شركات سورية تحت أنظار العقوبات الأوروبية.. ماذا تعرف عنها؟

طالت الدفعة الجديدة من العقوبات الأوروبية شركات ومؤسسات سورية عائدة لرجال أعمال مقربين من رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وزوجته أسماء، في إطار الإجراءات التي يتخذها الغرب لتقويض “مخدرات الأسد”.

وكان الاتحاد الأوروبي فرض، أمس الاثنين، حزمة عقوبات جديدة على شخصيات وجهات مسؤولة في نظام الأسد، وضالعة في عمليات إنتاج المخدرات وحبوب “الكبتاغون” وتهريبها إلى دول العالم.

وشملت العقوبات 6 رجال أعمال هم: فراس الأخرس (شقيق أسماء) ومهند دباغ (ابن عمها) وفهد درويش وبلال النعال ويسار إبراهيم ومحمود الدج.

كما طالت شركات عدة من بينها:

شركات “طير المخدرات”

إلى جانب فرض عقوبات أوروبية على رجل الأعمال محمود الدج المعروف بـ “طير المخدرات”، طالت العقوبات أيضاً الشركات التي يملكها الدج، والتي تنشط في قطاعات مختلفة مثل الخدمات اللوجستية والسياحة.

وبحسب بيان الاتحاد الأوروبي، تم إدراج مجموعة “الدج غروب” وشركة “فري بيرد” التابعة لها، على قائمة العقوبات بسبب ضلوعها في عمليات إنتاج المخدرات وتهريبها.

و”فري بير” هي شركة معنية بخدمات السفر والسياحة، ومقرها في المنطقة الحرة بدمشق، ولها فرع واحد في دبي، وتدّعي أنها وكيل مبيعات عام مرخص لشركة “طيران البحر المتوسط”، الموصوفة بأنها شركة طيران يونانية.

وكان تحقيق سابق أعده برنامج دراسة العقوبات في “المنتدى السوري”، كشف خيوطاً تربط محمود الدج الذي يحمل الجنسيتين السورية الليبية، وهو محكوم بالإعدام رمياً بالرصاص في ليبيا، لتورطه بـ“تجارة المخدرات” ونقلها إلى ليبيا.

وجرى إعداد التحقيق بالتشارك بين “مرصد الشبكات السياسية والاقتصادية” و”مركز عمران للدراسات الاستراتيجية”.

تاجر مخدرات محكوم بالإعدام يدير رحلات جوية من أوروبا لدمشق

وتبدأ أولى الخيوط التي تتبع مسارها التحقيق من شركة “فري بيرد”(Free Bird) التي يمتلكها “الدج” وتصل إلى شركة “Air Mediterranean“، التي يرأس مجلس إدارتها أشخاص من عائلة الحلاق، المقيمة في أثينا اليونانية.

وطالب التحقيق حينها بفرض عقوبات على الدج وشركاته، داعياً الحكومات الغربية إلى التنسيق مع السلطات الإماراتية، للتحقيق في عمليات شركة “فري بيرد” في دبي.

“إيلوما”..واجهة عائلة الأسد

برز اسم شركة “إيلوما” بعد إعلان إعلام النظام الرسمي، في يوليو/ تموز الماضي، عن مشروع استثمار شركة مجهولة لـ”الخطوط الجوية السورية”.

وذكرت صحيفة “البعث” حينها أن الشركة المستثمرة تحمل اسم “إيلوما” للاستثمار المساهمة المغلفة الخاصة، دون ذكر تفاصيل أخرى حول مجال عمل الشركة ومؤسسيها وتاريخ نشأتها.

واكتفت بالقول إن الشركة ستضخ استثمارات في “الخطوط الجوية السورية” بقيمة 300 مليون دولار، خلال 20 عاماً.

ولا تتوفر معلومات حول الشركة على شبكة الانترنت، إلا أن الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، كرم الشعار، نشر صورة عن عقد تصديق الشركة من قبل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام.

وأظهر العقد أن الشركة حديثه التأسيس، وتم التصديق عليها في وقت ما من عام 2023، دون توضيح تاريخ دقيق.

وبحسب العقد، تعمل الشركة في مجال “إدارة واستثمار المنشآت التي تعمل في مجال السياحة وخدمات المطارات ودخول المناقصات والمزايدات مع القطاع العام”.

كما تدخل بمجال “شراء الأسهم والحصص في جميع أنواع الشركات والمشاركة أو المساهمة في تأسيسها أو الاشتراك في إدارتها”.

و”تملك الأراضي والعقارات اللازمة لتحقيق غاية الشركة، عدا بناء المساكن وبيعها والاتجار بها”.

وتم تحديد رأس مال الشركة بمبلغ 100 مليون ليرة سورية فقط (ما يعادل 10 آلاف دولار)، موزعة على مليون سهم.

ويقع مركز الشركة في محافظة دمشق، ولها أن تؤسس فروعاً في جميع المحافظات السورية وخارج القطر، بقرار من مجلس الإدارة.

وحول هوية المؤسسين، ورد في العقد ذكر 3 أسماء، الأول هو علي محمد ديب (34 عاماً)، ويملك 330 ألف سهم بنسبة 33%، ويقيم في دمشق.

والثانية هي رزان نزار حميره (32 عاماً) وتملك 330 ألف سهم بنسبة 33%، وتقيم في دمشق.

والثالثة هي راميا حمدان ديب (42 عاماً)، وتملك 340 ألف سهم بنسبة 34%، وتقيم في دمشق.

وبحسب بيان الاتحاد الأوروبي، فإن إيلوما “هي واجهة لعائلة الأسد وجزء من جهود النظام لتحقيق مكاسب شخصية من التلاعب بالاقتصاد، ولذلك فإن إيلوما تدعم النظام السوري وتستفيد منه”.

وكذلك اعتبر الباحث كرم الشعار، أن الأسماء التي تقف وراء شركة “إيلوما” عبارة عن “واجهات”، مضيفاً أنها “تتبع مباشرة لبشار الأسد من خلال يسار إبراهيم وعلي نجيب إبراهيم”.

“العقيلة السورية للتأمين”

برز اسم شركة “العقيلة” المختصة بخدمات التأمين، بعد توقيعها مذكرة تفاهم مع شركة “ألبرز للتأمين” الإيرانية، في مايو/ أيار الماضي.

وقال الاتحاد الأوروبي في بيانه، إنه “في بيئة الأعمال السورية الحالية، يتطلب مثل هذا المشروع المشترك دعم النظام السوري، ولذلك فإن شركة العقيلة تدعم وتستفيد من النظام السوري”.

بدأت شركة العقيلة للتأمين التكافلي عملها في سورية عام 2007.

وتعود لصاحبها الكويتي- السوري عبد الحميد دشتي، وهو شيعي تربطه علاقات وثيقة مع نظام الأسد وإيران.

وكانت النسبة الأكبر من أسهم الشركة تعود لشركة “العقيلة للإيجار والتمويل والاستثمار”، التي لا تتوفر أية معلومات حول ملكيتها.

فيما تتوزع بقية الأسهم على زوجة دشتي السورية، هالة قوطرش، وعلى شركات مملوكة لدشتي وأولاده.

وكانت وزارة التجارة الداخلية في حكومة النظام، صادقت قبل أكثر من عام على شركة عقارية جديدة لعبد الحميد دشتي.

وتحمل الشركة اسم “شركة العقيلة العقارية” المساهمة المغفلة العامة، لكن برأس مال “متواضع” بلغ 250 مليار ليرة سورية.

وكان دشتي قد تعهد عام 2019 باستثمار ملياري دولار أمريكي في سورية.

ومع ذلك أصبحت “العقيلة” أكبر شركة عقارية في سورية، وتملك مشاريع سكنية في مناطق عدة، أبرزها “السيدة زينب” في دمشق.

“أجنحة الشام” للطيران

تشير المعلومات إلى أن شركة “أجنحة الشام” للطيران المدني هي كيان تجاري سوري يملكه محمد عصام شموط.

لكن بحسب بيان الاتحاد الأوروبي، تستخدم أجنحة الشام رحلاتها للمشاركة في نقل المرتزقة السوريين، وتجارة الأسلحة، وتهريب المخدرات، وغسل الأموال، “مما يدعم أنشطة النظام السوري”.

وباعتبارها شركة الطيران الخاصة الوحيدة في سورية، تستفيد أجنحة الشام من النظام السوري وتقدم الدعم له، وفق البيان.

يُشار إلى أن شركة “أجنحة الشام” للطيران تأسست عام 2007، ويقع مقرها في مطار دمشق.

وفُرضت عليها عقوبات أمريكية عام 2016، لأنها تنقل مقاتلين موالين للأسد إلى سورية، وتساعد المخابرات العسكرية للأسد على نقل أسلحة ومعدات.

ويقول مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية، إن أجنحة الشام لا تزال لها علاقات مع شركة “السورية للطيران” الخاضعة للعقوبات بالفعل، وهي الخطوط الجوية السورية الرسمية التي تديرها سلطات نظام الأسد.

كما اتهمت وزارة الخزانة الأمريكية شركة أجنحة الشام بـ “غسل الأموال في جميع أنحاء المنطقة”، و”نقل الأسلحة والمعدات للنظام السوري”.

المصدر السورية نت
قد يعجبك أيضا