ضربات “مؤلمة” لإيران في دمشق.. كيف تطول مسؤولي استخبارات؟

لم يمض شهر على حادثة اغتيال القيادي البارز في “الحرس الثوري” الإيراني، رضي موسوي بضربة إسرائيلية في ريف دمشق حتى حصلت أخرى أسفرت عن مقتل 6 قادة كبار، على رأسهم مسؤول استخبارات.

وقتل موسوي في 25 ديسمبر/كانون الأول الماضي بعدما استهدفت 3 صواريخ مكان إقامته في منطقة السيدة زينب بريف دمشق، وفي أعقاب عودته من مبنى السفارة بالعاصمة.

أما القادة الستة الكبار وعلى رأسهم مسؤول استخبارات “فيلق القدس” في سورية، صادق أميد زاده فقد قتلوا بقصف صاروخي إسرائيلي استهدف مبنى سكني يستخدمه “الحرس الثوري” في منطقة المزة فيلات جنوب غرب دمشق.

ونادراً ما تعلّق إسرائيل على مثل هذه الاغتيالات، رغم أنها هددت بها قبل أسابيع، معيدة التذكير بـ”عملية ميونيخ”، في سبعينيات القرن الماضي.

وبالنظر إلى المنصب الذي يتولاه أميد زاده (الحاج صادق) كمسؤول استخباراتي مخصص لسورية وقبله موسوي الذي يعتبر من أقدم القادة الإيرانيين نشاطاً في البلاد تثار تساؤلات عن الأبعاد المرتبطة بهذه الضربات “المؤلمة” ولاسيما أنها تستهدف “استخباراتيين”.

“ضربات مؤلمة لإيران”

الكاتب والإعلامي القطري، جابر الحرمي كتب عبر موقع التواصل “إكس” أن العميد صادق يوصف بأنه “الصندوق الأسود” والرجل الثاني بعد قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” الذي قتل بضربة أمريكية قرب مطار بغداد.

ويقول الحرمي متسائلاً: “الغريب أن الذي تم اغتياله هو المسؤول عن الاستخبارات”.

ويعتبر أن هناك “اختراق صهيوني غير طبيعي للحاضنات الشيعية بشكل ملفت”.

ويشير إلى حادثة مقتل القيادي في حركة “حماس”، صالح العاروري بضاحية بيروت الجنوبية، أو كما توصف بـ”إمبراطورية حزب الله”.

ويضيف: “طوال الأشهر الماضية كانت الضربات الاسرائيلية تستهدف ضباط ايرانيين في سورية دون أن يكون هناك رداً مزلزلاً كما نسمع دائماً”.

ويتابع عبر حسابه في “إكس”: “لماذا لا تمارس إيران أو من خلال أذرعها نفس استراتيجية الكيان الإسرائيلي باغتيال قادة صهاينة في داخل الكيان دون حس ولا خبر؟!”.

واعتبر الباحث العراقي في شؤون الجماعات المتشددة، رائد الحامد أن “إسرائيل أطاحت بهيبة إيران القوة الإقليمية الأكثر نفوذاً في الشرق الأوسط”.

ويقول عبر “إكس”: “لذا لا يمكن لإيران أن تواصل سياسة امتصاص الضربات والسكوت عن الإهانات والوعيد والتهديد دون فعل”، مضيفاً أن “سمعة إيران باتت على المحك حتى لدى مؤيديها”.

“تفسيران”

ويمكن تفسير الاستهداف المتكرر لقيادات في “الحرس الثوري” الإيراني في دمشق، من نقطتين، كما يوضح الباحث في “مركز عمران للدراسات الاستراتيجية”، نوار شعبانز

النقطة الأولى مرتبطة بـ”التصعيد الإيراني، ويقول شعبان إن “تكثيف الزيارات إلى دمشق لأسباب استراتيجية من قبل شخصيات بارزة في الحرس الثوري رغم خطورة الوضع”.

أما الثانية تتعلق بالتصعيد الإسرائيلي، حيث يشير الباحث عبر “إكس” إلى “تحول إسرائيل من سياسة المراقبة وتقييم المخاطر إلى التحييد الفوري للأهداف، ومواصلة نهجها الهجومي الذي أعيد تفعيله بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر”.

ويرى إبراهيم فريحات وهو أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا وجامعة جورجتاون أن “اغتيال العميد الحاج صادق مسؤول الاستخبارات في فيلق القدس يثير تساؤلات كثيرة حول طبيعة الاستراتيجية الإيرانية في مواجهة إسرائيل”.

وخاصة أن “المنفذ معروف والضربات متوالية”.

ويتابع فريحات عبر “إكس”: “ماذا تنتظر طهران، وهل تترك قياداتها هدفاً صائغاً للغارات الاسرائيلية!”.

وبعد مقتل “الحاج صادق” هناك “فرصة ثمينة للحرس الثوري” لاستعادة كرامته وتوجيه صواريخه باتجاه إسرائيل بدلاً من باكستان والعراق و سورية، كما قال أضاف علي باكير وهو أستاذ مساعد في مركز ابن خلدون في جامعة قطر.

لكنه تابع عبر “إكس” مستدركاً: “لكن كما قلت، لو قتلت إسرائيل خامنئي نفسه، لن تقوم إيران بحرب مباشرة ضدها”.

المصدر السورية.نت
قد يعجبك أيضا