روسيا تستعجل ترتيبات ميدانية جديدة شرق سورية: التعزيزات لا تنقطع

تشهد مناطق شمال وشرق سورية تعزيزات عسكرية غير مسبوقة، وخاصة على طرفي الطريق الدولي “m4″، وبينما تقول موسكو إن هذه الخطوات تصب في عمليات “إعادة الاستقرار”، يشير خبراء روس إلى أنها تصب في إطار ترتيبات ميدانية مستعجلة، قبل وصول الإدارة الأمريكية الجديدة إلى البيت الأبيض.

وذكرت وكالة الأنباء الروسية (تاس)، اليوم الاثنين، أن طائرة على متنها وحدات من الشرطة العسكرية الروسية وصلت إلى مطار القامشلي بمحافظة الحسكة، وتحمل أكثر من 300 عسكري روسي.

ونقلت الوكالة عن قائد وحدة الشرطة العسكرية، جورجي روداكوف، قوله إن الكتيبة التي وصلت ستعزز نقاط المراقبة الروسية في المناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

وأضاف روداكوف: “كتيبة من الشرطة العسكرية وصلت لتعزيز القوات الروسية، وتسيير دوريات على طول الحدود السورية- التركية، وتعزيز نقاط القوة المشتركة ونقاط المراقبة، والمشاركة في دوريات روسية- تركية مشتركة، ومرافقة أرتال السيارات المدنية”.

وتأتي التعزيزات المذكورة بعد يومين فقط من وصول طائرة عسكرية روسية نوع “IL-76” إلى قاعدة القامشلي، وقالت وسائل الإعلام الروسية إنها تحمل أفراداً من الشرطة العسكرية الروسية ومعدات لوجستية.

وأضافت وسائل الإعلام الروسية أن التعزيزات العسكرية الواصلة إلى شرق سورية، تأتي من أجل تعزيز الوجود في محافظتي الرقة والحسكة، وبسبب “تفاقم الصراع بين الأتراك والأكراد”.

إلا أن خبراء روس أشاروا إلى أن التعزيزات تصب في إطار الترتيبات الميدانية الجديدة التي تحاول روسيا فرضها في مناطق شرق سورية، قبل وصول الإدارة الأمريكية الجديدة إلى البيت الأبيض.

أليكسي خيلبانيكوف أحد الخبراء، وقال عبر حسابه في “تويتر”، اليوم: “التعزيزات تصل إلى عين عيسى وتل تمر وعامودا وغيرها”.

وأضاف: “الهدف الرئيسي: تهدئة الوضع في المنطقة، لكن هذه الخطوة ترسل أيضاً إشارة إلى المسؤول الأمريكي الجديد بأن موسكو ستبقى في شرق سورية”.

وتأتي التحركات العسكرية الروسية في مناطق شمال وشرق سورية بالتزامن مع استمرار التوتر العسكري بين تركيا وفصائل “الجيش الوطني” من جهة و”قسد” من جهة أخرى، وخاصة على جبهات مدينة عين عيسى بريف الرقة وتل تمر بريف الحسكة.

وحتى الآن لم تتبلور صورة مستقبل المدينة، التي تعيش  “أجواء حرب”، فرضتها الاشتباكات والقصف المستمر من جانب الجيش التركي وفصائل “الجيش الوطني”.

وكانت روسيا قد أعلنت، منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، عن إنشاء قاعدة جوية في مطار مدينة القامشلي، شمال شرقي سورية، عقب انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من محيط المطار.

وعلى مدار الأشهر الماضية لم تنقطع التعزيزات الروسية إلى قاعدة القامشلي، والتي باتت المحطة العسكرية الأبرز للروس في مناطق شمال وشرق سورية.

وإلى جانب قاعدة القامشلي أنشأ الروس أيضاً قاعدة سد تشرين، الواقعة على نهر الفرات، جنوبي منطقة منبج بريف حلب، وقاعدة صرين، الواقعة في منطقة عين العرب (كوباني)، شمال شرقي سورية، وقاعدة عين عيسى شمالي مدينة الرقة.

“سبات” الأيام الأخيرة

ويشهد الملف السوري، وخاصة مناطق شمال شرق سورية ترقباً للخطوات الأولى التي ستتخذها الإدارة الأمريكية الجديدة، والتي ووفقاً للمؤشرات المطروحة ستنتهج استراتيجية تبتعد كل البعد عن استراتيجية الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.

وكان مبعوث التحالف الدولي لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية”، الدبلوماسي الأمريكي بريت ماكغورك، قد عاد في الأيام الماضية إلى واجهة السياسة الأمريكية، بعد تعيينه مستشاراً في مجلس الأمن القومي الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا، من قبل الرئيس المنتخب، جو بايدن.

وخلال توليه منصب مبعوث التحالف الدولي، منذ 2015 حتى أواخر 2018، عُرف ماكغورك بدعمه لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، وزار سورية والعراق عدة مرات، لدمج القوات المحلية في المعارك ضد تنظيم “الدولة”.

وبعد قرار ترامب أواخر 2018 بسحب القوات الأمريكية شمالي سورية، قدم ماكغورك استقالته، معتبراً قرار ترامب “انقلاباً كاملاً على السياسة المرسومة سابقاً.

وأشار في ذلك الوقت إلى أن قرار الانسحاب من شأنه أن “يزيد التهديد والمخاطر ويُضعف موقف الولايات المتحدة أمام روسيا”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا