خلال أسبوع.. ضربات وصواريخ تهز 3 ميادين في الشمال السوري

شهد الشمال السوري سلسلة من التطورات الميدانية، خلال الأيام الماضية، وتمثلت بعمليات قصف من الجو وبالصواريخ، استهدفت 3 ميادين، تسيطر عليها قوى عسكرية محلية مختلفة.

وأولى هذه الميادين: مدينة عين العرب الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مدينة الباب الخاضعة لسيطرة “الجيش الوطني السوري”، مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة “هيئة تحرير الشام”.

وجاءت هذه الضربات في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى ما سيكون عليها الملف السوري، خلال المرحلة المقبلة، لاسيما بعدما أعلن الجانب التركي عن طريقة تعاطي جديدة، سيمضي بها، سواء من الزاوية السياسية أو الميدانية.

وهذه الطريقة تتم بشكل أساسي بالتنسيق بين أنقرة وموسكو، وهو الأمر الذي أشار إليه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في تصريحاته غير المسبوقة، يوم السبت الماضي.

“ضربات عين العرب”

في يوم 16 من شهر أغسطس / آب الحالي تعرضت مواقع عسكرية لـ”قسد” وقوات النظام السوري لقصف جوي ومدفعي وصاروخي من الجانب التركي، ما أسفر عن مقتل عسكريين من قوات الأسد، وآخرين من القوات الكردية.

وجاء هذا القصف بعدما أعلنت تركيا مقتل جنديين تركيين، إثر هجوم “نفذته قسد” على مخفري حدودي، في ولاية شانلي أورفة.

وكان لافتاً أن إحدى جولات القصف نفذتها طائرة حربية تركية من نوع “إف 16″، حيث استهدفت نقطة مشتركة لقوات الأسد و”قسد” شمالي مدينة عين العرب، ما أسفر عن قتلى عسكريين وجرحى.

وتشهد عين العرب انتشاراً لـ”قسد” وقوات الأسد، وذلك ضمن “تفاهم” توصل إليه الطرفان، خلال الشهرين الماضيين، في مسعى لـ”إبعاد الذرائع التركية” من أجل شن هجوم بري.

وبعدما تعرضت النقطة المشتركة للقصف التركي، ومن ثم سقط قتلى وجرحى، أصدرت وزارة الدفاع التابعة للنظام بياناً أكدت فيه مقتل 3 عناصر، فيما هددت بالرد على “أي اعتداء تتعرض له” في الشمال السوري.

“صواريخ على الباب”

لم يمض يومان على التصعيد في عين العرب حتى انتقل إلى الغرب قليلاً، لتتعرض الأحياء السكنية في مدينة الباب في ريف حلب الشرقي لقصف صاروخي، أسفر عن مقتل 15 مدنياً وإصابة أكثر من 30 آخرين، في 19 من أغسطس الحالي.

وتخضع مدينة الباب لسيطرة “الجيش الوطني السوري”، والذي يتلقى دعماً عسكرياً ولوجستياً من الجانب التركي.

وأعلن “الجيش” في بيان له أن القصف الصاروخي نفذته قوات الأسد و”قوات سوريا الديمقراطية”، انطلاقاً من منطقة شعالة التي يسيطرون عليها في المحيط.

وتعتبر مدينة الباب من أكبر مدن ريف حلب الشرقي، وباتت ملاذاً أخيراً لعدد كبير من المهجرين من مختلف المناطق السورية، لاسيما بعد موجات التهجير التي سببتها هجمات قوات النظام وروسيا عامي 2018 و2019.

وتتعرض هذه المدينة بشكل مستمر للقصف والهجمات بعبوات ناسفة أو بالسيارات المفخخة، فيما يعد توقيت القصف الأخير لافتاً، كونه تزامن مع تصريحات للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان كشف فيها عن “سياسة جديدة” ستسير عليها أنقرة حيال الملف السوري.

“غارات على إدلب”

ولم يكد السكان في الشمال السوري أن يخرجوا من “صدمة” قصف الباب والضحايا الكثر الذين سقطوا إثرها حتى تعرضت مدينة إدلب ومحيطها لغارات جوية مكثفة، صباح يوم الاثنين 22 من شهر أغسطس.

وقال مراسل “السورية.نت” في إدلب، إنّ “طائرتين حربيتين تناوبتا على استهداف أطراف مدينة إدلب الغربية بـ 13 غارات جويّة”، في ضربات هي الأولى من نوعها، منذ حوالي شهر.

ولم يسفر الاستهداف عن سقوط ضحايا، حسب المراسل.

وتناقل ناشطون صوراً ومقاطع مصوّرة، تظهر لحظة الهجمات الروسية الجويّة على محيط المدينة المأهولة بالسكّان.

وقال فريق “منسقو استجابة سورية”، إنّ “أكثر من 700 ألف مدني في مدينة إدلب ومحيطها مهددين بالنزوح إلى المجهول نتيجة الغارات الجوية التي تستهدف محيط المدينة”.

وطالب بيان للفريق، “بوقف عمليات الاعتداء المتكررة على السكان المدنيين بشكل فوري، والاستهداف الممنهج للمناطق السكنية بشكل عام والمناطق التي تضمّ المخيمات”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا