بعد ساعة و 45 دقيقة ، ووافق المشاركون على انتهاز فرص أخرى في المستقبل لمواصلة التبادل ، إما من خلال منصات افتراضية أو شخصياً.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا