سورية في نيويورك بين ثلاثة وفود: مرحلة جديدة تتطلب لقاءات

في مدينة نيويورك الأمريكية وعلى هامش الدورة الـ 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة كان الملف السوري حاضراً في الكواليس، لكن ضمن ثلاث رؤى ومواقف واصطفافات، وعلى الرغم من أن صورتها العامة “سورية”، إلا أنها لم تتقاطع ولو بجزء بسيط.

يأتي ذلك في الوقت الذي وصل فيه “الحل السوري” إلى طريق مسدود لا تعرف نهايته ولا حتى بدايته، سواء على صعيد الميدان عسكرياً أو سياسياً ضمن غرف النقاشات ورسم السياسات الدولية والداخلية.

ويرى مراقبون أن سورية بكامل خريطتها قد تقبل على أبواب مرحلة جديدة، وفي الوقت الذي تغيب فيه وجهة المكاسب لأي طرف تشير تقديرات إلى أن نظام الأسد سيكون رابحاً بشكل أو بآخر، لاسيما في ظل غياب السياسة الأمريكية الواضحة للبلاد، منذ وصول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض.

وعلى مدار الأعوام العشرة الماضية لم تفلح الجهود الدولية في الضغط على نظام الأسد لتقديم أي تنازلات على الصعيد السياسي أو العسكري.

وعلى العكس استمر النظام باستخدام القوة ضد ملايين المدنيين المناهضين له شمالاً وجنوباً، واتجه مؤخراً لكسب الوقت السياسي، من خلال عرقلته لمسار جنيف من جهة، وللمسارات الأخرى التي تم المضي فيها، كاللجنة الدستورية السورية.

“لقاءات ذات دلالة”

أمام ما سبق وعلى أبواب المرحلة الجديدة التي تلوح معالمها في الأفق يحاول النظام السوري “إنعاش شرعيته”، من خلال لقاءات مكوكية، كان أبرزها أمس الجمعة في نيويورك.

وقالت وكالة أنباء “سانا” إن وزير خارجية الأسد، فيصل المقداد التقى نظيره المصري، سامح شكري، وأضافت أنهما “استعرضا تطورات الأزمة السورية، وأهمية تضافر كل الجهود لحلها، واحترام سيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها”.

كما أكد المقداد “أهمية العلاقات بين البلدين الشقيقين، وخاصة في ظل الروابط التاريخية التي تجمعهما”.

من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية المصرية، في بيان عن لقاء جمع شكري والمقداد في نيويورك، وأفادت بأن الطرفين “بحثا سبل إنهاء الأزمة في سورية”، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

وقبل هذا اللقاء بيوم واحد كان المقداد قد التقى وزيري الخارجية الأردني أيمن الصفدي، والروسي سيرغي لافروف.

وأعلنت الخارجية الأردنية عن اللقاء في بيان، وقالت فيه إن الطرفين بحثا الخطوات “التي يقوم بها البلدان لزيادة التعاون في المجالات المختلفة، إضافة إلى ضمان أمن الحدود المشتركة وبما ينعكس خيراً على البلدين والشعبين الشقيقين”.

‎كما بحث الوزيران موضوع تزويد لبنان بالطاقة الكهربائية من الأردن والغاز المصري عبر سوريا، “بما يُساعده على تجاوز أزمة الطاقة”، واستعرضا “الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ومعالجة تبعاتها بكل جوانبها”، بحسب البيان.

في حين بحث المقداد مع نظيره الروسي لافروف “تطورات الأوضاع في سورية وأنشطة اللجنة الدستورية في جنيف”، بحسب ما جاء في بيان صادر عن الخارجية الروسية.

“في سبيل الضغط”

على الطرف الآخر لكن ضمن نيويورك اتجهت الأنظار في الأيام الماضية إلى وفد المعارضة السورية، الممثل بـ”الائتلاف الوطني السوري”، والذي أجرى أيضاً سلسلة لقاءات مع مسؤولين غربيين وعرب.

وذكر “الائتلاف الوطني” في بيان أن مطالبه خلال اللقاءات تلخصت “بالدفع قدماً باتجاه العملية التفاوضية وتطبيق قرار مجلس الأمن 2254 وجميع القرارات الأممية ذات الصلة”.

كما طالب بضرورة “الضغط على نظام الأسد للانخراط الجدي بالعملية السياسية بالإضافة إلى مناقشة الأوضاع الميدانية، تحديداً ما يجري مؤخراً في إدلب ودرعا”.

ومن بين الجهات التي التقاها الائتلاف أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، ومحمد آل ثاني وزير خارجية دولة قطر وسادات أونال نائب وزير الخارجية التركي.

بالإضافة إلى البعثة الهولندية في الأمم المتحدة والبعثة اليونانية وبعثة إستونيا، فضلاً عن إنريكي مورا نائب الأمين العام للشؤون السياسية في الاتحاد الأوروبي وبوب راي المبعوث الدائم لدولة كندا في الأمم المتحدة، وغير بيدرسون المبعوث الأممي الخاص لسورية.

“لتلقي تطمينات”

في مقابل ما سبق كان في نيويورك وفد ثالث لـ”الإدارة الذاتية” في شمال وشرق سورية وآخر لـ”مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد).

وعقد هذا الوفد لقاءات مع أعضاء من مجلسي الشيوخ والنواب من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، لنقاش الدعم الأمريكي المقدم لمناطق شمال وشرق سورية.

ومن بين المسؤولين الأمريكيين الذين التقاهم “مسد” النائب شنايدر العضو في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، والذي يعمل في اللجنة الفرعية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا و”مكافحة الإرهاب العالمي”.

وأضاف “مسد” عبر موقعه الالكتروني، اليوم السبت إن لقاءاته “اتسمت بالإيجابية واشتركت في التعبير عن دعم واشنطن لمجلس سورا الديمقراطية”.

وكانت تساؤلات طرحت خلال الأيام الماضية عن مصير القوات الأمريكية في منطقة شمال شرق سورية، بعد انسحابها من أفغانستان والذي أدى إلى سيطرة حركة طالبان على معظم البلاد بشكل سريع.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا