سيناريوهات مفتوحة في البحر الأحمر.. ماذا بعد ضرب الحوثيين؟

تعرضت عدة مواقع لجماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن لقصف جوي وبحري مشترك نفذته الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، فجر اليوم الجمعة.

وجاء توجيه الضربات بعدما أصدرت واشنطن وحلفائها في المنطقة تحذيرين، خلال أسبوع، وطالبا الحوثيين بوقف عمليات استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر.

وأعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن في بيان، اليوم الجمعة، أن الضربات التي وجهتها الولايات المتحدة وبريطانيا “تمت بنجاح” واستهدفت أهداف يستخدمها الحوثيون في اليمن لتعريض حرية الملاحة للخطر.

وقال بايدن إن القصف جاء بتوجيه منه، وإنها “رد مباشر” على هجمات “غير مسبوقة” شملت استخدام صواريخ بالستية مضادة للسفن.

بدوره قال رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك إن المملكة المتحدة “اتخذت إجراءات محدودة وضرورية ومتناسبة للدفاع عن النفس، إلى جانب الولايات المتحدة”.

وأضاف أنهم تلقوا دعم غير عملياتي من هولندا وكندا والبحرين ضد أهداف مرتبطة بهذه الهجمات، وذلك لإضعاف القدرات العسكرية للحوثيين وحماية الشحن العالمي.

“من الجو والبحر”

وأوضحت القوات الجوية الأمريكية في بيان أنها شنت ضربات ضد 60 هدفاً في 16 موقعاً تابعاً للحوثيين.

وقالت إنها استهدفت مراكز قيادة وسيطرة ومخازن ذخيرة وأنظمة إطلاق ومنشآت تصنيع وأنظمة رادار خاصة بالدفاع الجوي.

وأضافت أنه تم إطلاق أكثر من مئة صاروخ موجه بدقة في الضربات على الحوثيين، واستخدام طائرات وصواريخ توماهوك أطلقت من السفن والغواصات.

وانطلقت مقاتلات هجومية تابعة للقوات الجوية الأمريكية من قاعدة في الشرق الأوسط وطائرات “سوبر هورنيت” من حاملة الطائرات “يو أس أي آيزنهاور”.

وشاركت أربع طائرات من طراز تايفون تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في الضربات، باستهداف هدفين للحوثيين، حيث حلقت من قاعدة أكروتيري في قبرص.

وشملت الأهداف مواقع إطلاق طائرات مسيرة، ومطار في عبس استخدم لإطلاق صواريخ كروز وطائرات مسيرة.

ماذا قال الحوثيون؟

وبتنفيذ الضربات تكون الولايات المتحدة وبريطانيا قد وسعت دائرة التوتر إلى حد كبير، وفي منطقة تعتبر حساسة تجارياً وأمنياً.

وقال الناطق باسم جماعة الحوثيين محمد عبد السلام، اليوم الجمعة، إن “اليمن مستمر في موقفه الديني والإنساني وسيظل إلى جانب غزة بكل ما يستطيع، ولن يزيده العدوان إلا صلابة وقوة”.

وأضاف على “إكس”: “نؤكد أنه لا مبرر أبداً لهذا العدوان على اليمن، فلم يكن من خطر على الملاحة الدولية في البحر الأحمر والعربي، والاستهداف كان وسيبقى يطال السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة”.

وأعلن عضو المكتب السياسي للحوثيين حزام الأسد، أن الجماعة سترد على الضربات الأميركية البريطانية على اليمن.

وقال إن “الملاحة والمصالح الأمريكية والبريطانية ستكون في نطاق استهدافنا رداً على هذه الغارات”.

وأشارت قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين إلى أن الضربات طالت “قاعدة الديلمي الجوية شمال العاصمة، محيط مطار الحديدة”.

بالإضافة إلى مناطق في مديرية زبيد، معسكر كهلان شرقي مدينة صعدة، مطار تعز، معسكر اللواء 22 بمديرية التعزية، والمطار في مديرية عبس.

“بعد تحذيرين”

ومنذ أسابيع، يشن الحوثيون هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على سفن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئ إسرائيلية.

ويركزون على إطلاق هذه الهجمات قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر.

وكانت الولايات المتحدة وحلفاءها قد أصدروا تحذيرات للحوثيين لوقف الهجمات على السفن، رغم تعبير واشنطن عن مخاوف من تصاعد التوترات الإقليمية.

وشكلت واشنطن تحالفاً دولياً، في ديسمبر الماضي، أطلق عليه اسم “عملية حارس الازدهار” لحماية الملاحة البحرية في المنطقة التي يتدفق من خلالها 12 في المئة من التجارة العالمية.

ثم حذرت 12 دولة بقيادة الولايات المتحدة الحوثيين في 3 يناير من “عواقب” ما لم يوقفوا فوراً الهجمات على السفن التجارية.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا