شمال سورية “دون مساعدات”.. ومؤشرات “كارثة على الأبواب”

حذّر تقرير حقوقي من “كارثة إنسانية” باتت تهدد مناطق شمال غرب سورية، مع استمرار تعليق إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر “باب الهوى”، منذ يوم العاشر من شهر يوليو/تموز الماضي.

ورصدت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” بحسب ما أورد تقرير لها، اليوم الاثنين، بدء انقطاع مادة الخبز عن معظم المخيمات، بالتزامن مع نقص في كميات المياه الواصلة إليهم وغلاء معظم السلع الغذائية.

وجاءت ذلك بعد توقف دخول المساعدات الأممية عبر معبر “باب الهوى” لمدة سبعة أسابيع، منذ 10/ تموز، ما ينذر “بكارثة إنسانية قد تصل إلى حد المجاعة”، وفق التقرير.

ورغم “التفاهم” الذي توصلت إليه الأمم المتحدة مع النظام السوري، قبل أسابيع، إلا أن المعبر الحدودي لم يشهد إدخال أية مساعدات إنسانية، وهو ما أكده مدير المكتب الإعلامي لـ”باب الهوى”، مازن علوش لـ”السورية.نت”.

وقالت الشبكة الحقوقية إن إدخال المساعدات الأممية ليس بحاجة إلى إذن من مجلس الأمن.

وأكدت “على ضرورة إيجاد آلية تنسيق بين الدول المانحة من أجل تفادي أكبر قدر ممكن من عمليات التحكم والسرقة التي يقوم بها النظام السوري للمساعدات التي تمر من خلاله”.

ووجهت الشبكة السورية نداء استغاثة للدول المانحة، والمنظمات الدولية لاتخاذ تحرك جدي بأسرع وقت ممكن، وتقديم المساعدات الإنسانية للمخيمات في شمال غرب سورية، وبشكل خاص الخبز والمياه خارج إطار الأمم المتحدة.

ماذا جاء في “التفاهم”؟

وفي التاسع من أغسطس الحالي أعلنت الأمم المتحدة أنها توصلت لاتفاق مع النظام السوري حول تمديد إيصال المساعدات لشمال غرب سورية، عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.

وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، إن النظام وافق على إعادة فتح معبر باب الهوى أمام المساعدات، مدة ستة أشهر.

وأضاف أنه تم التوصل لهذا “التفاهم” بعد محادثات بين منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، ومسؤولين في نظام الأسد.

ولم يذكر المسؤول الأممي شيئاً عن الشروط المسبقة التي كان النظام قد وضعها لقاء موافقته على إعادة فتح المعبر، في وقت بقيت تفاصيل “التفاهم” غامضة، وهو ما أثار ريبة عمال إغاثة سوريين.

وكان النظام قد اشترط سابقاً إشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري على عملية إيصال المساعدات لشمال غرب سورية.

كما اشترط عدم تعامل وكالات الأمم المتحدة مع من يسميها “المنظمات الإرهابية” العاملة في تلك المنطقة. إلا أن الأمم المتحدة اعتبرت أن هذه الشروط “غير مقبولة”.

وأشار “فريق منسقو الاستجابة” في تقرير سابق له إلى أنه رصد خلال الأسابيع الماضية “توقف كامل لبرنامج الأمن الغذائي للنازحين ،حيث اضطرت آلاف العائلات إلى تخفيض عدد الوجبات اليومية إلى وجبة واحد فقط يومياً”.

كما رصد “انقطاع مادة الخبز عن المخيمات، ما اضطر النازحين إلى حذف الوجبات الغذائية المعتادة لتأمين كفاية الخبز اليومية من الشراء”.

وقال الفريق الإنساني إنه وثق تراجعاً ملحوظاً لكمية المياه في المخيمات، بالتزامن مع زيادة الحاجة بشكل أكبر للمياه بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

كما تم تسجيل زيادة واضحة في أعداد المصابين بالأمراض الجلدية داخل المخيمات، نتيجة نقص المياه.

وتوقف دعم العديد من المشافي والنقاط الطبية المنتشرة في شمال غرب سورية، وانخفضت كمية المستهلكات الطبية فيها، الأمر الذي زاد من الأعباء على المشافي للعمل وفق الطاقة المحددة.

ولاحظ “منسقو الاستجابة” ارتفاع في أسعار المواد والسلع الغذائية الأساسية في الأسواق المحلية، بالتزامن مع توقف المساعدات، مما سبب ضغط إضافي على العائلات لتأمين الاحتياج اليومي من الغذاء.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا