دبلوماسي أم عسكري؟.. روايتان حول طبيعة المبنى المستهدف في دمشق

تضاربت الأنباء حول طبيعة المبنى الذي طاله القصف الإسرائيلي بالقرب من السفارة الإيرانية في دمشق، أمس الاثنين، والذي أشعل غضباً في الأوساط الإيرانية بعد مقتل مستشارين وقادة.

وفيما تقول الرواية الرسمية الإيرانية إن المبنى الملاصق لسفارة إيران في دمشق، هو مبنى قنصلي ومقر إقامة السفير الإيراني وعائلته، ما يعني أن استهدافه محظور وفق القوانين الدولية، نفت تقارير عبرية على لسان مسؤولين إسرائيليين صحة ذلك.

وكانت إيران أعلنت رسمياً تعرض قنصليتها في دمشق للقصف من قبل الطيران الإسرائيلي، الذي استهدف مبنى ملاصق للسفارة الإيرانية ما أدى إلى انهياره بالكامل.

وأدى القصف إلى مقتل العميد محمد رضا زاهدي قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الإيراني في سورية ولبنان، والذي كان نائباً للعمليات في “الحرس الثوري” عام 2017 لمدة ثلاث سنوات.

وكذلك، قتل مساعده العميد محمد هادي حاج رحيمي، إضافة إلى 5 مستشارين آخرين بـ”الحرس الثوري”، وهم حسين أمان اللهي ومهدي جلالتي وشهيد صدقات وعلي بابائي وعلي روزبهاني.

دبلوماسي أم عسكري؟

في حين تقول طهران إن البناء المستهدف هو بناء قنصلي دبلوماسي تابع لسفارتها، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، إن القوات الجوية الإسرائيلية قصفت منشأة عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني في دمشق، وليس قنصلية أو سفارة إيران.

وأضاف في حديثه لشبكة “CNN”، “بحسب معلومات استخباراتنا، هذه ليست قنصلية أو سفارة، بل منشأة عسكرية تابعة لوحدة قوات القدس الخاصة التابعة للحرس الثوري الإيراني”.

وكذلك نفت مصادر استخباراتية إسرائيلية أن يكون المبنى المستهدف دبلوماسياً، مشيرة إلى أن البناء هو مقر تابع للحرس الثوري ويقيم فيه عناصر تابعين له.

وقالت المصادر لمدونة “إنتل تايمز” الإسرائيلية، إنه “لم يتم تحديد العقار على أنه قنصلية مثل الممتلكات الدبلوماسية الإيرانية الأخرى في اللاذقية وحلب، التي تم تحديدها رسمياً في الخرائط أو في منشورات وزارة الخارجية الإيرانية على أنها قنصليات”.

وأضافت المدونة التي تعتمد على مصادر استخباراتية، أن “المكان الذي تعرض للهجوم كان يستخدم في الواقع كمقر للحرس الثوري الإيراني لاستضافة موظفين من الحرس الثوري”.

إلا أن صحيفة “نيويورك تايمز” نقلت عن عضوين في “الحرس الثوري” الإيراني، قولهما إن المبنى كان يضم اجتماعاً “سرياً” أثناء قصفه.

وأضافا أن “الضربة استهدفت اجتماعاً سرياً اجتمع فيه مسؤولون من المخابرات الإيرانية ومسلحون فلسطينيون لمناقشة الحرب في غزة”.

وأكدا أن الاجتماع كان يحضره “قادة حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية”، وهي جماعة تسلحها وتمولها إيران.

وتتجه الأنظار حالياً نحو الرد الذي تتوعد طهران بتنفيذه بعد حادثة أمس، إذ أكد كبار مسؤوليها بأن الهجوم الإسرائيلي “لن يمر دون رد”.

وقالت وكالة “مهر” الإيرانية إن “الرد الإيراني المضاد مؤكد، لكن نطاق هذا الرد غير واضح على الإطلاق”.

مشيرة إلى أن الهجوم على القنصلية الإيرانية “نقطة تحول”، وأن إسرائيل بدأت فصلاً جديداً من المعركة بين طهران وتل أبيب.

المصدر السورية نت
قد يعجبك أيضا